الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

سناء منصور... رحلة عطاء كبيرة بالإذاعة المصرية

الأربعاء 17/فبراير/2021 - 11:15 ص
هير نيوز

تعد الإعلامية سناء منصور أحد‭ ‬أبرز‭ ‬قيادات‭ ‬مبنى‭ ‬ماسبيرو‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬عملها‭ ‬به‭ ‬الطويلة،‭ ‬والتي‭ ‬تبوأت‭ ‬بها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬لمشروعات‭ ‬كانت‭ ‬مجرد‭ ‬حلمًا‭ ‬أمست‭ ‬قصصً‭ ‬نجاح‭ ‬لا‭ ‬زلنا‭ ‬نستمتع‭ ‬بها‭ ‬حتى‭ ‬اليوم.

وبدأت ‬صاحبة‭ ‬الصوت‭ ‬المميز‭ ‬ومكتشفة‭ ‬المواهب‭ ‬الإعلامية‭ ‬الشابة‭ ‬ومُفجرة‭ ‬أشهر‭ ‬القصص‭ ‬والقضايا، ‬رحلتها‭ ‬الطويلة‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لتنطلق‭ ‬إلى‭ ‬مونت‭ ‬كارلو‭ ‬وتعود‭ ‬مجددًا‭ ‬لمصر‭ ‬ورحلة‭ ‬الفضائيات‭ ‬والقنوات‭ ‬المتخصصة في‭ ‬جُعبتها.

ولدت سناء منصور، فى 12 مايو 1941، بالقاهرة، وحصلت على ليسانس الآداب قسم الصحافة عام 1961 من جامعة القاهرة.

لم تكن تنوي العمل كمذيعة، لأنها كان لديها مشاكل في مخارج الحروف، وكانت ترغب في العمل كمحامية لأن والدها وجدها كانا قضاة، حتى أنهم أطلقوا على عائلتها عائلة "القاضي"، وكان والدها يحلم أن تكون قاضية، وأكد لها أنها عندما تكبر سيسمحوا للسيدات أن يعملوا بمهنة القضاء، وعندما توفي جاء لها إحساس أنها ترغب في تغيير حلمها، وانتقلت لكلية الآداب.

وبعد تخرجها، عينت في 1 أكتوبر 1962 بوكالة أنباء الشرق الأوسط كمحررة، وفي 17 أغسطس 1967 انتقلت إلى هيئة الإذاعة، وعملت كمذيعة بإذاعة الشرق الأوسط، وفي الفترة من عام 1968 إلى 1972 حصلت على إجازة دراسية بدون مرتب للدراسة بجامعة السوربون بفرنسا.

كانت خطواتها الأولى في سلم النجاح مع الإعلامي مفيد فوزي، لأنه كان معدًا لعدد من البرامج التي كانت تقدمها، كما أنها تعلمت على يد الإعلامية آمال فهمي، والأستاذ طاهر أبو زيد، حيث استقت من نجاح كل تلك الشخصيات الكبيرة والناجحة، حتى تكونت شخصية سناء منصور، مؤكدة فخرها بعمل حوار مع أحد رموز الإذاعة المصرية "بابا شارو".

تدرجت فى العمل الاذاعي من بدايته، ففي عام 1972 تم ندبها للعمل بإذاعة مونت كارلو، وذلك حتى عام 1976، وفي عام 1981 تمت إعارتها لمدة ستة أسابيع للعمل بمنظمة اليونيسيف بمنطقة الخليج العربي كخبيرة لبرامج الأطفال، وفي عام 1984 عملت كمديرة لإدارة البرامج الخفيفة والمنوعات بإذاعة الشرق الأوسط، وفي عام 1985 مديرًا عامًا للبرامج الفنية، وفي عام 1988 جاءت نائبًا لرئيس شبكة الشرق الأوسط، وفي عام 1990 رئيسًا للشبكة كندب وثبتت رئيسًا للشبكة في 28 مايو 1991.

وصعدت سلم الاذاعة وتقلدت كافة مناصبه حتى جاء 4 أكتوبر 1994 وتم تعينها نائبًا لرئيس الإذاعة المصرية، وفي 29 يونيو 1995 أصبحت رئيسًا لقطاع القنوات الفضائية في اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وظلت في هذا المنصب حتى أحيلت للتقاعد عام 2001.

وكانت إذاعة الشرق الاوسط على وجه التحديد بمثابة انطلاقتها وبيتها، فتولت عدة مناصب فيها وهي: رئيسة شبكة الشرق الأوسط، ونائبة لرئيس الشبكة ذاتها، ومديرة عامة للبرامج الفنية، ومديرة لإدارة البرامج الخفيفة والمنوعات، ومذيعة.

تمتلك سناء منصور عدد من البرامج التي قدمتها في الإذاعة أبرزها: الاحتياط واجب، قبل المدرسة، أبجد هوز، كما قدمت عدد من البرامج في التلفزيون منها أوسكار، الظل الأحمر، الكاميرا تفكر، برنامج السفيرة عزيزة، والذى قدمته على قناة "DMC".

وشغلت عضوية مجلس إدارة "الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي"، ومنصب رئيسة قطاع القنوات الفضائية في الهيئة الوطنية للإعلام "ماسبيرو" بين 1995 و2001، ونائبة رئيس الإذاعة المصرية في الهيئة ذاتها.

اما رحلتها مع تأسيس راديو مونت كارلو"، بدأت عندما ذهبت إلى باريس فى منحة من قبل وزارة الإعلام كجزء من التعاون الفرنسي العربي، وكانت تدرس صباحًا وتعمل فى راديو باريس، كانت الصدفة أن تلتقي مدير مونت كارلو التي كانت مجرد مشروع على الورق في راديو باريس، وكان يبحث عن مذيعة تتحدث اللغة العربية وطلب منها أن تظهر إذاعة مونت كارلو خلال 17 يومًا فقط ليبدأ البث في الأول من مايو، وكان التحدي كبيرًا، إذ كانت وحيدة بدون مهندس أو مذيعين ومطلوب منها إعداد إذاعة تبث يوميًا لمدة أربع ساعات من الرابعة عصرًا وحتى الثامنة ليلًا.

 
كان ليها بالفضائية المصرية نظامًا مختلفًا عن باقي قطاعات التليفزيون، فجعلته قِطاعا مستقلًا له طابع مميز وشكل مختلف تمامًا، وكان هدفها أن تظهر الفضائية بأفضل صورة فكانت تقوم بدور الستايلست والمخرج ومدير التصوير للمذيعين، كما استعانت بعظماء من أمثال أحمد رضوان وهالة الحديدي ومحمود سلطان لتدريب المذيعين الجدد، والذين اختارتهم بعناية من خريجي الجامعة الأمريكية ومعهد السينما، كانوا اشخاص غير نمطيين، فرؤيتها أن الإعلام يتطلب كثير من الإبداع والفن وربما الجنون والإنطلاق، فاصبحت الفضائية المصرية، مدرسة كبيرة تخرج بها العديد من الموهوبين من أمثال المخرج سامح عبد العزيز وأحمد حلمي وداليا البحيرى وغيرهم، ممن انتشروا بالعديد من القنوات، وكانت الفضائية بمثابة معمل تفريغ المواهب والكوادر الإعلامية.

وظلت رئيس عمل لمدة 18 سنة، وكانت ترى دومًا أن المدير الذى لا يخلق صف ثانى وثالث يوازيه تألقًا ونجاح، فاشلًا بكل المقاييس، فلا توجد مساحة لديها للغيرة من الغير ولا تسعى لجذب المزيد من الأضواء، فكانت دومًا تدفعهم للنجاح، وظلت الفضائية المصرية رقم واحد على مدى ست سنوات وعندما تركتها عام 2001،، كان الحد الأدنى للإيراد الإعلاني بها يصل إلى 49 مليون.

دائما ما تفضل أن يطلق عليها لقب "إذاعية" أكثر من لقب "إعلامية"، لأن لقب الإعلامي يتم إطلاقه على أغلب العاملين في محال الإعلام من صحفيين ومعدين، وحتى الفنيين والكوافير، لذلك فإن لقب إذاعية هو الأفضل والأنسب لوضعها ومكانتها في مجال الإعلام.

ads