منظمة المرأة العربية تحتفل بذكرى ميلاد الرائدة المصرية ملك حفني ناصف بإطلاق تمثال نصفي

في إطار احتفالاتها المستمرة بتخليد ذكرى رائدات الحركة النسائية العربية، نظمت منظمة المرأة العربية اليوم احتفالية مميزة بمناسبة ذكرى ميلاد الكاتبة والمفكرة المصرية "ملك حفني ناصف"، وذلك بإطلاق تمثال نصفي تكريماً لمسيرتها وإسهاماتها الفعّالة في مجال حقوق المرأة والمجتمع.

وقد وُضع التمثال في مقر منظمة المرأة العربية بالقاهرة، لتكون هذه الخطوة بداية لاحتفالات سنوية تبرز إسهامات النساء العربيات الرائدات في كافة المجالات.

ملك حفني ناصف: رائدة الحركة النسائية

ولدت ملك حفني ناصف في 25 ديسمبر 1886 وتوفيت في 17 أكتوبر 1918، وقد عُرفت بلقب "باحثة البادية" نظراً لتأثيرها الكبير في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، ومساهمتها البارزة في الحركة النسائية العربية. ورغم عمرها القصير الذي لم يتجاوز 32 عامًا، تركت ملك حفني بصمة واضحة في تاريخ النهضة العربية، حيث كانت واحدة من أولى النساء اللواتي طالبتن بتغيير مكانة المرأة في المجتمع العربي.

دور ملك حفني ناصف في الدفاع عن حقوق النساء

كان لها دور بارز في الدعوة للإصلاح الاجتماعي والمساواة بين المرأة والرجل. فقد ركزت في مقالاتها وخطبها على إصلاح الأسرة، مؤكدة ضرورة نبذ العادات والتقاليد المعيقة لحقوق المرأة، وطالبت بمنح المرأة حقوقها في التعليم والعمل لتصبح شريكًا فعّالًا في تطوير المجتمع. وقد ساهمت ملك حفني أيضًا في تأسيس "اتحاد النساء التهذيبي" الذي كان أول جمعية نسوية تُعنى بحقوق المرأة في مصر، كما كانت من المؤسسين لـ الهلال الأحمر المصري.

تكريمًا لإرثها العظيم

وفي كلمتها خلال الاحتفالية، أكدت د. فوزية العوضي، الأمينة العامة لمنظمة المرأة العربية، أن "تخليد ذكرى ملك حفني ناصف يعكس تقديرنا وإيماننا بأهمية الدور الذي قامت به في تعزيز حقوق المرأة العربية. لم تكن ملك حفني مجرد كاتبة ومفكرة، بل كانت رائدة حقيقية ساهمت في رسم ملامح حركة نسائية عربية تعزز من كرامة المرأة ومساواتها في كافة الحقوق والواجبات".

وأضافت العوضي: "التمثال النصفي الذي أُطلق اليوم ليس مجرد قطعة فنية، بل هو تذكير مستمر بما قدمته هذه الرائدة من إسهامات في عالم كان فيه الصوت النسائي ضعيفًا، وآن الأوان أن نواصل العمل على تحقيق أهدافها في مجالات التعليم، والمساواة الاجتماعية، والمشاركة السياسية للمرأة".

إرث ملك حفني في المجتمع المصري والعربي

تُعتبر ملك حفني ناصف من أبرز الشخصيات التي ربطت بين مكانة المرأة وتقدم الأمة، كما كانت من أوائل النساء اللواتي دافعن عن حقوق المرأة في مصر والعالم العربي. وتؤكد مؤلفاتها وأفكارها على أهمية التمكين وتحرير المرأة من القيود المجتمعية التي كانت تفرض عليها، وهو ما يتماشى مع التوجهات الحديثة لدعم حقوق النساء في جميع أنحاء المنطقة العربية.

مستقبل المرأة العربية

تأتي هذه الفعالية في وقت يشهد فيه العالم العربي تطورات كبيرة في مجال تمكين المرأة، حيث تسعى الدول العربية إلى تعزيز مشاركة النساء في الحياة العامة والاقتصاد والسياسة. ومع إطلاق التمثال النصفي لملك حفني ناصف، تواصل منظمة المرأة العربية نشر الوعي حول الدور الحاسم للمرأة العربية في بناء المستقبل.

واختتمت الفعالية بتكريم عدد من الشخصيات النسائية البارزة في المجتمع العربي، بالإضافة إلى نقاش حول أهمية استمرار الجهود لتحقيق مساواة حقيقية بين الجنسين في كافة المجالات.

إن تخليد ذكرى ملك حفني ناصف من خلال هذا التمثال النصفي هو بمثابة إشادة بمسيرتها الحافلة، وتأكيد على ضرورة مواصلة السير على دربها في سبيل تحقيق العدالة والمساواة للنساء في العالم العربي.

منظمة المرأة العربية:

تأسست منظمة المرأة العربية في عام 2000، وهي منظمة إقليمية غير حكومية تسعى إلى تعزيز حقوق المرأة في العالم العربي، والترويج للمساواة بين الجنسين، وتحقيق التنمية المستدامة. تعمل المنظمة على تنظيم الأنشطة والبرامج التي تهدف إلى تحسين حياة النساء في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.