دراسة صادمة: %39 من سكان العالم يعانون القلق يوميا

في مؤشر صادم على تدهور الرفاهية الإنسانية، كشف تقرير «حالة الصحة العاطفية في العالم 2025» الصادر عن «غالوب» وقمة الصحة العالمية أن 39% من البالغين حول العالم عانوا من القلق، و37% من التوتر خلال عام 2024، وهي نسب تمثل ارتفاعاً بخمس نقاط مئوية مقارنة بعام 2014، وتؤكد أن البشرية ما زالت عالقة في دوامة ما بعد الجائحة والاضطرابات الاقتصادية والسياسية.
التقرير الذي شمل 144 دولة يقدم قراءة عميقة لمؤشرات «السلام العاطفي» على الكوكب، محذراً من أن المشاعر السلبية باتت تعكس هشاشة المجتمعات أكثر مما تفعل المؤشرات الاقتصادية، في وقت تتعمق فيه الفجوات بين الجنسين والأجيال على نحو غير مسبوق.
ويكشف تقرير «غالوب» أن الغضب يسكن الشباب، والحزن يثقل الكبار، والتوتر يخنق منتصف العمر. العالم لم يشفَ بعد من جراحه، والسلام بات أكثر هشاشة من أي وقت مضى.
القلق وباء عالمي
لم يعد القلق حالة طارئة، بل أصبح سمة زمنية لعصر تتقاذفه الأزمات. فبحسب «غالوب»، ما يقرب من 4 من كل 10 بالغين في العالم (39%) أبلغوا عن شعورهم بالقلق الشديد خلال اليوم السابق للاستطلاع. ورغم تراجع طفيف مقارنة بذروة الجائحة، فإن هذه النسبة لا تزال أعلى بكثير من المستويات المسجلة قبل عقد من الزمن. أما التوتر، فقد ظل ملازماً للقلق، حيث بلغ 37%، ما يشير إلى أن ملايين البشر يعيشون يومياً في دائرة ضغط نفسي مستمر ينعكس على صحتهم الجسدية وطول أعمارهم، مهدداً بتفشي أمراض مزمنة تتغذى على التوتر المستدام.
النساء أكثر حزناً
تدفع النساء حول العالم الثمن العاطفي الأعلى. فمنذ قرابة عقدين، تُظهر بيانات «غالوب» أن النساء أكثر عرضة للحزن والقلق والألم الجسدي مقارنة بالرجال، وهي فجوة تعمقت أثناء الجائحة. ففي عام 2024، أفادت 24% من النساء بمعاناتهن من مشاكل صحية تحد من أنشطتهن، مقابل 22% من الرجال. هذا التفاوت لا يُختزل في الجانب الصحي فقط، بل يعكس ضغوطاً اجتماعية واقتصادية وثقافية تضاعف الأعباء العاطفية على النساء، ما يستدعي إدماج العدالة العاطفية ضمن سياسات الصحة العامة والمساواة الاجتماعية.
الغضب يسيطر على الشباب
رسم تقرير غالوب خريطة النفسية للعالم حسب الفئات العمرية. فالشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً هم الأكثر غضباً، نتيجة الإحباط الاقتصادي وانعدام اليقين بشأن المستقبل. بينما يصل التوتر إلى ذروته لدى الفئة العمرية بين 30 و49 عاماً، في مرحلة منتصف العمر المثقلة بمسؤوليات العمل والأسرة. أما كبار السن فوق 50 عاماً، فهم الأكثر شعوراً بالحزن والقلق، في انعكاس لتحديات الوحدة والمرض والانعزال الاجتماعي. هذا «الانقسام العاطفي» بين الأجيال يعكس عالماً يبحث عن توازن نفسي مفقود وسط تسارع الاضطرابات.
السلام والمزاج الجمعي
يربط التقرير بين السلام الاجتماعي والمزاج الجمعي بدقة غير مسبوقة. ففي البلدان التي تضعف فيها مؤشرات السلام، ترتفع مشاعر الغضب والحزن والقلق إلى مستويات قياسية. أما الدول المستقرة، فتسجل معدلات أعلى من الاحترام والضحك والاستمتاع. اللافت أن العلاقة بين المشاعر السلبية وضعف السلام تبقى قوية حتى بعد استبعاد تأثير الثروة، ما يعني أن الاقتصاد لا يشتري الطمأنينة. السلام إذن ليس فقط غياب العنف، بل توازن هو عاطفي يضمن استقرار الإنسان والمجتمع معاً.
حالة الصحة العاطفية للعالم 2025:
%39 من البالغين حول العالم يعانون من القلق يومياً.
%37 يعيشون تحت ضغط التوتر المستمر.
+5 نقاط زيادة في نسبة القلق مقارنة بـ 2014.
النساء أكثر عرضة للحزن والقلق والألم الجسدي.