السفير العُماني: اليوم الوطني يجسد اعتزاز عُمان ويعزّز شراكتها مع مصر

أكد السفير العُماني لدى جمهورية مصر العربية، عبدالله بن ناصر الرحبي، أن الاحتفال باليوم الوطني المجيد يجسّد اعتزاز سلطنة عُمان بتاريخها العريق الممتد منذ تأسيس الدولة البوسعيدية على يد الإمام المؤسس أحمد بن سعيد البوسعيدي عام 1744م، والذي أسس لمرحلة مفصلية في تاريخ الدولة العُمانية الحديثة القائمة على السيادة والوحدة والكرامة.

وقال السفير الرحبي، في كلمة ألقاها خلال الاحتفال، إن هذه المناسبة الوطنية العظيمة تُعد فرصة لتكريم سلاطين عُمان الذين حافظوا بإخلاص واقتدار على وحدة البلاد ودعموا مسيرة الحضارة والإنسان العُماني في محيطه الإقليمي والدولي. كما أكد أن النهضة المباركة التي انطلقت عام 1970م على يد السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – ما تزال تتواصل اليوم بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – برؤية متجددة تجمع بين الأصالة والتحديث وتستشرف مستقبلًا مزدهرًا ومستدامًا.

وأشار السفير الرحبي إلى أن سلطنة عُمان أرست نهجًا دبلوماسيًا ثابتًا قائمًا على احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وعلى الحوار والحياد الإيجابي ودعم الحلول السلمية، مؤكدًا التزام السلطنة بعدم التدخل في شؤون الدول وحرصها على تعزيز الأمن والسلم الدوليين.

وفي الشأن الفلسطيني، شدّد السفير على موقف عُمان الثابت الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس، مبينًا أن السلام العادل لا يتحقق إلا عبر حل الدولتين، وأن أي حلول مؤقتة لن تحقق الاستقرار.

كما استعرض السفير الرحبي عمق العلاقات العُمانية – المصرية، مؤكدًا أنها علاقات ضاربة في التاريخ منذ عصور الفراعنة، حين وصلت تجارة اللبان العُماني إلى وادي النيل، وظلت عبر العصور علاقات ثابتة ومتوازنة تعكس حكمة القيادتين في البلدين الشقيقية

وأوضح أن الوجود المصري في سلطنة عُمان يحظى دومًا بكل الترحيب والتقدير، نظرًا لإسهاماته الإيجابية في مسيرة التنمية. وأشار إلى أن العلاقات الثنائية شهدت تطورًا نوعيًا في ظل قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث انتقلت من "اللفتات الرمزية" إلى "المصالح المشتركة" وصولًا إلى "الرؤية المشتركة".

ولفت السفير الرحبي إلى أن عام 2025 كان حافلًا بمحطات بارزة، منها مشاركة صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم في افتتاح المتحف المصري الكبير، ومشاركة عُمان كضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب. كما هنّأ مصر بفوز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لليونسكو، واعتبره انتصارًا عربيًا مشتركًا.

وقال الرحبي إن اللجنة العُمانية – المصرية المشتركة أسفرت في عام 2025 عن توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، كما شهد العام زيارات متبادلة رفيعة المستوى، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز مليار دولار، وأن عدد الشركات ذات المساهمات المصرية في عُمان بلغ 4763 شركة بقيمة تتجاوز 1.669 مليار دولار، دعمًا لرؤية عُمان 2040.

وأشاد السفير بالدور المصري في دعم غزة من خلال خطة "التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة"، التي دعمتها سلطنة عُمان بشكل كامل، مؤكدًا أن الموقفين العُماني والمصري يلتقيان في الدعوة لوقف العدوان وحماية المدنيين ورفض أي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني.

وفي الشأن الداخلي، أوضح السفير أن عام 2025 شهد خطوات نوعية في تحديث الاقتصاد العُماني، شملت رفع كفاءة الإنفاق، وتحسين التصنيف الائتماني، وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال، إضافة إلى تقدم السلطنة في مشاريع الحياد الصفري الكربوني والطاقة المتجددة والمحميات الطبيعية.

وفي ختام كلمته، أعرب السفير الرحبي عن تمنياته بمزيد من الازدهار والنماء لسلطنة عُمان في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق، وبالمزيد من التقدم لمصر الشقيقة. ووجّه شكره للحكومة المصرية ووزارة الخارجية على دعمهما وتسهيل أعمال السفارة، مثمنًا حضور الدبلوماسيين والضيوف ومشاركتهم في هذه المناسبة الوطنية.