بقلم ماجد الجريوي: جازان دهشة البداية ووعد المستقبل
لم تكن زيارتي لمنطقة جازان مجرد جولة عابرة، بل كانت تجربة غنية غيّرت كثيرًا من تصوّراتي، خصوصًا بعد تنفيذ جولة مسك تلك المبادرة التي تقودها مؤسسة محمد بن سلمان «مسك» والتي تهدف إلى التعريف بمبادرات وبرامج المؤسسة لمختلف مناطق المملكة. فمنذ اللحظة الأولى، بدا واضحًا أن جازان تعيش مرحلة مختلفة، مرحلة مليئة بالحراك والتطور والطموح الذي لا يعرف الحدود.
ما لفت انتباهي بشكل كبير هو حجم التطور الذي تشهده المنطقة على مختلف الأصعدة، سواء في المبادرات الشبابية أو في الفرص المتاحة لصقل المواهب وبناء القدرات. جولة مسك هناك لم تكن مجرد فعالية، بل كانت منصة حقيقية عكست الاستثمار الواعي في الإنسان، وأظهرت كيف يمكن للأفكار أن تتحول إلى مشاريع، وللطموحات أن تصبح واقعًا ملموسًا.
الأجمل من ذلك كان حماس شباب وشابات جازان؛ حماس صادق، وطاقة إيجابية، وشغف واضح بالتعلم والمشاركة وصناعة الأثر. رأيت في أعينهم الثقة بالنفس والإيمان بقدرتهم على الإسهام في تنمية منطقتهم وخدمة وطنهم. كانوا حاضرين بأفكارهم، ومبادراتهم، وروحهم التعاونية التي تبعث على التفاؤل.
برزت جازان اليوم كواحدة من المناطق الواعدة اقتصاديًا واستثماريًا، حيث تتسارع فيها وتيرة التنمية، وتتنوّع فيها الفرص في مجالات متعددة تشمل ريادة الأعمال، والصناعات الناشئة، والسياحة، والاقتصاد الإبداعي. مما يبعث على الإعجاب حقًا البيئة الداعمة التي تحتضن الأفكار وتحفّز المبادرات، لتتحول الطموحات إلى مشاريع حقيقية تسهم في تنمية المنطقة وتفتح آفاقًا جديدة للشباب والشابات.
ولا يمكن الحديث عن جازان دون التوقف عند تنوّعها الجغرافي الفريد، الذي يشكّل عنصر جذب إضافيًا ومحفزًا للتنمية. فمن جهة، تمتد الجبال الشاهقة بما تحمله من جمال طبيعي وفرص سياحية واستثمارية واعدة، ومن جهة أخرى يطل البحر بسواحله الغنية، فاتحًا آفاقًا واسعة لمشاريع سياحية واقتصادية متنوعة. هذا التنوع بين الجبل والبحر يمنح جازان هوية استثنائية، ويجعلها بيئة خصبة للإبداع والاستثمار والنمو المستدام.
ما تشهده جازان اليوم يؤكد أنها تسير بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق، مدعومة برؤية طموحة، وشباب متحفز، وموارد طبيعية متنوعة. خرجت من هذه التجربة وأنا على قناعة تامة بأن جازان لم تعد فقط منطقة جميلة بطبيعتها، بل أصبحت مركزًا واعدًا للفرص، ومنصة حقيقية لتحقيق الأحلام وصناعة النجاح.