الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

د. نجاة صليبا.. أول من حدد المركبات المُسببة للسرطان

الجمعة 15/أكتوبر/2021 - 11:00 ص
هير نيوز

حصلت على جائزة "لوريال-اليونسكو" للمرأة في العلوم لسنة 2019 عن منطقة أفريقيا والدول العربية، ومديرة مركز حماية الطبيعة وأستاذة مادة الكيمياء في الجامعة الأميركية في بيروت، إنها الدكتورة نجاة عون صليبا، باحثة رائدة في تقييم وفهم تحولات الملوثات الجوية في لبنان والشرق الأوسط، وخبيرة عالمية في مجال تحديد المواد السمية والمسرطنة الناتجة عن انبعاثات الأجهزة المشبعة بالنيكوتين القابلة وغير القابلة للاحتراق مثل النرجيلة والسجائر الإلكترونية، بالإضافة إلى أبحاثها في نشر الوعي حول تلوث الهواء والتأثير على السياسات الصحية العامة.

تستمدّ البروفيسور "صليبا" دافعها وشغفها البحثي من رغبتها في فهم جذور المخاطر الصحية والبيئية على المستوى الجزيئي، وتقول في هذا الصدد "يسمح لنا فهم التركيبة الجُزيئية وآليات التفاعلات بتكوين صورة شاملة وتفصيليّة للمناخ والبيئة".

نشأت الدكتورة "صليبا" في مزرعة أسريّة للموز في وسط الريف اللبناني، وورثت عن والدها تعلقّه العميق بالأرض، وعندما اندلعت الحرب الأهليّة، اضطرّت إلى الانتقال للعيش في المدينة، الأمر الذي أدّى إلى عرقلة مسيرتها التعليميّة، وأدركت أيضًا الوقائع المُقلقة لتلوّث الهواء وذلك بالتزامن مع إحدى الفضائح المتعلقة بصفقات استيراد نفط "غير نظيف" إلى لبنان، وقد شهدت أيضًا إصابة أقربائها وأصدقائها وزملائها بمشكلات صحيّة ناتجة عن التعرّض للمواد السامّة المنتشرة في البيئة.

أكملت دراسات الدكتوراه في جامعة جنوب كاليفورنيا، اشتغلت على طرح موضوع تلوث المياه ودراسة التحفيز. ثم استمرت بعد حصولها على الدكتوراه كباحثة في جامعة كاليفورنيا.

وقد حقّقت الدكتورة "صليبا" إنجازات عديدة من بينها ابتكار طرق تحليلية فعّالة لقياس المكونات الرئيسية السامة لدخان التبغ، فكانت أوّل من حدّد المركّبات المسببة للسرطان (مثل الفورمالدهيد) المنبعثة من النرجيلة، وفي الآونة الأخيرة، كانت أول من توصّل إلى أنّ السجائر الإلكترونية تولّد أول أكسيد الكربون، وذلك خلافًا للاعتقادات التي كانت شائعة في هذا الصدد.

وتعمل الدكتورة صليبا جاهدة على رفع مستوى الوعي لدى السلطات الحكوميّة ومنظمات الصحة الدولية والمجتمعات المحليّة بشأن نتائج بحوثها، وتسعى كذلك إلى التأثير على السياسات الصحيّة العامة، وكان لها الفضل في تأسيس أول قاعدة بيانات تُعنى بالملوثات الجوية الرئيسية في لبنان، وأثبتت أن حرق نفايات البلد في الهواء الطلق أدّى إلى تضاعف نسبة المواد السامة في الهواء 15 مرّة، وتأمل في المستقبل بابتكار نهج شامل ومتكامل بغية إيجاد حلول ملائمة للتحديات الناتجة عن تغير المناخ في الشرق الأوسط.

وتعتبر الدكتورة صليبا أن جائزة "لوريال – اليونسكو" للنساء في مجال العلوم تضطلع بدور هامّ في إبراز دور العلماء في لبنان وغيرها من الاقتصادات الناشئة، وتعزيز قيمة الأبحاث متعددة التخصصات في سبيل تعزيز العلوم البيئيّة.

وترحّب بالزيادة التدريجيّة في عدد النساء اللواتي ينخرطن في المهن العلميّة، وتستطرد أكثر لتؤكد أن العلم "سيحقق العدالة في العالم" عندما يتجاوز عدد النساء الباحثات عدد نظرائهنّ من الباحثين. وتقول: "النساء أكثر شمولًا، ولا يخشين من المشاركة، ومنفتحات جدًا على التعاون، وهو أمر مفتاحيّ لتطوير نهوج فعالة وشاملة".

وتعتقد أنّه ينبغي أن تتغلّب النساء على الحواجز الاجتماعية والثقافية على المستويات الشخصية والمحلية والدولية كي يتسنّى لهنّ كسر الحاجز غير المرئي الذي يحول دون ارتقاء النساء المؤهلات في عملهنّ. وأضافت أيضًا قائلة: "تضطلع المرأة بدور كامل في مجال العلوم". "إن ذلك لنسق فكريّ قائم على منطق قوي تُبرهنه العديد من الأدلة العلمية". ومن هنا، فإنها تعتبر أنّه يجب الاقتداء بقصص النجاح ومشاركتها. وأكّدت أنها كانت قد وجدت في مسؤولة تدريبها في مرحلة ما بعد الدكتوراه، باربرا فينلايسون بيتس، مصدر إلهام كبير إذ كانت شخصية علمية بارزة في مجال علوم الغلاف الجوي. وتطلب الدكتورة صليبا من طلابها قبل أي شيء "أن يناضلوا للدفاع عن حقوقهم، وأن يطوروا ثقة كبيرة في عملهم، وأن يُقدموا على الحلم".

اقرأ أيضًا..
حصلت صليبا على عدد من الجوائز منها، جائزة البحث العلمي عام 2016، جائزة الجمعية الفسيولوجية الأمريكية للبحوث متعددة التخصصات عام 2018، جائزة "لوريال-اليونسكو"

ads