السبت 14 ديسمبر 2024 الموافق 13 جمادى الثانية 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

د. هشام ماجد يكتب عن: الزواج المبكر والحرمان العاطفي

الثلاثاء 23/مارس/2021 - 09:47 ص
هير نيوز

يشكل الزواج المبكر خطرًا كبيرًا على صحة الفتيات، والفتيات اللائي تزوجن مبكرًا أكثر عرضة للإصابة بأعراض اضطراب ما بعد الصدمة وأعراض الاكتئاب وتعد مضاعفات الحمل والولادة السبب الرئيسي لوفاة الفتيات المتزوجات بعمر 15 – 18 عامًا؛ إذ تموت نحو 70 ألف فتاة سنويًا لهذا السبب.

الإجهاض والحمل المبكر

إضافةً إلى ذلك يزداد تعرض الطفل الذي يولد لأم مراهقة لخطر الموت بنسبة 50% مقارنةً بأطفال الأمهات اللائي ينجبن بعد سن العشرين وقد يؤدي الحمل المبكر إلى الإجهاض وصعوبة المخاض ونزيف ما بعد الولادة؛ لأن جسم الفتاة لم يتهيأ بعد، إضافةً إلى الصعوبات التي تمنع الفتيات الصغيرات من الحصول على الرعاية الصحية في أثناء الحمل ويُعَد الفقر والجهل من الأسباب الرئيسية لزواج الفتيات المبكر.

وقد تتزوج الفتاة؛ لأن عائلتها لا تستطيع الإنفاق على دراستها أو احتياجاتها الأساسية، والفتيات الفقيرات عرضة للزواج المبكر أكثر بثلاثة أضعاف من الفتيات المقتدرات ويمنع الزواج المبكر الفتاة من التعلم والعمل والحصول على الاستقلالية، ما يجعلها تعاني الفقر، ويؤثر أيضًا في حياة أطفالها وأسرتها ومجتمعها، أما المرأة المتعلمة فتزداد فرص حصولها على عمل ودخل كافٍ لتستطيع الإنفاق على نفسها وأسرتها.

آثار الزواج المبكر

ومن آثار الزواج المبكر ترك الفتيات المدرسة وخسارتهن فرصة اكتساب المعرفة والمهارات وابتعادهن عن الأصدقاء وأنظمة الدعم والمجتمع المدني، وفقدانهن مراحل الطفولة والمراهقة بسبب انشغالهن بمسؤوليات البالغين ما يسبب لهن التوتر والضغط، إضافةً إلى المخاطر الصحية وخطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، وهناك علاقة بين زواج القاصرات والمشكلات الصحية وحمل المراهقات وارتفاع معدل وفيات الأطفال.

وتشير الدراسات إلى أن معظم الفتيات المتزوجات غير مؤهلات نفسيًا وجسديًا لأداء دور الأم والزوجة، ولكننا نستطيع فعل العديد من الأشياء لمنع الزواج المبكر ومنها:
* قد تساعد توعية المجتمع حول دور المرأة وقيمتها على الحد من زواج الأطفال.
* تعزيز فرص حصول الفتيات على التعليم وبقائهن في المدارس؛ إذ يرتبط إكمال التعليم ارتباطًا وثيقًا بتأخر الزواج.
* دعم الفتيات اللائي تركن التعليم بسبب الحمل والمشاكل المالية، ومساعدتهن على إكمال دراستهن.
* تثقيف المجتمعات حول السن القانونية المقبولة للزواج، والتوعية حول الصحة الجنسية والإنجابية، والآثار الناجمة عن زواج الأطفال، وحث الآباء على الإنتظار حتى تنضج بناتهن قبل السماح لهن بالزواج الذي يدمر أهم مرحلة عمرية في حياتها وهي مرحلة الطفولة، وتشعر بعدها دائما بمشاعر الفقد والحرمان وفقد الثقة بالنفس وضياع الهوية المجتمعية وفقد القدرة على العمل والإنتاج مما يشكل خطرًا شديدًا على قوة الدول وتقدمها.

طبيب نفسي ومحاضر دولي

ads