السعودية تشهد فجر الإثنين ظاهرة فلكية نادرة تجمع بين الهلال والثريا

تشهد سماء المملكة العربية السعودية فجر يوم الإثنين 23 يونيو 2025، ظاهرة فلكية استثنائية، حين يلتقي هلال القمر المتناقص مع عنقود النجوم الشهير "الثريا"، المعروف في التراث العربي باسم "الشقيقات السبع"، في مشهد بديع يمكن رصده قبل شروق الشمس.
ووفق ما أعلنت عنه الجمعية الفلكية بجدة عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، فإن الظاهرة ستكون مرئية بالعين المجردة، حيث يظهر الهلال الرقيق منخفضًا في الأفق الشرقي، قريبًا جدًا من تجمع نجوم الثريا الزرقاء اللامعة، والتي تشبه عنقود عنب متلألئ في سماء الفجر.
القمر يحجب نجوم الثريا في ظاهرة نادرة تُعرف بالاحتجاب
وتتميز هذه الظاهرة الفلكية الفريدة بأن القمر لا يمر بجوار الثريا فقط، بل يعبر أمامها ويُخفي بعض نجومها تدريجيًا، في مشهد يُعرف علميًا باسم "الاحتجاب". وخلال هذه اللحظات، ستختفي النجوم واحدة تلو الأخرى خلف حافة القمر، في عرض بصري مذهل يخطف الأنفاس ويُخلّد في الذاكرة.
وأشارت الجمعية إلى أن توقيت وموقع هذا الاحتجاب يُعد من الظواهر النادرة، إذ يعتمد على دقة تموضع مدار القمر بالنسبة إلى عنقود الثريا الواقع ضمن كوكبة "الثور" في السماء.
متى وأين يمكن مشاهدة الظاهرة داخل السعودية؟
سيكون بإمكان سكان مختلف مناطق المملكة، من الرياض وجدة إلى المدينة المنورة وتبوك، رصد الظاهرة بوضوح بين الساعة 4:15 و5:00 صباحًا تقريبًا، خاصة في الأماكن ذات الأفق الشرقي المكشوف والبعيدة عن التلوث الضوئي.
وأضافت الجمعية أن استخدام منظار أو تلسكوب صغير سيوفر تجربة مشاهدة مثالية، حيث يمكن متابعة تفاصيل الاحتجاب لحظة بلحظة، إضافة إلى رؤية "ضوء الأرض" الذي ينعكس بلونه الرمادي الخافت على الجزء المظلم من الهلال، ليُضفي لمسة ساحرة على المشهد السماوي.
فرصة للمراقبة في باقي الدول العربية
وأكدت الجمعية أن فرصة رصد هذه الظاهرة النادرة متاحة أيضًا في عدة دول عربية تمتد من شمال إفريقيا إلى بلاد الشام والمشرق العربي، مع اختلاف طفيف في التوقيت حسب الموقع الجغرافي لكل دولة.
الثريا.. نجوم الهداية والعلامات الموسمية
جدير بالذكر أن عنقود الثريا ليس مجرد مجموعة من النجوم الجميلة، بل هو عنقود نجمي حقيقي يضم أكثر من 1000 نجم، ويمكن رؤية نحو 7 نجوم منها بالعين المجردة في الليالي الصافية. وقد اعتاد العرب قديمًا استخدام الثريا كعلامة فلكية للاستدلال على تغير الفصول ومواسم الزراعة.
وختمت الجمعية بقولها: "إن مشهد هلال القمر وهو يحتضن الثريا ثم يخفيها خلفه، هو تذكير صامت بعظمة هذا الكون وتناغمه، وأن السماء ما تزال تقدم لنا عروضها البصرية الساحرة، فقط إن رفعنا رؤوسنا وتأملنا".