الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

قصص حب ولاد "صاحبة الجلالة" لبنات "الخشبة والشاشة"

الإثنين 15/فبراير/2021 - 11:48 ص
هير نيوز


بالقراءة والتعمق في تاريخ أبناء "صاحبة الجلالة"، الصحافة والكتابة، نجد أنهم كانوا في آواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، يرتبطون إرتباطًا وثيقًا بفنانات "الخشبة والشاشة"، المسرح والسينما، فجمعتهم علاقات شخصية قوية، منها ما اقتصر على الصداقات، أما أغلبيتها فأخذت منحى آخر.

فوقوع الأدباء والشعراء والصحفيين في حب فنانات المسرح والسينما والغناء، اعتبر وقتها كظاهرة، ولعل هذا عائد للبريق والضوء الذي كان مسلطًا على كلتا الفئتين، فعلى قدر اهتمام الجمهور بالفنانات كان الاهتمام بأصحاب الأقلام، وإن اختلفت طرق الاهتمام والتصفيق لكليهما.

وهنا-وبمناسبة عيد الحب وعذابه- نرصد أهم وأشهر قصص الحب وآلامه في حياة ولاد "صاحبة الجلالة" وبنات "الخشبة والشاشة".

- "العقاد ومديحة يسري"

أحب الكاتب الأديب والمؤرخ الكبير عباس محمود العقاد الممثلة والفنانة القديرة مديحة يسري، عندما كان في الستينيات من عمره، بينما كانت مديحة في عشرينياتها، وكتب عنها في بعض أشعاره وقصصه.

تعرف العقاد على مديحة عندما نشرت إحدى المجلات صورتها كوجه فني جديد عام 1939، وقد رأى العقاد الصورة فتعلقت بذهنه حتى أن تلميذ له أخبره أنه يعرفها، فطلب منه أن يحضرها إلى صالونه الأدبى الشهير، ومنذ حضورها الأول وقع في شباك حبها فعشقها بكل جوارحه وأقلامه، وفتح أمامها أبواب الثقافة على مصراعيها، بعد أن كانت ضعيفة القراءة والكتابة، إلى أن أصحبت أكثر فنانات عصرها ثقافة واطلاعًا.

وكان العقاد غيورًا عليها جدًا، فيحكي الكاتب والصحفي الكبير مصطفى أمين أن العقاد دخل عليه ذات يوم في عام 1941 في مكتبه بجريدة الأهرام ثائرًا غاضبًا ليتهمه بأنه على علاقة عاطفية بمديحة، وكان أمين منها برئ.

فلقد دخل عليها العقاد فوجد في يدها مجلة "الاثنين" التي كان مصطفى أمين رئيس تحريرها، وكانت تضحك، فلما رأت العقاد أخفت المجلة وراء ظهرها، واستنتج العقاد بأن مديحة تحب مصطفى وأنها أخفتها حتى لا يعرف هذا الحب المزعوم.

ولكن أرجع مصطفى أمين هذا التصرف إلى أنها خشيت من غضب العقاد لقرائتها في مجلة "خفيفة وتافهة" بالنسبة للعقاد، قارئ وصاحب الموسوعات.

- "محمد عبدالمجيد حلمي ومنيرة المهدية"

في عام 1921 ظهر ناقد مسرحي قوي اسمه محمد عبدالمجيد حلمي، قادمًا من الصعيد، وكان قلمه عنيفًا وقاسيًا ونقده لاذعًا أشبه بالكرباج على ظهر الممثلين والممثلات، ولهذا كانوا يخشونه، وأصدر مجلة المسرح فأصبحت أكبر مجلة مسرحية في مصر وقتئذ.

وكان حلمي يعشق منيرة المهدية، وكانت منيرة وقتها تتربع على عرش الطرب في مصر، حتى كان يتنافس عليها الوزارءـ حتى أن مجلس الوزارء ذات يوم انعقد في عوامتها بالجزيرة، إلى أن أتت أم كلثوم تزحف رويدًا رويدا حتى بدأت تنزع منيرة من عرشها، فأوعزت منيرة إلى حلمي، وأرسلت إليه خبرًا كاذبًا وملفقًا وفاضحًا عن أم كلثوم، فنشر المحب الولعان الخبر، دون أن يتأكد منه.

فكاد الخبر أن ينهي على أم كلثوم، حيث غضب والدها وكاد يمنعها من الغناء بسببه، واستمر الحب بين منيرة وحلمي حتى أُصيب بمرض الصدر، فنفرت منيرة منه، وابتعدت عنه وهربت منه وعاملته بقسوة وجفاء، ونهش المرض جسم المحب العاشق حتى مات في أغسطس 1927.

وطلب حلمي وهو على فراش المرض أن تلقى عليه منيرة نظرة الوداع فرفضت منيرة خشية أن تُصاب بالعدوى، فسخط الصحفيون عليها، وكتبت مجلة روز اليوسف مقالًا وقتها بعنوان "هل قتلت منيرة المهدية عبدالمجيد حلمي"، وانفض الصحفيون من حول منيرة فلم تقم لها قائمة.

- "ميم ألف لام وفاطمة رشدي"

ولم يكن الناقد المسرحي محمد عبدالمجيد حلمي هو الضحية الوحيدة لحبه، فهناك ناقد مسرحي أخر لمع واشتهر في عام 1926، وكان يمضي مقالاته بـ "ميم ألف لام"، وكان يحب الفنانة فاطمة رشدي كثيرًا، وكانت فاطمة كبيرة الممثلات في ذلك الوقت، ولكنه كان على عكس -محمد عبدالمجيد حلمي- حيث كان يفرق بين حبه وولعه بفاطمة ونزاهة قلمه وشفافية نقده.

فكتب نقدًا لاذعًا لرواية، بطلتها فاطمة رشدي، كانت تُمثل على مسرح رمسيس، فأغضب النقد فاطمة، وعلى قدر جمالها كانت عصبيتها، فرأته ذات يوم يمشي بشارع عماد الدين، فخلعت حذاءها وضربته "علقة موت"، وضاعفت من ضربه، فكان أكثر ما يضايقها أنه كان يدعي حبها في كل مكان ومع كل الناس، ومع هذا ينقدها.

فاشتهر بضربه بالحذاء حتى إذا أرادت الصحف أن تعرفه كانت تقول الناقد الأستاذ "ميم ألف لام" الذي ضربته فاطمة رشدي بالحذاء، وكانت تبرر فاطمة فعلتها قائلةً: "حاجة غريبة، صحفي شتمني لو كان عندي جريدة كنت شتمته، ولكن معنديش غير الجزمة وده الجريدة بتاعتي".

وأصبحت الصحافة تخشاها منذ تلك الليلة خوفا من جزمتها، ويفضلون ألا يكتبوا عنها، أما الأستاذ ميم ألف لام فاعتزل النقد والكتابة منذ ذاك اليوم.

-"كامل الشناوي ونجاة الصغيرة"

أما الكاتب والشاعر والصحفي الكبير كامل الشناوي فأحب عددا كبيرًا من الفنانات،وكان حبه دائما شريفًا طاهرًا فكان حبه كغالبية الشعراء، حيث الدموع والعذاب في حبه أكثر من الضحكات والبسمات.

أحب راقصة أجنبية اسمها "روز عزوري" في صالة بديعة مصابني، ونظم فيها قصيدته "يا وردة" وهي تعني روز بالإنجليزية، والتي لحنها وغناها الفنان زكريا أحمد وهي أول قصيدة تغنى له، كما أحب الفنانة اللبنانية نور الهدى، وكان يهاجم أم كلثوم من أجلها واستطاع أن يسلط عليها الضوء ويشهرها.

كما أحب "الشناوي" الفنانة كامليا وكان ينافسه في حبه لها الملك فاروق، وأحب ليلي فوزي وغضب عليها، وأحب سعاد حسنى وغضب عليهاـ وأحب نادية لطفي وغضب عليها.

أما حبه الكبير فكان لنجاة الصغيرة وقد نظم فيها قصائد أكثر من أي فنانة أخرى، ولكنه كانت تعبتره صديقًا فقط، وذات مرة رآها مع رجلًا فكتب فيها قصيدته الشهيرة:
"لا تكذبي... إني رأيتكما معا
ودعي البكاء فقد كرهت الأدمعا"

ads