ضحايا لقمة العيش.. مصرع 19 فتاة أثناء عودتهن من العمل يثير الغضب والحزن

ضحايا لقمة العيش، لا تزال أصداء حادث الطريق الإقليمي المؤلم، الذي أسفر عن مصرع 19 فتاة في عمر الزهور، تُلقي بظلالها الثقيلة على الشارع المصري ومواقع التواصل الاجتماعي، وسط موجة حزن عارمة وغضب شعبي واسع بسبب تكرار مشاهد الموت المجاني على هذا الطريق، الذي يصفه المواطنون بـ"طريق الموت".
فتيات يسعين خلف لقمة العيش.. وتنتهي رحلتهن بنعوش
وقعت الحادثة المروعة في محافظة المنوفية، بعدما اصطدمت شاحنة تسير في الاتجاه العكسي بسيارة ميكروباص كانت تقل مجموعة من الفتيات العاملات، ما أدى إلى وفاة 19 منهن على الفور، بينما أصيب عدد آخر بجروح خطيرة.
الضحايا كنّ في طريق عودتهن إلى قريتهن بعد يوم شاق في أحد المصانع، سعياً وراء لقمة العيش اليومية التي لا تتجاوز 130 جنيهًا فقط، إلا أن الإهمال وغياب الرقابة المرورية حول أحلامهن إلى كابوس مأساوي، حيث عدن لأسرهن محمولات في نعوش.
غضب عبر مواقع التواصل.. ومطالب بالمحاسبة

دشن النشطاء هاشتاج #حادث_الطريق_الإقليمي، الذي تصدّر قائمة الأعلى تداولًا في مصر على مواقع التواصل ومحرك البحث "جوجل"، تعبيرًا عن الحزن والغضب تجاه ما وصفوه بـ"الإهمال المزمن وغياب العدالة الاجتماعية".
وتساءل كثيرون عن غياب الإجراءات الرادعة ضد الحوادث المتكررة على هذا الطريق، وعن تأخر البيانات الرسمية وإعلان الحداد، في وقت لا تزال فيه أسر الضحايا تتلقى العزاء وسط صدمة وفقدان لا يُحتمل.
تعليقات مؤثرة.. ورسائل وجع من قلب الحدث
الكاتب والباحث د. عمار علي حسن علّق قائلاً: "الحادث ليس مجرد مأساة مرورية، بل صورة موجعة لانعدام العدالة الاجتماعية في مصر. 19 زهرة قُطفن فجأة، تحت وطأة الفقر والإهمال".

أما الإعلامي محمود سعد فقال في كلماته الموجزة: "الحادث كبير والمصاب جلل... لا توجد كلمات تصف الحزن. رحم الله الفتيات وربط على قلوب ذويهن".
وقال البلوجر أحمد الحضري: "19 سيارة إسعاف خرجت لدفن 19 حلمًا في عمر الزهور... لا مسؤول تحرك، ولا تحقيق عاجل، وكأن الفقراء لا صوت لهم".
وعلّق البلوجر ناصر وحيد: "أين المسؤولون؟ لماذا لم يتحرك أحد؟ لا نرى إلا بيانات باهتة بعد فوات الأوان، ولا عزاء في دولة تغيب فيها الكرامة والأمان للفقراء".
الحادث يعيد تسليط الضوء على معاناة العاملات

الواقعة المؤلمة أعادت فتح ملف ظروف عمل الفتيات في المناطق الريفية، ومعاناتهن اليومية في التنقل عبر طرق غير آمنة، دون مظلة حقيقية للحماية أو قوانين تضمن لهن الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية.
وتساءل المغردون عن دور الحكومة والمحليات ووزارة النقل في توفير وسائل نقل آمنة وتنظيم المرور على الطرق السريعة، مطالبين بإعادة النظر في أوضاع العاملات، وتشديد الرقابة على سائقي الشاحنات الذين يسيرون عكس الاتجاه أو يتسببون في حوادث مميتة دون محاسبة فورية.
دعوات للمحاسبة وتكريم الضحايا
يطالب المصريون، اليوم، بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتسببين في الحادث، وتكريم الضحايا بتوفير حقوق لعائلاتهن وتعويضات عادلة، معتبرين أن الحزن وحده لا يكفي، وأن "السكوت على دم الفقراء خيانة للوطن".