وقفت الزوجة المكلومة، وعينها تنهمر منها الدموع على سلم محكمة الأسرة بمدينة نصر، تحاول إخفاء معالم وجهها وترتكن على السور، ثم دخلت إلى المحكمة حيث جاء الدور على قضيتها، قالت رقية، التي تبلغ من العمر 29 عاما،  مشيرة أنها جاءت إلى هذا المكان لتتخلص من المأساة وحياة البؤس والألم التي عاشتها برفقة زوجها عبدالعزيز لمدة 6 سنوات، وأقامت ضده دعوى طلاق للضرر بحجة أنه دائم سبها وضربها، لأنها طلبت منه أن يزور أمه وأالده، فلجأت لمكتب التسوية وطلبت إحالة دعوتها للمحكمة لأنها لا ترغب في العيش معه.

وأضافت رقية أمام المحكمة، إنها تزوجت من شاب ابن الجيران ووافقت أسرتها عليه لأنه ثري ومتعلم ووالدها أخ بالمثل "اللى نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش"، ولم يأخذ رأيها بالموافقة عليه، وطوال فترة الخطبة كانت تعاني من أسلوبه ومعاملته العشوائية وأسلوبه غير المتحضر رغم أنه متعلم إلا ان طريقته في التعامل توحي أنه غير متعلم ولم يدخل مدرسة من البداية فهو دائم السب والغضب، لكنها كانت مجبرة عليه وليس بيدها حلا سوى تحمل العيش معه، على أمل أن يتغير مع مرور الوقت ، وكانت تحاول أن تفسخ الخطبة لكن جميع المحاولات فشلت أمام إصرار الأب.

واستكملت رقية: الاكتئاب سيطر علي، أصبحنا نتشاجر ليل ونهار، صوتنا أصبح  الجيران يسمعونه ليل ونهار، وكلما اشتكى لعائلتي يعنفوني ويعيدوني له بالقوة، وقبل الزواج بأيام حدثت بينننا مشكلة أدت إلى أنه ضربني في منتصف الشارع، واشتكى لوالدي بأنني أعصى أوامره، وأنه يمكنه أن يتركني ويفسخ الخطبة لكنه لم يفعل ذلك حتى يتفادى كلام الناس بسبب قرب زواجنا، وبعد الزواج اعتاد ضربي كل ليلة على أتفه الأسباب، مضيفة أنه لا يفعل شيئا في حياته سوى تعاطي المخدرات والجلوس على المقهى مع من يتعاطون المخدرات والحشيش، وعندما تعترض يضربها ضربا مبرحا حتى يفوق من غيبوبة جرعة المخدرات التي تعاطها، فى أحد اليام سمعني وأنا أشتكيه لأمه، وكانت غاضبة، وهنا نهرته وعنفته على طريقته معي وشربه للمخدرات والإستروكس  لكنه لم يتحملها ودفعها وخرج من المنزل وغضبت أمه منه وحزنت وتركت البيت ومن ذلك التوقيت لا تدخل شقتنا، كما أنه يعود متأخرا إلى البيت وحينما يرجع يكون فاقدا للوعي تحت تأثير المخدرات والخمور، شعرت هنا أن لحياة بيننا مستحيلة، فذهبت لمنزل أسرتي وأصريت على الطلاق وعدم العودة إلى منزله وهددت والدي إذا أجبرني سوف أترك المنزل وأعيش في الشوارع.

واختتمت رقية، دعواها بأنها قررت التخلص من المعاناة التي تعيش فيها، وتلجأ للقضاء لتأخذ حقها منه، وأقامت ضده دعوى طلاق للضرر، وحكمت لها المحكمة بالطلاق.