الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

دينا داوود.. شابة مصرية حلّقت بأحلامها في الفضاء

الإثنين 12/يوليه/2021 - 07:47 م
دينا داوود
دينا داوود
دينا داوود.. شابة

«خُلقتُ طليقًا كطيفِ النسيمِ وحُرًا كنور الضحى في سماه»، كان هذا هو بيت الشعر الذي اتخذت منه دينا داوود شعارًا لها، فقد كانت تتوق لأن تطوفَ العالم، فقررت العمل كمضيفة جوية، فبدأت بتعلم لغات أجنبية، وساعدتها شقيقتها رحاب في دراسة أساسيات اللغة اليابانية.


3 سنوات ضيافة

منذ اليوم الأول لها في رحلة العمل بالضيافة الجوية، انبهرت بكابينة القيادة، وقبل أن تُقلع الطائرة في أول رحلة تسللت إلى الكابينة ووجهت التحية للكابتن وألقت نظرة سريعة على محتوياتها، أزرار وأذرع وأجهزة وشاشات، أغمضت عينيها قليلًا وراحت تحلم بأن تكون طيارًا، وقضت 3 سنوات في العمل كمضيفة في كل يومٍ تحلم بأن تصبح كابتن الطائرة الذي يوجهها كيفما شاء وقتما يشاء لتطوف العالم.


القراءة أساس المعرفة

في إحدى إجازاتها، سألت نفسها سؤالًا عبقريًا: كيف يتسنى لأنبوبة معدنية أن تطير في الفضاء، فالطائرة بشكلها الأسطواني الذي يشبه هيكل الأنبوبة تخترق الجو وتقطع الفضاء ميلًا بعد ميل، فانطلقت إلى شارع الفجالة واختارت عدة كتب من هناك تتحدث عن الطيران وتاريخه وتركيب الطائرة وأنواع الطائرات العاملة في الخدمة حول العالم، وكانت تصطحب الكتب معها في رحلاتها، فإذا آوت إلى فراشها بالمبيت خلال الرحلة راحت تقرأ وتقرأ وتقرأ، حتى ألمّت بتفاصيل علم الطيران بشكل نظري، بينما الجانب العملي فقد تحقق لها جزء منها كونها مضيفة وتعد جزءًا من طاقم الرحلة.


رحلة أكاديمية

عندما تجمّعت لديها كل خيوطِ اللعبة، قررت خوض التجربة بشكل جدي، فقررت الالتحاق بأكاديمية الطيران في مصر، لكنها واجهت صعوباتٍ عديدة وصدمها الروتين القاتل، فقررت الاستقالة من العمل كمضيفة والتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتبقي علوم الطيران هناك، لكن واجهت معارضة أسرية تغلبت عليها بمساعدة شقيقتها رحاب التي تعد عونًا لها وسندًا في مختلف مراحل حياتها.


«احسبها صح»

مع انتهاء إجراءات الموافقة على انضمامها لمدرسة الطيران في كاليفورنيا، توجهت إلى موقع التدريب لتفاجأ بان مدربها قد تغيب اليوم عن العمل، وأن عليها الانتظار إلى اليوم التالي، لكنها لم تطق صبرًا، وعندما لاحظ الموجودون بالمكان رغبتها في الطيران عرضوا عليها مرافقة شاب اجتاز مرحلة تدريبية معقولة ويحمل رخصة في الطيران، وكان من المفترض ان يقوم بجولة جوية للتعرف على أجواء كاليفورنيا من أعلى البنايات الشاهقة، وقد كان لكن حدث خطأ لم يكن في الحسبان، ليكون بمثابة الدرس الأول لها في عالم الطيران، حين أخطأ الطيار الناشيء في ضبط العدادات وحساب وزنها معه في الرحلة، فاضطررت لعمل هبوط اضطراري في أحد المطارات الدولية الممنوع هبوط طائرات التدريب فيها، وكان الدرس الأول الذي تعلمته داوود «احسبها صح».


الدرس الثاني

وأثناء مرحلة الهبوط الاضطراري تلقت دينا داوود الدرس الثاني حين أخطأ الطيار المبتدئ، في تنفيذ عملية النزول، فاضطر للهبوط وسط الشارع والناس، وبدأ مشاهد فيلم «عنتر ولبلب» تتجسد أمامها على أرض الواقع  فاصطدمت الطائرة بأعمدة الإنارة وأسلاك الكهرباء، وأدركت أنهما سيموتان لا محالة فنطقت الشهادتين وأسلمت ظهرها للمقعد في انتظار النهاية، حتى هبطت الطائرة فوق إحدى السيارات بالشارع وتعرضت وقتها لعدة إصابات في الظهر والذراعين.


11 سبتمبر

تزامنت الحادثة مع أحداث 11 سبتمبر، ووقتها كان الأمريكان يتشككون في كل عربي له صلة بالطيران، فتعرضت للعديد من المضايقات ولأنها كانت تحتاج لعلاج طبيعي مدته 3 أشهر فقد رفضت المدرسة رد المصروفات التي دفعتها وقتها وكانت قيمتها 10 آلاف دولار، ومع ذلك لم تجد دينا داوود أي تعامل عنصري أثناء التحقيقات التي أجريت معها بشأن الحادث، وبالفعل أكملت دراستها ونجحت من أول مرة ورجعت مصر مرة أخرى وخاضت معادلة ونجحت وبدأت العمل فى شركة شارتر تطير من مدينتي شرم الشيخ و الغردقة إلى أوروبا.


وفى يوم المرأة العالمى 8 مارس 2021 تم اختيارها من ضمن 3 قائدات طائرات لنكون الموضوع الرئيسي لمجلة عالمية خاصة بالطيران فى أوروبا والعالم للتحدث عن دور المرأة فى أفريقيا ودورها فى مجال الطيران.


اقرأ أيضًا..

«ريموند دي لاروش».. امرأة ضد الكسر


ads