الجمعة 17 مايو 2024 الموافق 09 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

200 وثيقة بـ«سانت كاترين» تجسد تسامح الأديان على أرض مصر.. إليكِ أبرزها

الثلاثاء 13/سبتمبر/2022 - 09:02 م
هير نيوز

كشفت الدراسة العلمية لخبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، عن وجود 200 وثيقة بمكتبة دير سانت كاترين، ثانى مكتبة عالمية بعد الفاتيكان، تؤكد دعوة الإسلام للسلام بين البشر.


وأوضح في تصريحاته أن تلك الوثائق عبارة مجموعة عربية صادرة من ديوان الإنشاء بمصر فى عهد الفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين إلى الدير ورئيسه ورهبانه، تكشف عن سياسة التسامح التى سارت عليها السلطات العربية حيال المسيحيين واليهود والتى أوضحت بجلاء أن رهبان سيناء كانوا يعيشون فى ديرهم النائى هادئين آمنين مطمئنين  كما حرص المسلمون على تأمين طريق الرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء، كما كشفت عن سياسة التسامح فى أمور الدين والحريات الشخصية وكان للمسيحيين دور مهم فى شئون الإدارة والحكم  وكان منهم الوزراء وعمال الدواوين وحكام الأقاليم وعمال الخراج.




"الفسطاط" أول كنيسة بنيت في العهد الإسلامي

ويؤكد ريحان لـ«هير نيوز» أن الكنائس والأديرة بنيت فى العهد الإسلامى وكان أولها كنيسة الفسطاط التى بنيت فى عهد مسلمة بن مخلد (47-68 هـ) وحتى نهاية القرن الثانى عشر الميلادى، كان عدد كنائس مصر وأديرتها قد وصل إلى 2084 كنيسة، 834 دير وأن التسامح الدينى فى العصر الإسلامى لم تكن تعرفه أوروبا فى العصور الوسطى بل أنها لم تعرفه إلاّ بعد الثورة الفرنسية، ولقد كتب لدير سانت كاترين البقاء والاستمرار من خلال عهد الأمان الأول من رسول الله صلى الله عليه وسلم (العهدة النبوية بالدير) وعهود الخلفاء المسلمين التى بلغت 200 وثيقة واستمرت العلاقات القوية بين الدير والقسطنطينية فى العهد الإسلامى، كما استمر الدعم الروحى والمادى للدير وكان له مكانته واحترامه.


منشور الخليفة الفائز (أبو القاسم عيسى)


ويعرض الدكتور ريحان عدة نماذج من هذه العهود ومنها منشور الخليفة الفائز (أبو القاسم عيسى) المؤرخ 551 هـ الموافق 1156م  طوله 488 سم وعرضه 21 سم  ويتضمن رعاية شئون رهبان دير سانت كاترين وتأمين سلامتهم وأرواحهم وأموالهم ورد عدوان المعتدين وشمولهم بحسن الرعاية والعدل وتسهيل مطالبهم ومنشور الخليفة العاضد لدين الله المؤرخ فى  جمادى الآخرة  564هـ  الموافق مارس 1169م ويبلغ طوله عشرة أمتار يتضمن رعاية الرهبان واحترام عاداتهم وإعانتهم على إصلاح أمورهم فى أى مكان ووثيقة الملك العادل أبو بكر بن أيوب  وهى الوثيقة رقم 11 والمؤرخة 16 محرم 592 هـ ، 21 ديسمبر 1195م تتضمن كف الأذى عن الرهبان ومجازاتهم بالإحسان وحمايتهم واحترام ضيوفهم من بلاد الشام.


وثيقة الخليفة العاضد لدين الله


منشور مؤرخ فى  جمادى الآخرة  564هـ  الموافق مارس 1169م  يبلغ طوله عشرة أمتار يتضمن رعاية الرهبان واحترام عاداتهم وإعانتهم على إصلاح أمورهم فى أى مكان جاء فيه عن الرهبان ( رعاية جانبهم وتسهيل مطالبهم وحملهم على عاداتهم وانالتهم من الاحتفاء بهم غاية إدارتهم وأعانتهم على ما يعود بإصلاح أمورهم ويوجب انبساط آمالهم وشرح صدورهم ورعايتهم حيث كانوا من البلاد).


وثيقة الملك العادل أبو بكر بن أيوب 


وعن وثائق العصر الأيوبى يشير ريحان لوثيقة الملك العادل أبو بكر بن أيوب وهى الوثيقة رقم 11 والمؤرخة 16 محرم 592 هـ ، 21 ديسمبر 1195م من ديوان الملك العادل أبو بكر بن أيوب خليل إلى رهبان دير طور سيناء يتضمن كف الأذى عن الرهبان ومجازاتهم بالإحسان وحمايتهم واحترام ضيوفهم من بلاد الشام، جاء فيه: (أنا لم نزل ولله الحمد نذب عن الرعايا الذين فوض الله تعالى أمرهم الينا وأحالت الشريعة الطاهرة فى حياطتهم علينا فنكف كف الأذى عنهم ونجازى على الاحسان من سلك طريقه منهم فنقيل عثرتهم ونكشف كربتهم وغمتهم ونضاعف ذلك لبطاركتهم ورهبانهم وقسيسهم وكهانهم وساكنى الصوامع من زهادهم والمنقطعين بالأديرة من عبادهم وتقدمنا بأن يجروا رهبان هذا الدير المذكور على عادتهم المستمرة ويقروا على القاعدة المستتبة المستقرة وأن يتوخوا بالرعاية والحماية والحياطة والكلاية ويمنع من يتعرض لاذيتهم أو يطمع فى مضرتهم أو يتعدى بقطع رسومهم الجاري بها ماضى عادتهم أو يتطرق لاخافة سبلهم المسلوك لزيارتهم ولا يعارض زوارهم من البلاد الشامية بوجه من وجوه أضرار أو أذية).


 


وثائق العصر العثمانى


وعن وثائق العصر العثمانى يشير ريحان إلى فرمان السلطان مصطفى الأول بن محمد إلى المطران غفريل الرابع بدير سانت كاترين المؤرخ 11 صفـر سنة 1027هـ ، الموافق 7 فبراير 1618م  ويتضمن علاوة على حماية ورعاية الرهبان تسهيلات ومميزات خاصة تتيح لهم السفر لأى مكان فى العالم مع إعفاؤهم من الرسوم الجمركية واحترام نظام توريث الممتلكات لديهم وحماية ورعاية ممتلكاتهم داخل وخارج مصر واحترام الأوقاف الخاصة بهم.


ويضيف ريحان أن مؤرخى الغرب المنصفين قد شهدوا على تسامح الأديان فى مصر ومنهم مينارديس الذى ذكر أن الدير تمتع فى القرن السابع الميلادى بحماية ومميزات خاصة حافظت على ممتلكاته ومكتبته العظيمة  وشهد المؤرخ كويلرينج على أن المسلمين لم يحملوا أحداً من المسيحيين أو اليهود على اعتناق الإسلام أثناء فتوحاتهم  وأقر الإسلام لأهل الكتاب بحرية التدين وإقامة شعائرهم وشهد بطريرك اليعقوبيين فى إنطاكية ميخائيل السورى بأن الخير أصابهم على أيدى المسلمين وحررهم  من قسوة الرومان وشرورهم وسادت الطمأنينة وشهد المؤرخ ترتون بأن الكنائس وبيوت العبادة انتشرت فى البلاد الإسلامية وكان أتباع الديانات المختلفة يتلقون العلم على أيدى أساتذة مسلمين ولم تخل دواوين الدولة من العمال النصارى واليهود وكانوا يتولون أرفع المناصب وأخطرها فاكتنزوا الثروات الضخمة وتكاثرت لديهم الأموال.


اقرأ أيضًا..

"هير نيوز" يرصد 10 معلومات عن مدينة سانت كاترين تعرف لأول مرة


 

ads
ads