خبير مصري يجيب : لماذا يرتفع الجنيه المصري أمام الدولار؟

قال خبير إعادة الهيكلة المصري، الدكتور طارق الطنطاوي، إن الجنيه المصري يشهد تحسنًا كبيرًا في مقابل الدولار منذ منتصف أبريل الماضي، حيث جرى تداول العملة الأمريكية لأول مرة منذ تعويم مارس 2024 عند مستوى أقل من 48 جنيهًا، بفعل تدفق العملات الأجنبية، وتوجه ترامب نحو إضعاف الدولار وخفض الفائدة لدعم نمو أكبر للاقتصاد الأمريكي؛ وهو ما أدى إلى تداول الدولار في التعاملات الأخيرة في البنك المركزي المصري عند مستوى 48.15 جنيه للشراء، في مقابل 48.29 جنيه للبيع تقريبًا.
وأضاف الخبير المصري، أن خسائر الدولار الأميركي جاءت بعد إعلان البنك المركزي استمرار ارتفاع الاحتياطي المصري من النقد الأجنبي خلال أغسطس الماضي بنحو 214 مليون دولار، مسجلًا مستوى قياسي وصل إلى 49.25 مليار دولار، في مقابل 49.03 مليار دولار في نهاية يوليو 2025.
وأضاف الطنطاوي، أن مصر بدأت تشهد زخمًا واضحًا في تدفقات النقد الأجنبي خلال النصف الثاني من 2024، مدفوعًا بطفرة كبيرة في السياحة وتحسن الثقة في الاقتصاد المصري، لا سيما بعد قرارات تحرير سعر الصرف، فضلًا عن التعافي الكبير لقطاع السياحة الذي من المتوقع أن يجذب العام الحالي نحو 18 مليون سائح، وتحقيق إيرادات تصل إلى 16 مليار دولار، تعويض جزء كبير من خسائر قناة السويس التي تأثرت بالتوترات في منطقة البحر الأحمر.
وأوضح الخبير المصري الذي شارك في إعادة هيكلة العشرات من الكيانات الاقتصادية العالمية، أن اتجاه مصر نحو طرح عدد من الأصول أمام المشغلين الأجانب ضمن استراتيجية تخارج الدولة من بعض القطاعات الاقتصادية، قد عزز من قوة الجنيه المصري أمام العملة الأمريكية، في الوقت الذي تشهد فيه تحويلات المصريين العاملين بالخارج طفرة غير مسبوقة منذ تحرير سعر الصرف في مارس 2024، بفعل عودة الثقة للاقتصاد وسوق الصرف المصرية.
وتوقع الطنطاوي استمرار تحسن قيمة الجنيه المصري خلال الفترة المقبلة، بفعل السياسات الاقتصادية المتزنة للحكومة والبنك المركزي المصري، فضلًا عن تراجع الدولار عالميًا، متوقعًا أن يسجل الجنيه المصري بنهاية العام الجاري بين 47 إلى 48 أمام الدولار، داعيًا إلى الاستمرار في السياسات الاقتصادية الرامية إلى التعافي، وعدم الالتفات للنظرات السلبية الواردة من مؤسسات بعينها في الخارج.