الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

بالأسماء|| نساء خالدات أثرن في الدعوة الإسلامية

الإثنين 18/أكتوبر/2021 - 04:00 م
هير نيوز

منذ أن بزغ فجر الإسلام ليحرر الإنسان من العبودية لغير الله، عرفت مسيرته الخيرة نساء عظيمات خلدهن التاريخ بما قدمن من تضحيات، وما سجلن من مواقف مشرفة كان لها أثرها في انتشار رسالة الحق في ربوع العالم.
ونحن هنا نقدم نخبة مختارة من النساء الخالدات اللاتي يعتز بهن الإسلام، لنوضح للمرأة المسلمة المعاصرة حجم العطاء المنتظر منها تجاه دينها ووطنها وأسرتها، خاصة في هذا الزمن الذي يموج بتحديات ومشكلات تحاول صرف المرأة عن القيام بدورها الذي رسمه لها دينها الحنيف.


عائشة بنت أبي بكر

هي زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وتعتبر رائدة في مجال علوم الشريعة والفقه، بالإضافة إلى أن الصحابة كانوا يذهبون لها ليستفتوها في أمور الشريعة التي تصعب عليهم ولا يعرفون حكمها، كما أنها كانت تفسر القرآن.

اقرأ أيضًا..


سمية بنت الخياط "أم عمار"

لمَّا أسلمت سمية أم عمار رضي الله عنها هي وزوجها ياسر بن عامر وابنها عمار بن ياسر وأخوه عبد الله وهؤلاء هم آل ياسر -رضي الله عنهم-، غضبَ عليهم مواليهم بنو مخزومٍ غضبًا شديدًا، وصاروا يصبُّون عليهم شتَّى أصناف العذاب، يريدون منهم أن يرجعوا عن الإسلام، قال ابن إسحاق: وكان بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر وبأبيه وأمه -وكانوا أهل بيت إسلام- إذا حميت الظهيرة يعذِّبونهم برمضاء مكة -أي على الرمل الحار من شدة حرارة الشمس-، فيمرُّ بهم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- مواسيًا وقلبه يعتصرُ ألمًا على ما نزل بهم، فيقول وفي قوله تثبيتٌ لهم: "صبرًا آل ياسر فإنَّ موعدكم الجنَّة".
وأمَّا أمُّه أي سمية أم عمار فقتلوها وهي تأبى أن ترجع عن الإسلام، وذلك رغم كبر سنِّها -رضي الله عنها- إلا أنَّها ثبتت ثباتًا عجيبًا يعجز عنه الرجال الأصحاء أمام أبي جهل الذي كان يتولَّى تعذيبها، وهي ترفضُ أن ترجع عن الإسلام لو قيدَ أنملة، ثمَّ بعدَ أن أغلظت له القول طعنها أبو جهل في قُبلها بحربةٍ في يديه فماتت سمية أم عمار -رضي الله عنها- أمام زوجها وولدها، ولم تتنازل أبدًا عن شيء من الدين بثباتٍ أسطوريٍّ ليس له مثيل من امرأة تتحدَّى كبار كفار قريش، قال جابر -رضي الله عنه-: "يقتلوها فتأبى إلا الإسلام"، ورغمَ أنَّه لا إثمَ عليها لو أنَّها كفرت أو أظهرت للمشركين أنَّها رجعت عن دينها لكنَّها أبت إلا الثبات حتى الموت رضي الله تعالى عنها.

قصة جهاد وكفاح

تتجلَّى في قصة سمية أم عمار أسمى آيات الجهاد والكفاح والتضحية في الإسلام، فقد صبرت سمية أم عمار صبرًا يعجز عنه الرجال رغم أنَّها كانت كبيرةً في السنِّ، وصبرت حتى قُتلت وفي هذه القصة قاعدة عريضة كُتبت بدمائها الطاهرة تحكي كيفَ يمكنُ لامرأة أن تضحي بنفسها وبروحها في سبيل دينها، وبقيت سمية أم عمار رمزًا في التضحة يستقي منه المسلمون معاني التضحية بكل معاناتها.


أم عمارة

نسيبة بنت كعب الأنصارية الخزرجية التي تكنى " بأم عمارة" وهي أخت عبدالله بن كعب فارس بدر، وعبدالرحمن وهو من العابدين المتقين، وزوجة يزيد بن عاصم، أنجبت ولدين "حبيب وعبدالله" وهما من فرسان الإسلام.. وتزوجت من بعده " غزية بن عمرو " وأنجبت تميمًا وخولة.
وكان إسلامها إسلام عقل ويقين، حيث جاء عن فهم وإرادة واقتناع، لا تبعية لزوج أو أخ أو أب أو كبير قوم.

بطولة نادرة

شهدت نسيبة غزوة أحد مع زوجها وولديها، فلما تحول ميزان المعركة في صالح المشركين، لم ترهب الموقف رغم عدد وعتاد المشركين، ولم تفر من ميدان المواجهة، بل ثبتت وصمدت وسجلت أعظم موقف يمكن أن يقوم به إنسان، حيث أخذت تدافع في بسالة منقطعة النظير عن نبي الله الخاتم، تتلقى عنه الضربات، وتذود عنه غير عابئة بما أصابها من جروح والتي بلغت - كما يقول الرواة - اثني عشر جرحًا.
نقل عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قوله في غزوة أحد: "ما التفت يوم أحد يمينًا ولا شمالًا إلا وأراها تقاتل دوني".
سألت أم عمارة رسول الله يومًا: ما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء يذكرن في شيء فاستجاب الله لها، ونزل الوحي بآيات كريمة تؤكد مكانة المرأة في الإسلام:
"إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرًا والذكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا".

وكانت أم عمارة إحدى امرأتين وفدتا مع ثلاثة وسبعين رجلًا إلى مكة للقاء النبي "صلى الله عليه وسلم" ومبايعته عند العقبة، كما بايعت النبي "صلى الله عليه وسلم" بيعة الرضوان عند الشجرة التي رضي الله عن كل من بايع تحتها، وأثبت ذلك في محكم التنزيل فقال جل شأنه: "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحًا قريبًا".

مع الرسول في الجنة

في يوم أحد شاهدها الرسول "صلى الله عليه وسلم" تقاتل مع زوجها وولديها، فقال لابنها عبدالله "بارك الله عليكم من أهل بيت، رحمكم الله أهل بيت.
قالت أم عمارة: ادع الله أن نرافقك في الجنة، فقال: "اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة.
قالت: والله لا أبالي بعد ذلك ما أصابني من الدنيا.
ولم يتوقف دور أم عمارة في الدعوة الإسلامية على ما قدمته في حياة الرسول "صلى الله عليه وسلم" فقط، ولكنه امتد إلى آخر يوم في حياتها، حيث شاركت في جيش أبي بكر الذي حارب المرتدين، وفي معركة اليمامة مع خالد بن الوليد.
ورغم قوة إيمانها وتسليمها بقضاء الله وقدره، فإنها حزنت على ولدها "حبيب" الذي أرسله النبي "صلى الله عليه وسلم" برسالة إلى مسيلمة الكذاب فقتله بعد أن أهانه وعذبه.
سأله الكذاب: أتشهد أن محمدًا رسول الله؟
فيقول: نعم
فيقول له: أتشهد أني رسول الله؟
فيقول: لا أسمع شيئًا.
أخذ الكذاب يقطع بسيفه في جسم الفتى المؤمن الصابر، فلا يزيده التعذيب إلا عزمًا وصلابة وإيمانًا وإحسانًا حتى مات.
علمت بموت ولدها فنذرت ألا يصيبها غسل حتى يقتل مسيلمة، ووفت بنذرها..

طبيبة المجاهدين

وإلى جانب دورها البطولي في المعارك، وشرف الدفاع عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" كانت أم عمارة تقوم بواجبها الإنساني في تمريض المجاهدين، حيث كانت تحمل الأربطة على وسطها، وكلما أصاب أحد المجاهدين جرح، جرت إليه وضمدت جراحه، وطلبت منه أن ينهض بسرعة ليستأنف الجهاد في سبيل الله.
وكما فعلت مع الجميع، فعلت مع ابنها الذي جرح في أحد، وقالت له بعد أن أسعفت جراحه: قم وانهض إلى الجهاد، وعندما شاهد النبي "صلى الله عليه وسلم" ما أصاب ولدها أشار إلى أحد المشركين، وقال: "هذا ضارب ابنك" فسارعت إليه وضربته في ساقه فوقع على الأرض وأجهزت عليه.
وهكذا غيرت أم عمارة تلك القاعدة التي تقول: إن الحرب والجهاد شأن من شؤون الرجال، لا تستطيع النساء المشاركة فيه، أو تحمل أعبائه وقسوته، وأكدت عمليًا أن ساحة الجهاد والكفاح الوطني تتسع للرجال والنساء، فالكل يحمل المشاعر الوطنية، والكل يستطيع أن يؤدي واجباته، دفاعًا عن دينه ووطنه وكرامته.
لقد أبلت هذه الفارسة في الغزوات التي شاركت فيها بلاء حسنًا، وكلّما رآها النبي "صلى الله عليه وسلم" تدافع عن الإسلام والمسلمين هتف قائلًا: "من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة".
فقدت نسيبة بنت كعب "رضي الله عنها" يدها في إحدى الغزوات، وقدمت ولدها شهيدًا في سبيل الله، وعاشت تجاهد في سبيل الله بكل ما أوتيت من عزم وقوة، وكلمة الحق على لسانها، والسيف في يدها، ووعاء الماء في اليد الأخرى، والأربطة حول وسطها تضمد بها الجراح أثناء الغزوات، وكانت كلماتها ترفع همم المجاهدين، وتشد من أزر المقاتلين، فيكون النصر حليفهم، والسداد رفيقهم.

رفيدة بنت سعد

هي أول امرأة عملت ممرضة في التاريخ العربي والإسلامي، وكانت تخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوات لتمريض الجرحى والمرضى، كما أنها أنشأت أول مدرسة لتعليم الفتيات التمريض، بالإضافة إلى أنها عملت أخصائية اجتماعية لحل المشكلات النفسية للجنود بعد الغزوات والحروب.

نسيبة بنت الحارث

كانت نسيبة بنت الحارث من الصحابيات اللاتي خرجن مع النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من الحروب والغزوات؛ حيث بلغ عددها ما يقارب 7 غزوات، بالإضافة إلى دورها في معالجة الجرحى والمرضى من الجنود، وأخيرًا كانت معلمة في فقه الجنائز.


زبيدة بنت أبي جعفر

هي زوجة هارون الرشيد، عرفت بأنها أقوى النساء في بغداد، بالإضافة إلى حبها للأدب والشعر والفنون، كما أنها قامت ببناء عددًا من المباني في بغداد، إلى جانب قيامها بمشروع بناء محطات المياه بين بغداد ومكة المكرمة، وعلى الرغم من عدم اكتمال المشروع إلا أن في مكة عين تسمى عين زبيدة حتى اليوم.

الشفاء بنت عبدالله العدوية

اشتهرت الشفاء بنت عبدالله بحبها للعلم ورجاحة عقلها، حيث كانت تعلم نساء المسلمين الكتابة والقراءة، وقيل إن الفاروق عمر كلفها بمهمة مراقبة الأسواق والحسبة، وكانت تقوم بحل المنازعات التجارية بين التجار




ads