دنيا ودين

هل النساء الأكثر وجودًا في النار؟.. أزهريون يتجادلون

الإثنين 22/فبراير/2021 - 05:11 ص

محمود علي

بين الحين والآخر يتحدث البعض عن أن النساء هن الأكثر دخولًا النار من الرجال، مستندين إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( َأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ) قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (بِكُفْرِهِنَّ) قِيلَ: يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ، قَالَ: (يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ.

علماء الأزهر أكدوا أن الحديث يتم تفسيره ضمنيًا بالخطأ، فالرجل والمرأة يدخلان الجنة بعملهما، وما قيل عن أكثر أهل النار هن النساء غير الصالحات، وقد يحدث تساويًا بين الرجال والنساء في دخول الجنة.

وقال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر: إن الكثير من الناس يفسر قول النبي صلى الله عليه وسلم " النساء أكثر أهل النار" تفسيرًا خاطئًا.

وأضاف "كريمة" في تصريحات لـ«هير نيوز»، أن السيدات المجتهدات يدخلن الجنة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقصد من حديث "النساء أكثر أهل النار" العاهرات الماجنات اللاتي يسببن الفتنة، مشيرًا إلى أن الحديث ليس على معناه الذي يقصده البعض حاليًا.

وأوضح أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أهل النار من النساء اللاتي جئن في الحديث هن من يغوين الرجال بالكفر والشرك والإلحاد والمعاصي، ولافتًا إلى أن الحديث لا يقصد الملتزمات والمسلمات منهن.

وأكد أن المرأة والرجل يدخلان الجنة بعملهما، ومن الصعب الحكم على الفئة الأكثر التي تدخل الجنة أو النار.

- كلاهما متساوون

فيما قال الدكتور محمود شلبي مدير الفتاوى الشفوي بدار الإفتاء: إن المرأة التي تجتهد تدخل الجنة، وكذلك الرجل الذي يجتهد يدخل الجنة فكلاهما متساوون.

وأوضح في فتوى له، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في يوم يحث النساء على الصدقة، لأنهن أكثر أهل النار، فسألته امرأة لماذا، فأوضح أنهم يكثرن اللعن، ويكفرن بالعشير، وهى صفات مذمومة.

وأضاف أن تلك الصفات كناية عن قلة الصبر وعدم الإنصاف، ولكنه لم يقل أن كل النساء من أهل النار، منوهًا بأن هناك حديث آخر عن ابن سيرين قال: اختصم الرجال والنساء: أيهم أكثر في الجنة؟ وفي رواية: إما تفاخروا، وإما تذاكروا: الرجال في الجنة أكثر أم النساء؟ فسألوا أبا هريرة، فاحتج أبو هريرة على أن النساء في الجنة أكثر بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي تليها على أضوأ كوكب دري في السماء، لكل امرئٍ منهم زوجتان اثنتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم، وما في الجنة.

- جدل بين الأزهريين

ومن جانبه، قال الدكتور جلال عجوة أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، عضو هيئة كبار العلماء: إن القول بأن النساء هن أكثر أهل النار، فيه لغط كبير وفهم خاطئ.

وأضاف "عجوة" في تصريحات لـ«هير نيوز»، أن الرجل والمرأة من الممكن أن يحدث بينهما تساوي في دخول الجنة، والمولى عز وجل يقول "ولهن مثل الذي عليهن" متابعا: "العملية بالعمل"، والمقصود في الحديث أن اللاتي يدخلن النار هن غير الصالحات.

وأشار عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن دخول الجنة والنار يكون بناءً على عمل الشخص، وهناك الكثير من النساء الصالحات من أهل الجنة مثل أمهات المؤمنين وغيرهم من التابعات والعالمات والصالحات، ليس فيهم وشك أنهن من أهل الجنة، ولفظ المؤمن لفظ يطلق على النقي والتقي الصالح الوفي القائم لحدود الله.

وأكد أستاذ الحديث، أن النبي صلى الله عليه في ليلة الإرساء والمعراج رأى الكثير من النساء في النار، وحينما سأل عنهن قيل إنهن أصحاب ذنوب وتم ذكر الأسباب التي بسببها دخلن هؤلاء الناس في النار.

وأشار إلى أن النساء بعد أن يدخلن النار ويتوب الله عليهن تخرج من النار، متابعا: "لهن ما للرجال والعكس صحيح، فالقضية بالعمل".