الثلاثاء 08 أكتوبر 2024 الموافق 05 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

"القاصرات" بين الدراما والواقع..117 ألف مطلقة.. والأزهر يرد: فراغ تشريعي

السبت 12/ديسمبر/2020 - 05:57 م

الزواج القصري، هو زواج الفتاة دون رغبتها، إما عن طريق إجبارها عبر التعنيف والتعدي عليها بالضرب، أو بالضغط النفسي والمادي والمعنوي من قِبل أهلها.

فلم يعد مسلسل القاصرات، للنجم صلاح السعدني، مجرد مشاهد درامية في الخيال، بل واقع تعيش فيه آلاف الفتيات، فزواج الأطفال دون سن الثامن عشر تعد كارثة من الكوارث التي لا تُغفر في حق الطفولة والإنسانية، وفي حق المرأة وأبسط حقوقها في المجتمع فتعاني الطفلة التي تُجبر على الزواج في هذا السن المبكر على العديد من الأضطرابات النفسية والجسدية والصحية، كما تؤثر بالسلب على المجتمع وعلى الحياة التربوية فكيف لطفلة سلبت منها برائتها أن تُربي طفلة مثلها؟.

طبقًا الإحصائيات التي أعلنتها اليونسيف، أشارت إلى أن 12 مليون فتاة حول العالم تتزوجن قبل عامهن الـ 18، كما كشفت إحصائيات أخرى عام 2018، أن 117 ألف فتاة قاصرة مطلقة في مصر وهذا العدد سبب كافً لمعرفة سبب انتشار الجهل والفقر وتدني الأخلاق في المجتمع ويشير إلى نقص الدين والناتج من قلة فرص تعليمهن وطلاق هذا العدد الكبير من الأطفال والقاصرات ربما يكون سببه الأكبر فارق السن بين الرجل والفتاة الذي يكون هائلًا لأن في المناطق الريفية وقرى الصعيد يشملن العدد الأكبرمن زواج القاصرات ومنهم من يزوج أبنته لكبار السن مقابل مبالغ من المال وينتج عنه أطفال لا يتمتعون بنفسية سوية ولا تربية سليمة لنقص خبرة الأم التي تكون بحاجة إلى تربية وفهم الحياة هى الأخرى لذلك تتحمل الدولة الأحمال والأعباء الإقتصادية الناتجة عن عدم وعي فئة كبيرة من المجتمع.

قال الدكتور مدحت لطفي، أستاذ وأستشاري أول في أمراض النساء والتوليد: "الفتيات القاصرات عندما تتزوج في سن صغير تصبحن أكثر عرضًا لكثير من الأمراض مثل النزيف أثناء الولادة لصغر أعضائها التناسلية ولعد اكتمال نموها وضيق عنق الرحم وإذا أنفصلت في هذا السن الصغير ثم تزوجت مرة أخرى تصبح عرضًا لسرطان عنق الرحم والأمراض المنقولة جنسيًا".

وتابع: تتعرضن القاصرات لأمراض تناسلية خطيرة لأن جسدها لم ينمو ولم يكتمل مما يؤدي في معظم الأحيان الى نزيف وتسمم الحمل ونقص في جهاز المناعة لأنها تكون في حاجة إلى الكالسيوم أثناء الحمل لتغذي الجنين ولا يوجد في جسدها ما يكفيها ويكفي جنينها.


كما قال دكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن زواج القاصرات كارثة حتمية بكل المقاييس لانه يؤدي إلى الشعور بنفسية سيئة بسبب العنف الأسري ومسئولية الحمل والإنجاب بعمر الطفولة والمراهقة ويؤدي في حالات كثيرة إلى زيادة عدد الطلاق للفتيات في هذا السن الصغير مما يؤثر على سمعتهن لاحقًا، بالأضافة إلى أنتشار الجهل والفقر، وتربيتها للأطفال دون أكتمال فكرها ونموها ينتج عنه العديد من المخاطر على المجتمع بجانب الخلافات الزوجية وتعرضها للخيانة وكل ذلك ناتج عن صغر تفكيرها ونقص خبراتها كما أن القتاة القاصرة تكون أكثر عرضًا للأمراض النفسية كالأكتئاب والأنفصام وشعورها دائمًا بالتقصير مما يؤدي غالبًا إلى الأنتحار.

رأي الدين في زواج القاصرات

قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، في بيان له من قبل أنه لم يرِد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "زوجوا بناتكم أو أطفالكم قبل البلوغ"، كاشفا أن السكوت عن هذا النوع من الزواج يرجع إلى فراغ تشريعي، وأعلن شيخ الأزهر مسبقًا أنه لا مانع أو ضرر من زواج الفتاة في سن 18 عام.

كما أكد شيخ الأزهر أن الفتاة في سن 15 عام تحتاج إلى رعاية لا أن ترعى بيت وحدها مشددًا على أن الإسلام لا يبيح الزواج الذي يترتب عليه ضرر نفسي واجتماعي وأخلاقي.

العقوبات القانونية

قالت هدى عاطف خبيرة الأستشارات القانونية، إن القانون المصرى رقم ٦٤ لسنة ٢٠١٠ ينص على اعتبار الزواج المبكر حالة من حالات الاتجار بالبشر تصل عقوبتها للمؤبد وغرامة ١٠٠ ألف جنيه على كل من له الولاية أو الوصاية أو المسئول المباشر عن تزويج القاصرات، كما ذكرت أن القاضي يحكم على حسب ظروف كل قضية فمثلآ العقوبة الأساسية لا تقع على القاصرة بل تقع على الوكيل وهو الأب وإن لم يكن الأب موجود فتقع العقوبة على الجد من عائلة الأب.