الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

إيناس جوهر.. صاحبة أفضل برنامج على مستوى إذاعات العالم

الإثنين 15/فبراير/2021 - 01:14 م
هير نيوز


«الميكروفون»، عشقها الوحيد، كانت تتحدث بطلاقة وبمنتهى العفوية والصدق، وتفتح قلبها، لمريديها من محبى الراديو، تستمع لرغباتهم من نوعية البرامج والمنوعات، عرفها الجميع بنبرة صوتها الرنانة، حلمت بأن تكون مضيفة طيران أو طبيبة أطفال، قبل أن يجذبها ميكرفون الإذاعة لمدة 40 عامًا، لم تتوان فيهم عن صعود سلم العمل الإذاعى فى درجاته الأولى حتى أصبحت رئيسة الإذاعة المصرية.

ودائمًا ما كانت ترى أن الثبات الانفعالى أهم مقومات المذيع، فلابد أن يجلس على الهواء وهو منفصل عن كل ما حوله،المذيع والميكروفون والمستمع فقط... إنها الاعلامية " إيناس جوهر"، صاحبة البصمات، النموذج النسائى المشرف فى القيادة والتطوير.

إيناس جوهر، رائدة المنوعات بالاذاعة المصرية، من مواليد القاهرة في 27 يونيو 1947، تخرجت في كلية الآداب، قسم اللغات الشرقية، تزوجت مرتين من المخرج ياسين إسماعيل ياسين والمخرج جمال عبدالحميد.

تدرجت فى عملها الإذاعى، فى البداية تم تعيينها في الإذاعة عام 1969 في وظيفة مذيعة وقارئة نشرة في البرنامج العام، ثم مذيعة وقارئة لنشرة الأخبار ومقدمة للبرامج في إذاعة الشرق الأوسط، وبعدها أصبحت نائب لرئيس شبكة الشرق الأوسط، ثم رئيسًا لشبكة الشرق الأوسط في أكتوبر 2000 حتى 18 مارس 2005، ثم رئيسة الإذاعة في 19 مارس 2005.

عملت فى التليفزيون لمدة 3 سنوات،لكن لم يحالفها الحظ،،لأن ليس بينها وبين الكاميرا حب متبادل" وفق تصريح سابق لها"، بينما ربطها بالميكرفون علاقة عشق، واتجهت للعمل به بتزكية من همت مصطفى وأحمد فراج من أجل تقديم برامج منوعات فى إذاعة الشرق الأوسط، ثم انتقلت إلى الجدية وتقديم نشرات إخبارية، ونجحت فى هذه المهمة بسبب موهبتها وخبرتها، حيث امتلكت القدرة على التحكم فى الحنجرة، بخلاف التركيز والسيطرة الكبيرة على أحبالها الصوتية.

وضعت خطط عديدة لتطوير العمل الإذاعى، منها تدريب المذيعين على العمل في التنفيذ على الهواء داخل أستديو التنفيذ، وعلى الإذاعات الخارجية على اختلافاتها، المسئولة عن إذاعة إف إم التي تغطى فعاليات مهرجان الإذاعة والتليفزيون منذ دورته الثانية، والمشاركة في الإعداد والإشراف وإدارة المسرح لجميع الحفلات التي تقيمها الإذاعة،وحفلات قطاع الإنتاج والتليفزيون في المناسبات القومية.

انتقلت إسهاماتها من الإذاعة للشاشة الكبيرة، حيث شاركت ضمن لجان الإشراف على إنشاء قناة النيل للدراما، وقناة النيل للمنوعات، كما قامت بقراءة نشرة الأخبار في التليفزيون المصري لمدة أربع سنوات منذ عام 1974 وحتى عام 1978، وأخيرًا المشرف العام لراديو النيل 2018.

ساهمت في إعداد بعض البرامج التليفزيونية من بينها، برنامج هذا المساء، برنامج الست دى أمى، برنامج عندما يأتي المساء، الفترات المفتوحة للقناتين الفضائيتين في المناسبات المختلفة، اما عن البرامج التى قامت بتقديمها فكانت، تسالي، قصة فيلم، الجديد في ورق سليفان، النادى الدولي الفترات المفتوحة، ألبوم الذكريات.

كانت صاحبة الصوت المميز فى قراءة البيانات العسكرية اثناء حرب أكتوبر المجيد، وحرب الاستنزاف، فكانت تسافر إلى الجبهة، مع مجموعة كبيرة من الفنانين والمطربين، للمشاركة فى حفلات ترفيهية للجنود، لرفع الروح المعنوية لهم، وتنظيم حفلات وليالى سمر وسهرات لكى يستكملوا الكفاح حتى تأتى لحظة العبور والانتصار، وحين قامت حرب 73 العظيمة، قرر الدكتور عبد القادر حاتم وزير الإعلام آئنذاك بأن تقوم إيناس جوهر بقراءة موجز النشرة ومعها الدكتورة درية شرف الدين،فهما أصوات هادئة ومبتسمة لكي يقولا للناس، إن مصر منتصرة.

لها مجموعة من الحوارات المهمة التى انفردت بها أثناء عملها الإذاعي، حيث انفردت بحوار مع شارلى شابلن فى إذاعة الشرق الأوسط، رغم أنه كان 4 دقائق فقط، وكان من أكثر الحوارات التى أحبتها هو لقاء هذا الممثل العالمى شارلي شابلن، عندما كانت فى باريس، وبالصدفة خلال وجودها فى العاصمة الفرنسية، وبالجامعة التى كان يوجد فيها شارلي، أجرت المقابلة، ولها سلسلة لقاءات مع الكاتب أنيس منصور والعندليب عبدالحليم حافظ والشاعر عبدالرحمن الأبنودى والموسيقار عمار الشريعى، وتمنت ان تحاور الرئيس عبد الفتاح السيسي، للتعرف على جوانب من طريقة تفكيره أكثر وأكثر،ونقلها إلى الناس، فترى أن لديه طريقة تفكير خاصة جدًا ومختلفة كانت وراء كل الإنجازات.

ومن المواقف الصعبة التى تتذكرها " إيناس"، دائما، هو يوم وفاة الإذاعى الكبير جلال معوض، حينها لم تستطع استكمال النشرة وبدأت فى البكاء، كذلك عندما توفي عبدالحليم حافظ، وهى من أصعب اللحظات التى مرت بها، أن تعلن خبر وفاة صديق عزيز لها وللأسرة، وتعلمت منه البساطة والحس الموسيقى العالي، واللباقة فى الحديث، وحب الإطلاع والمعرفة.

اعتبرت أن الإذاعة قامت بتطوير برامجها وتجديد الخطاب الدينى لمواجهة الإرهاب، وأن الراديو مازال يُزاحم التليفزيون، وكانت دائما رافضة لـ "المحسوبية"، التى أساءت لمهنة الإعلام والعاملين.

حصلت على أكثر من مرة في الاستفتاءات المنوعة على جوائز أفضل إذاعية، حصلت برامجها على جوائز أفضل البرامج في أعياد الاعلاميين، كما حصل برنامج" تسالي " على رقم 6 بين إذاعات العالم، كأفضل برنامج يعطى جرعة ثقافية يومية للمستمع، وذلك من خلال مسابقة أقامتها مونت كارلو الدولية.

ads