بالأرقام.. خبير يحدد الفوائد الاقتصادية المتوقعة من المتحف المصري الكبير
قال خبير إعادة الهيكلة المصري الدكتور طارق الطنطاوي إن السياحة المصرية على موعد مع نقلة جديدة بعد افتتاح المتحف المصري الكبير، حيث تشير كل التوقعات إلى أن تشهد البلاد إقبالًا سياحيًا قياسيًا، وسط طموحات حكومية بجذب أكثر من 30 مليون سائح خلال العام الواحد، لا سيما بعد عودة الاستقرار والهدوء إلى منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف الخبير المصري أن كل التوقعات تتجه نحو تجاوز العائدات الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة لمصر خلال العام الأول من افتتاح المتحف حاجز تكلفة الإنشاء، وتتجاوز نحو 2.5 مليار دولار، شاملة الإيرادات السياحية والإنفاق المحلي والنشاط التجاري المرتبط بالمتحف والمناطق المحيطة به، مما يجعل الكلفة أقل كثيرًا من عوائد التدفقات الدولارية السياحية منذ العام الأول.
وأكد الطنطاوي أن تكلفة إنشاء المتحف المصري الكبير بلغت نحو 1.2 مليار دولار، جرى تمويل الجزء الأكبر منها من خلال قرضين يابانيين بقيمة 800 مليون دولار، وبفائدة تفضيلية لا تتجاوز 1.5%.
وأشار الخبير المصري إلى أنه إذا بلغ عدد زوار المتحف من الأجانب نحو 5 آلاف زائر يوميًا وسعر التذكرة 25 دولارًا، فإن إجمالي الإيراد السنوي سيكون 45 مليون دولار فقط، بافتراض أن سعر التذكرة هو الإيراد الوحيد، غير أنه من المستحيل النظر إلى عائدات المتحف من تلك النظرة الضيقة، لا سيما وأن السائح يحتاج، إلى جانب التذكرة، إلى عدد من الخدمات تضاف إلى العوائد الدولارية.
ولفت الطنطاوي إلى أنه إذا افترضنا أن إجمالي كلفة قضاء اليوم في المتحف تصل إلى 100 دولار للسائح الواحد، فإن الإيراد السنوي سيقارب 200 مليون دولار، بخلاف الأثر الاقتصادي الأهم، الذي يتمثل في رفع القيمة السياحية والأثرية لمنطقة الأهرامات بالكامل، وتعزيز قدرة مقدمي الخدمات على جني مبالغ تفوق كثيرًا قيمة الرسوم المحصلة سابقًا.
ونوه الخبير المصري بأن متوسط الإشغالات في فنادق شرم الشيخ عقب افتتاح المتحف المصري بلغ نحو 85%، كما ارتفع متوسط إيراد الغرفة من ثلاثة إلى أربعة أضعاف مقارنة بالفترات السابقة، وقفز متوسط إيجار الغرفة الفندقية في القاهرة إلى نحو 1100 دولار يوميًا، وفي أسوان إلى 1050 دولارًا يوميًا.
وواصل الطنطاوي حديثه قائلًا إن السياحة المصرية تشهد قفزات رائعة منذ بداية العام الماضي، حيث شهدت البلاد تدفقات سياحية وصلت إلى نحو 15.8 مليون سائح، قفزت بالعائدات الدولارية من السياحة إلى المرتبة الثانية بقائمة القطاعات المستقطبة للعملة الأجنبية، بعد عوائد المصريين العاملين بالخارج، متفوقة على قطاعات حيوية تعتمد عليها الحكومة لجلب العملة الصعبة للبلاد.
واختتم الخبير المصري، الذي شارك في إعادة هيكلة العشرات من الكيانات الاقتصادية العالمية، حديثه قائلًا إن كل التوقعات العالمية تسير نحو ارتفاع الموارد المصرية بعد افتتاح المتحف الكبير، لا سيما وأنه عزز من مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية، فضلًا عن المردود الاستثماري المتوقع، المدعوم بحالة الاستقرار التي تعيشها مصر، وسط التوترات الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط.