الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

على حساب الكرامة.. مزاح الشباب بقذف الأمهات موضة الروشنة!!

الإثنين 20/سبتمبر/2021 - 07:17 م
هير نيوز

أمام بيت متهالك في إحدى المناطق الشعبية؛ يقف شاب ينادي على صديقه الذي يقطن الدور الثالث من ذلك البيت؛ بعلو صوته مرة ومرتين "يا عبده"، ويكرر الثالثة: "يا عبده يابن الجاحده!!" لتخرج أم عبده ترد عليه: "نازلك أهو"، وتنادي على ابنها: "انزل شوف صاحبك قليل الأدب ده"، فينزل عبده ويأخده بالأحضان وهو يقول له "واحشني يابن...!!".

وداخل أحد الكافيهات في أرقى المناطق السكنية، يدخل خمسة من الشباب بينهم فتاتان، يقول أحدهم للآخر: "ما تطلب يابن المـ... ولا هنصوم النهاردة"، ليرد عليه الآخر: "من عنيا يا حبيب أخوه"، وتتناثر الشتائم بينهم وينادون بعضهم بأقبح ما توصف به الأمهات، ويصافحون بعضهم ضحكا ومزاحا.

كأنما أصبح السُباب بالأم والأب بين الأصدقاء دليلاً على قوة وترابط الصداقة، وهو أمر لا تختلف فيه طبقة اجتماعية دون غيرها، بل أصبح أمرًا منتشرًا بشكل ملحوظ، فأينما انتقلت سمعت بأذنيك مزاحا بين الأصدقاء بأقبح الألفاظ، دونما مراعاة لحرمة أم تجلس في البيت، أو الحياء من سماع امرأة تسير في الشارع لتلك القاذورات اللفظية.

إن كان المزاح بهذه الألفاظ، فعند الجد والشجار بما يتنابذون؟
يقول «أمير س.» إن السباب بين الأصدقاء ليس المقصود به الإهانة، «فعادي يعني، ثم إني لو ما هزرتش معاهم كدا بيفكروا إني زعلان منهم أو في حاجة مضيقاني، بس طبعا بيكون في حدود، يعني وقت الجد ما ينفعش».

شاب بشعر مجدول على الطريقة الإفريقية يفاجئنا بقوله: «دا شيء لا إرادي، وبعدين الدنيا بيس يعني ما عادش حد بيفكر كدا، أنت ما بتشوفش الأجانب بيتكلموا ازاي في الأفلام، وهم حتى متطورين عننا». هكذا تحدث «هشام م.» بكل ثقة دفاعا عن من يمزحون بهذه الكلمات.

وعلى الجانب الآخر وجدنا «مؤمن س.» يرفض تماما هذا الأسلوب: «الهزار بالشتيمة أمر مش مقبول تماما، فمش من حقك إنك تشتمني أصلاً، وأنا بحترم أم أي صديق ليا وبعتبرها زي أمي فمستحيل أشتمه بيها».

نددت الدكتورة رحاب العوضي؛ دكتورة علم الاجتماع؛ بالأعمال الفنية التي تظهر مثل هذه السلوكيات، مؤكدة لـ«هير نيوز» أن الكثير من الشباب يعتبر مثل هذا المزاح، نوعا من التقدم والتحضر، وأشارت إلى انتشار المزاح بالألفاظ النابية التي يسب بها الوالدين بين جميع الفئات العمرية؛ صغارا ومراهقين مرورا بالشباب ووصولا للرجال، وكذلك بين الطبقات الاجتماعية المختلفة.

ونصحت "العوضي" بضرورة نشر الوعي المجتمعي؛ وتربية الأطفال من صغرهم على رفض السباب حتى على سبيل المزاح.

أما عن رأي الدين، تقول دار الإفتاء على صفحتها الشخصية في فيسبوك: «إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ، قَالَ: «يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أَمَّهُ»، وأكد الشيخ محمد سالم، أحد العلماء بدار الإفتاء، أن سب الوالدين بهذه الطريقة هو عقوق للوالدين، وهو حرام وجزاؤه كبير.


اقرأ أيضًا..

وذلك ما أكده أمين الفتوى الشيخ علي فخر، مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ»، قَالَ: وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقَالَ: «وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَوْ قَوْلُ الزُّورِ»، فَمَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ.

وأشار د. فخر إلى أن من يستخدم هذه الألفاظ النابية، سينفر منه الناس في العلاقات الاجتماعية، وينقص في نظرهم.

ads