أميرة البيلي لـ"هير نيوز": أبي قدوتي ولا أكره الرجال

- صوتي أقوى من قلمي وأمامي عمر طويل لتطوير نفسي
- لم أطلب الظهور مع هشام الجخ.. والشهرة لا تؤثر على شخصيتي
- لا أكره الرجال.. والدليل: موافقتي على الخطوبة وحبي لـ"أحمد"
صدق إحساسها وكثرة تجاربها وعمق تفكيرها وقدرتها على سبر أغوار النفس البشرية، وقدرتها على استخدام أسلحتها الثلاثية التي وهبها الله "القلم والصوت والتعبير"، كلها سمات مكنتها من الوصول للملايين من شباب وبنات الوطن العربي، خاصةً أن صوتها أقوى من قلمها، إنها أميرة البيلي أصغر وأشهر شاعرة عامية مصرية، فهي لم تكمل عامها الواحد والعشرين، وتجاوز عدد متابعيها في السوشيال ميديا الـ 3.5 مليون متابع، التقتها "هير نيوز" في حوار، هذا نصه.
- احكي لنا عن نشأتك وبداياتك الشعرية؟
أنا إسكندرانية من مواليد فبراير 2000، بمجرد أن أدركت ما يدور حولي وجدت أبا مثاليًا، أصبح قدوتي الذي كنت دومًا أقلده وأفخر به لعمق تفكيره وطيبة روحه وحلاوة لسانه، فهو ملهم وداعم لي باستمرار مع والدتي، وهذا ما أكسبني الثقة والقوة النفسية اللازمة للتعامل مع العالم الخارجي، كما ورثت منه ملكته الإبداعية، فهو كاتب مقالات متميز، فنبع بداخلي شغف وحب وجاذبية لكل ما هو جميل وبديع سواء كتابي أو سماعي.
في سنوات الابتدائية، كنت أعجب بالقصائد الدراسية وأتغنى بها، وبدأت في الإعدادية الكتابة تقليدًا بالفصحى؛ ولكن مجرد كلام عشوائي، فمازلت طفلة ولا أجد من يرشدني للكتابة الصحيحة، إلى أن شرعت في الكتابة بالعامية في مرحلة الثانوية، فعندئذ وجدت نفسي واستطعت التعبير عن ما بداخلي من مشاعر وأفكار، وتمكنت من إخراجهم وترجمتهم بلغتي الخاصة، العامية المصرية، فكنت سعيدة جدًا لأنني اكتشفت شغفي وهوايتي وكيف أعبر عنهم.
ثم أخذت أقرأ لشعراء العامية الكبار، الأبنودي وصلاح جاهين وفؤاد نجم، وفؤاد حداد، وأنا مهتمة بقراءة الأعمال الكاملة لكل شاعر على حدة ثم انتقل لغيره، أما بالفصحى فكان لنزار القباني.
وكنت واثقةً أنني سأنجح؛ لأن لدي طاقة وحلم وثقة في ربنا، وليس لأنني فريدة من نوعي، فأنا لا أملك نفسي، أنا لدي ملكة وموهبة ربنا رزقني بها استخدمها بالطريقة الصحيحة فقط، وأنا صوتي أقوى من قلمي، وأمامي عمر طويل أتعلم وأطور من نفسي في الكتابة.
- ما هي أصعب المواقف التي تعرضتِ لها في بداياتك؟
أصعب موقف كان في سن الـ 14 عامًا، وعندما تقدمت لمسابقة "أرب جوت تالنت"، وبعد معاناة طويلة، صعدت لمنصة اللجنة الفرعية لإلقاء شعري من فوقها، وبمجرد أن بدأت ألقي شعري، طلبوا مني النزول دون أدنى فرصة للاستماع، فنزلت وبمجرد وصول البيت حرقت كل ما كتبت من أشعار وقصائد، وأصابني إحباطا فاتجهت لهوايات أخرى وجربت الكثير منها لإفراغ طاقتي إلى أن عدت إلى الشعر مرة أخرى، فأنا للشعر والشعر لي.
- متى بدأت رحلة الشهرة كشاعرة عامية، وهل تحبين الشعر أكثر أم الشهرة، وهل المتابعة أو "الفولو" مقياسك للنجاح؟
بدأت الشهرة خطوة خطوة مع استخدام منصة اليوتيوب، ثم أخذت المشاهدات تزداد مع كل قصيدة جديدة وكل حفلة، وأنا أحب الاثنين، أحب الشعر لأنه السبب في شهرتي، وأحب الشهرة في حد ذاتها وتسليط الضوء عليّ ولكن بدون تكبر أو غرور؛ لأن أي إنسان مغرور ربنا يخسف به الأرض.
وبالنسبة لعدد المتابعين أو الفولو ليس شهرة فقط، وإنما هو نجاح حقيقي، وأنا أحب كل متابع لدي وأتعامل معه بود، وأحبه كأنه صديق وعشرة لأني أشعر بكل كلمة حب وتشجيع منه مع كل تعليق، رأيت حبًا وإيجابية من متابعيني أكثر من أصحابي ومعارفي.
- كواليس ظهورك الأول مع هشام الجخ، وبماذا تردين على إدعاء بأنك تقلدينه؟
لم أطلب الظهور مع الشاعر الكبير هشام الجخ، وطلعت معه على المنصة بناء على طلب مدير أعماله، وأنا تشرفت جدًا بهذا الحضور والمشاركة معه، فهو شاعر قوي ومحترم وله جمهوره وهو صديق لي، أما اتهامي بتقليده فهو اتهام قديم ومستهلك، فكل شاعرة وشاعر جديد يظهر ويبدأ في تكوين جمهوره يظهر الإدعاء بأنه يقلد فلان أو علان، فهشام لم يقلد الخال، وأنا لم أقلد هشام، كل شاعر وله موهبة ونمط خاص به يميزه عن غيره، يجمعنا الشعر العامي ولكن يميزنا ويفرقنا الأسلوب والأداء.
- كيف تعبرين عن المرأة في شعرك، ولماذا اختزلتي كل مشاكلها في الخيانة؟
أعبر عن مشاعرها وإحساسها الداخلي، فأنا أكتب وأسرد شكل العلاقة من الداخل، والكثير من الشعراء يكتبون عن العلاقة من الخارج، أما أنا أكتب وأعبر عن المتخفي بداخل قلبها وعقلها، وأنا كبنت قادرة على فهمها والتعبير عنها.
ولم أختصر مشاكل المرأة في الخيانة فقط، بل تحدثت عن الإهانة، وقلة التقدير، وعدم الاهتمام، ولكن الخيانة هى أثقل المواضيع، وأكثر ما يوجع المرأة ويكسر قلبها.
وكتبت أيضا عن الرجل قصيدة "امبارح"، "قلبي العجوز"، "النص ده عنكم"، ولم تكن الكتابة عن الرجل صعبة بالنسبة لي، طالما لدي الإحساس وصدق المشاعر، وأريد أن أوضح أنه ليس هناك حرب بيني وبين الرجل، ولا أكره الرجال، ولو أكرههم لماذا أوافق على الخطوبة، فالحياة ليست حرب بين الرجل والست، بل هي تكامل بينهم.
-"أعذب الشعر أكذبه"، كيف تقرأين هذه المقولة؟
بالنسبة لي غير صحيحة في أشعاري، لأني أكتب بإحساس، وإحساسي لا يكذب، فأنا أكتب عن تجارب حقيقية رأيتها وسمعتها وشعرت بها وصدقتها فاستطعت أن أنقلها للجمهور وصدقني، وطالما صدقني الناس إذن ليس هناك كذب في شعري.
- الحب في قاموسك وحياتك الشخصية؟
أنا فتاة منذ الصغر أتوق إلى الحب والاهتمام، وطوال الوقت أحب من حولي وأهتم بهم، وأرغب فيمن حولي أن يغمرني بحبه، فالحب هو سبب السعادة والانبساط، وأوكسجين الحياة الذي يمدني بالطاقة والإيجابية، وأنا شخصيتي غير نكدية إطلاقا، أنا أنكد في شعري لأني أحكي وأسرد عن تجارب حقيقية لكي لا تكرر وأكون صادقة في المشاعر، أما أنا أحب بكل طاقتي وأكثر ناس تحب هم الشعراء، ولا تكرر أخطاء من حولها.
وهذا سبب حبي لأحمد خطيبي، هو لديه قدرة على الحب والاهتمام وفهمي واحتوائي، فهو أب وأخ وصديق وحببيب وملئ كل أركان حياتي فهو الحياة كلها بالنسبالي، وأنا فخورة بأنني ذهبت إليه وقلت له بكل جرأة "يا أستاذ أنت أنا بحبك"، وهو كان يحبني جدًا، ولكنه كان يخجل من مصارحتي بسبب الشهرة، ولكن اكتشفت الحب في عيونه، وكتبت فيه "بحبك ليه" و"يا عوض الله"، وأي قصيدة رومنسية كانت لأحمد فلم أكتب لمن قبله ولن أكتب رومنسي لغيره، "مش أي حد يستاهل تعري مشاعرك عشانه للناس"، فنحن كبنات لا نحب أن نعري مشاعرنا إلا من ملك قلبنا وعقلنا وروحنا.
- ماذا عن قراءاتك الحالية وهل الشهرة أثرت على الاطلاع والقراءة؟
حاليًا ليس لدي خطة للقراءة، ولكن أنوي أتعمق مستقبلًا، والشهرة لم تأخذني من القراءة والكتابة والاهتمام بالشعر، ولكن أن أعطى كل فترة في حياتي ما تستحقه، غير أن شهرتي بسبب الشعر، فبدون شعر لا تزيد الشهرة ولن أستمر، ولهذا يجب عليّ الاهتمام بالشعر والقراءة المستمرة، وهناك قصائد كثيرة بداخل أدراجي لم أخرجها بعد، فلكل قصيدة وقتها ولكل جمهور قصائده.
- هل تلعبين دور الضحية في قصائدك واستغلال رقة مشاعر البنات؟
أكره لعب دور الضحية في أي شيء، ودائما في كل قصائدي هناك نقطة قوة في الآخر، أول القصيدة تجدني أحكي عن الوجع والألم، وفي الأخر تجدني انتصرت مثل قصيدة "فراقك مش فعل فاضح" بعدما سردت كل مصائبه قولت "فراقك فعل مش فاضح"
-"متى ستخلعين الحجاب".. يتكرر هذا السؤال عليك بين الحين والآخر مما يثير غضبك، لماذا؟
هذا السؤال يضايقني جدًا، فهذه حريتي وحياتي الشخصية التي لا أحب أحد التدخل فيها، وأقولها للمرة المليون "مش هقلع الحجاب وأغضب ربنا أبدًا، أنا اتشهرت وأنا محجبة وسأظل بالحجاب"، وسأرفض أي عرض مقابل التخلى عن حجابي، وأي حاجة فيها غضب لربنا لن أفعلها أبدا، أي حاجة حرام لن أفعلها ولو بفلوس الدنيا كلها، ولايوجد شىء أفضل من الرزق الحلال.
نصائحك للبنات حديثات العهد بالأحلام والآمال؟
لا تتخلين عن حلمك وأملك أبدًا طالما تصدقين نفسك، لا تسمحين لأحد مهما كان من هو أن يقلل من عزمك أو من حلمك، واسعي لتصلين للقمة بثقتك في ربنا، ثم ثقتك في نفسك، وأنا على استعداد لدعم وتبنى كل المواهب الصاعدة في المجالات الأدبية لعرضها على الجمهور وتشجيعها.