الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

بعد وفاة طفل وتشوه وجه فتاة.. مساعد الصيدلي "كارثة" تهدد مواطني الجيزة.. و"سيدات": الرقابة فين؟

الجمعة 05/مارس/2021 - 01:55 م
هير نيوز

تنتشر الكثير من الصيدليات في مناطق الجيزة، خاصة الشعبية، التي لا يوجد بها طبيب صيدلي وتعتمد على المساعدين، في صرف الروشتات التي يحررها الأطباء، لتمثل أزمة كبيرة تواجه المواطنين.

ومع غياب المختصين تحولت بعض الصيدليات إلى عيادات، وبالتبعية تحول مساعدو الصيادلة غير المؤهلين إلى أطباء، يشخصون ويعالجون المرضى، مما يهدد أروح الأمهات والأطفال بالخطر؛ لأنهم المعتمدين بالدرجة الأولى على الصيدليات في معالجة أنفسهم لغياب الزوج في عمله.

حادثتان أو لنقل جريمتان شهدتهما محافظة الجيزة خلال الفترة الماضية، كانت كلمة السر فيهما "مساعد الصيدلي"، إذ أسفرت الأولى عن وفاة طفل بعد توصيف علاج خاطئ، بينما أدت الثانية إلى تشوه وجه فتاة، ورغم ذلك يواصل مساعدو الصيادلة كوراثهم التي لم يُكشف عنها بعد، وسط غياب تام للرقابة، ما يزيد من أوجاع المواطنين وانتقاداتهم للإدارة المسئولة عن الرقابة.

الصيدلية حل سريع للطوارئ الطبية

وقالت هبة على ربة منزل، مقيمة فى منطقة صفط اللبن: زوجي يتوجه للعمل في الصباح الباكر ويعود بعد العشاء، وهو في غاية الإرهاق، فعندما يحدث أي طارئ لي أو لأبنائي الأطفال أتوجه إلى الصيدلية كي أحل مشكلتي عندها.

وتابعت: المقرر أن فى كل صيدلية يوجد بها صيدلي، ولكن هذا لا يحدث في صيدليات صفط اللبن وشارع العشرين؛ إذ لا نجد سوى شباب وشابات أقصاهم حاصل على مؤهل متوسط ويطلقون على أنفسهم دكتور وهذا أمر في غاية الخطورة؛ إذ أطلقوا على أنفسهم أطباء وأوهموا المواطنين بذلك، وقاموا بتشخيص الأمراض وصرف الأدوية.

جهل بالتركيبات الدوائية

والتقطت هند كامل أطراف الحديث منها، مستنكرة قيام الصيادلة بترك الصيدليات في مناطق بولاق الدكرور وشارع المساكن وشارع عبد الناصر لأشخاص غير مؤهلين تعلموا العمل في بضع ساعات، برغم أن الدراسة بكلية الصيدلة لا تقل عن خمس سنوات، مشيرة إلى أن قياسهم للسكر والضغط غير دقيق، ويعرض حياة المرضى للخطر.

ولفتت هند كامل، إلى أن مساعدي الصيادلة لم يكتفوا بتشخيص الأمراض وصرف الروشتات، بل قاموا بصرف بدائل الأدوية حال عدم توافر التي قررها الطبيب دون أن يخبروا المريض بذلك لضمان صرف الروشتة كاملة، وتحقيق أقصى ربح غير مكترثين بحياة المرضى.

ووصف العاملين بالصيدليات بالجهلاء؛ لأنهم لا يعلمون تركيبات الأدوية ولا المواد الفعالة بها، حتى يصرفوا أدوية بديلة قد تضر بحياة المرضى.

صرف أدوية جدول المخدرات

وأوضحت مها إسماعيل، أن مساعدي الصيادلة يقومون بصرف أدوية المخدرات قبل دخولها الجدول لغير مستحقيها من السائقين وأصحاب الحرف، بحثًا عن الربح الوفير، دون النظر إلى ما سيترتب عليه من زيادة معدل ارتكاب الجرائم والحوادث، خاصة جرائم الاغتصاب تحت تأثير المخدر، مرجحًا أن ذلك يتم تحت سمع وبصر أصحاب الصيدليات والصيادلة، مستغلين الغياب التام للأجهزة الرقابية، وعدم تنظيمها لحملات تفتيش ورقابة.

وطالبت بمنع مساعدي الصيادلة من الانفراد بالصيدليات لأنهم غير مؤهلين، وشن حملات مستمرة وتحرير محاضر للصيدليات المخالفة، بل وسحب تراخيص هذه الصيدليات حال تكرار المخالفة.

وأضافت أنه يجب شطب أسماء أصحاب الصيدليات من نقابة الصيادلة، إذا استمروا في ارتكاب المخالفات؛ لأن أصحاب الصيدليات يتعمدون تشغيل هذه الفئة لضعف أجرها بالمقارنة بالصيدلي، دون أن يكترثوا بما سيترتب على ذلك من أخطار تهدد حياة المرضى، خاصة الفقراء الذين لا يملكون الذهاب لطبيب لارتفاع أجر الكشف، ويعتمدون على تشخيص وأدوية العاملين بالصيدليات.

تسريب أخبار الحملات الرقابية

ولفتت أمل محمد محمود، إلى أن العديد من المناطق بالمحافظة تشهد غلق الصيدليات قبل قدوم أي حملات تفتيش، وهو ما يؤكد تسريب خبر قدوم الحملة من قبل المحيطين بالمفتشين، أو وجود اتفاق مسبق بين أصحاب الصيدليات والقائمين على التفتيش.

وطالبت أمنية أحمد، طالبة دراسات عليا، بشن حملات تفتيش مستمرة على الصيدليات، والتأكد من وجود الطبيب برفقة العاملين، والحفاظ على سرية مواعيد هذه الحملات حتى لا تغلق الصيدليات أبوابها بمجرد علمها بمواعيد مجيء الحملة.

وشددت على أن الظاهرة خطيرة وراح ضحيتها أطفال كثيرة ونساء لأنهم هم بحكم موقعهم في المجتمع يلجأون للصيدليات لمعالجتهن، وأبرزها طفل بولاق الدكرور الذي راح ضحية هذه الأفعال والاستهتار من قبل الصيادلة.

ومن جانبه، قال الدكتور عماد وصفي، طبيب: إنه كان من المنتظر عقب وفاة طفل بولاق الدكرور، وتشويه وجه طفلة بشتيل نتيجة أخطاء مساعدى الصيادلة، أن تشن الأجهزة الرقابية سيلا من الحملات المفاجئة على الصيدليات.

وحذر "وصفي" من استمرار تجاهل الجهات الرقابية لما يحدث في الصيدليات، مما ينذر بكوارث خطيرة، سيدفع ثمنها المواطنون البسطاء الذي لا يملكون ثمن كشف الطبيب.

مخالفة قانونية

بينما قالت إيمان حنا صيدلانية: إن مهمة مساعد الصيدلي لا تتعدى توصيل الدواء للصيدلي، ليقوم الصيدلي بدوره في التعامل مع الجمهور، وما يحدث غير ذلك هو مخالف للقانون، ويحدث في الصيدليات القديمة التي حصلت على ترخيصها قبل عام 2011.

ولفت إلى أن مجلس النقابة العامة ومجلس النقابة الفرعية الجديدان الذين بدأ عملهما منذ مارس 2015 اشترطا حصول المتقدم على "شهادة عدم ممانعة لفتح الصيدلية" للحصول على الترخيص، مشيرًا إلى أن لجنة متابعة الدخلاء على المهنة الموجودة بكل مركز هي المنوطة بعمل التحريات اللازمة والتأكد من أن المالك الفعلي للصيدلية هو صيدلي.

وأكدت على نزاهة أعضاء اللجنة، لكونهم صيادلة قدامى، وليس لهم أي مصلحة في ذلك، مشيرًا إلى أن التفتيش على الصيدليات يتم من خلال إدارة الصيادلة بمديرية الصحة الذي يقوم بشن حملات على الصيدليات باستمرار.

وطالب الصيدلانية المواطنين الذين لديهم شكوى من الصيدليات أو سجلوا مخالفات عليها، التوجه لمقر النقابة، أو التوجه لإدارة الصيادلة بمديرية الشئون الصحية بالجيزة للتحقيق فيها.

بعد وفاة طفل وتشوه وجه فتاة.. مساعد الصيدلي "كارثة" تهدد مواطني الجيزة.. و"سيدات": الرقابة فين؟

بعد وفاة طفل وتشوه وجه فتاة.. مساعد الصيدلي "كارثة" تهدد مواطني الجيزة.. و"سيدات": الرقابة فين؟

بعد وفاة طفل وتشوه وجه فتاة.. مساعد الصيدلي "كارثة" تهدد مواطني الجيزة.. و"سيدات": الرقابة فين؟
بعد وفاة طفل وتشوه وجه فتاة.. مساعد الصيدلي "كارثة" تهدد مواطني الجيزة.. و"سيدات": الرقابة فين؟
ads