الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

روسيلا عادل سمير.. أول قائد أوركسترا مصرية

الجمعة 19/مارس/2021 - 02:35 م
هير نيوز

كأي تلميذة في مدرسة خاصة، تسعى لأن تكون متفوقة لكن ظروفًا ما حالت دون مواصلتها في هذه المدرسة، ففكرت الأسرة في إلحاقها بمدرسة أخرى، غير أن إحدى صديقات والدتها نصحتها بالالتحاق بمدرسة الباليه أو الموسيقى، فتوجهت الأسرة بأوراقها إلى معهد الكونسيرفتوار.

طفلة شقية وآلة بيانو

وهناك، في معقل الموسيقى ومعمل تفريخ الفنانين، اتجهت الأنظار إلى الطفلة الشقية ذات السنوات الـ8، روسيلا عادل سمير، حيث كان يستهويها شكل آلة البيانو فتحاول الجلوس أمامه تتعثر مرة وتنجح أخرى في الجلوس على المقعد الذي يمكّنها بالكاد لقصر قامتها وقتها من الوصول إلى المفاتيح، وتبدأ في الضغط عليها فتخرج النغمات كأنها صرخات طفل يئن، وشيئًا فشيئًا تتحول الصرخات إلى أصوات لطيفة وبمرور الوقت صارت ألحانًا معروفة لبيتهوفن وموتسارت حفظتها فبدأت تؤديها.


كانت واحدة من ضمن 20 تلميذا وتلميذة تقدموا للاختبار الذي سيسفر عن اختيار ثلاثة فقط، وكان يتعين على كل متقدم طرح ما لديه، وبدأت المنافسة بين الـ20، وكان من حسن حظها اختيارها ضمن الثلاثة الفائزين، لتستمر في الكونسيرفتوار حتى وصولها للمرحلة الإعدادية.

التدريب على العزف

عندما وصلت إلى الـ18 رشحها الدكتور محمد حلمي، أحد الأساتذة الكبار في معهد الكونسرفتوار، للدكتورة إيمان مصطفى السوبرانو المصرية العالمية، والمدير الفني لفرقة أوبرا القاهرة، لتبدأ على التدريب في قيادة العازفين.

روسيلا وعصا المايسترو

أمام عازفين عظام، بعضهم من أساتذتها وقفت روسيلا عادل سمير، حاملةً عصا المايسترو كأنها صولجان الملك، تشير بها إلى أعلى فترتفع النغمات ثم تحركها إلى اسفل فيتلقى العازفون إشارة النزول إلى مقامٍ آخر، تحمست لها د. إيمان مصطفى للغاية، ودعمتها ووثقت في قدراتها.

في العادة، يطلق المايسترو عبارات الشجب والتوبيخ لتوجيه أحد العازفين إذا ما ارتكب خطأ موسيقيا أو خرج على سطور النوتة، وهو ما قد يمثل حرجا لروسيلا عادل سمير، كون العازفين جميعا يكبرونها سنا ومنهم أساتذة لها، لكن نصائح السوبرانو إيمان مصطفى كانت بمثابة خارطة طريق لها ترشدها إلى القيام بعملها على أكمل وجه دون أدنى حرج.

تقف منتشية منتصبة القامة تركز عينيها على كل عازف في الفرقة، بينما تحلّق بخيالها في آفاق بعيدة لتتخيل النغمات نجومًا تتلألأ في سماء القاعة فيكتمل العمل الجماعي مقطوعة موسيقية منقطعة النظير، ولتصبح أول وهي في الـ25 من عمرها أول مايسترو مصرية تقود أوركسترا.

ads