رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف
هير نيوز هير نيوز
رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف

صفاء عسران تطفئ نيران الثأر في الصعيد بمبادرتي «درع التسامح» و«صعيد بلا ثأر»

هير نيوز

صفاء عسران، إعلامية مصرية من محافظة قنا، تحولت إلى واحدة من أبرز الشخصيات المؤثرة في صعيد مصر، بعد أن أصبحت أول امرأة تتولى دور القاضية العرفية، وهو دور لطالما اقتصر على الرجال في المجتمعات القبلية.

 

من الميدان الإعلامي إلى ساحات الصلح


بدأت صفاء عملها الإعلامي في قنا، إحدى أكثر المحافظات تأثرًا بظاهرة الثأر، حيث النزاعات العائلية التي تمتد أحيانًا لعقود. ومع التغطيات المستمرة، بدأت صفاء تتابع الظاهرة من الداخل، وتتعرف على تفاصيل دقيقة ومعقدة لا تظهر عادة في الإعلام.

وكانت البداية الحقيقية منذ 13 عامًا، عندما حضرت كمراسلة مراسم صلح بين عائلتين متخاصمتين. في هذا الطقس الصعيدي، يقدم الشخص المتنازل عن الثأر كفنه الأبيض لعائلة القتيل، رمزًا للاستسلام والمسامحة. تكرار هذا المشهد جعل صفاء تدرك عمق الجراح التي تخلفها هذه العادات، وقررت أن يكون لها دور مباشر في إنهاء دوامة الدم.

 

أول قاضية عرفية في مجتمع محافظ


رغم التقاليد التي لا تتيح للنساء دخول مجال القضاء العرفي، تحدت صفاء العادات، واستطاعت أن تفرض وجودها في هذا المجال الحساس. وبذكاء ومهارة في إدارة الحوار والاستماع للطرفين، بدأت تحظى بثقة العائلات والقيادات القبلية، حتى أصبحت اليوم أول قاضية عرفية في الصعيد.


بعدها صفاء قررت  اقتحام أزمة الأخذ بالثأر، ليست كإعلامية تغطي الحدث , ولكن كفرد يسعى لنشر الصلح والسلام بين أطراف النزاع، و شاركت في عدد من المجالس العرفية التي تعقد بين طرفي النزاع. 


صفاء عسران كسرت القاعدة في مجتمع تحكمه الأعراف، حيث لا مكان للنساء في مجالس الكبار ولا دور لهم في حل النزاعات القبلية. دخلت هذا العالم ونجحت في أن تتواجد بين كبار رجال القبائل. 


وهي في بداية الثلاثينات من عمرها، أسست أول مؤسسة في مصر والوطن العربي لإنهاء الثأر،  وخلال اكثر من 13 عامًا استطاعت أن تبني جسور الثقة في بيئة لا تعترف بسهولة بسلطة المرأة، واستطاعت ان تفض النزاع بين العديد من القبائل. 


أطلقت مبادرة "صعيد بلا ثأر"، بدعم كبير من مؤسسة مصر الخير، كما كانت صاحبة فكرة "يوم التسامح المصري بلا ثأر" في 2 سبتمبر من كل عام، والذي تحوّل إلى مناسبة وطنية وعربية للاحتفال بالأسر المتصالحة.


نظمت أول إفطار جماعي في رمضان للأسر المتصالحة، حيث اجتمع القاتل والمقتول على مائدة واحدة، وأكلوا من نفس الطبق، في مشهد أثبت أن التسامح ممكن.


كما أسست ملتقى “التسامح والسلام في جلسة صفا”، وهو لقاء يجمع كبار رجال المصالحات من مختلف المحافظات ليتعاونوا معًا في إنهاء الخصومات.


حصلت على دعم من وزيرة التضامن السابقة، غادة والى ومن مؤسسة مصر الخير. كما نالت العديد من التكريمات الرسمية والإعلامية منها:  تكريم فضيلة الدكتور علي جمعة (مفتي الجمهورية الأسبق)؛ تكريم من وزير الشباب والرياضة ضمن مبادرات دعم الشباب الفعّال؛ تكريم من جامعة الدول العربية ضمن برنامج "جامعة الشباب العربي المتميز"؛ 


نظمت صفاء عسران رحلات عمرة لمئات من أمهات ضحايا الثأر لتخفيف معاناتهن، وشاركت في تقديم الدعم النفسي للعديد من النساء اللواتي فقدن أبناءهن في نزاعات ثأرية.

تم نسخ الرابط