السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

نيهال كُريّم تكتب: نبتدي منين الحكاية !!!

السبت 08/أكتوبر/2022 - 02:02 م
هير نيوز

إيمان ..

             

على طول الأيام وصعوبتها ..

تفتح أبواب لم تكن تعرف أنها موجوده في الحياة

فى رحلة للأسكندرية دعتنى أمي الى حيث مسقط رأسى

كنا في شهر أبريل 2017 وبالتحديد في شم النسم

بعد أن ألحت علي أمى أن أذهب لهم لاقضى معهم الموسم بعد أن خرجت من تجربة

كانت فيها روحى كالطير السجين الذى يريد أن ينطلق ويحلق في سماء أخرى ويقف على أشجار مزهرة

كنت في القطار أجلس بجوار الشباك ولا أعرف ان كنت أنا التى أنظر للطريق وهو يجرى أمام عينى بمعالمه

من سيارات وأراضى وأعمده وطيور وأشجار ..               

أم هو الذى ينظر لى ولملامحى بعد أن تخطيت أربعه أعوام فوق الأربعين

وأنا منكسره حائره متخبطة أشعر أننى ذاهبة للمجهول ..

وطأت أقدامى المحطة ووجدت أمى تنتظرنى بسيارتها

أخذتنى لمطعم الفندق وقالت لى لك عندى مفاجاة ستاتى لنا اليوم قريبة لم تريها من قبل

لم أكن أشعر بالرغبة أو الشغف في معرفة أى انسان جديد في حياتى

لكن من أجل أمى انتظرت في الصالة أمام التليفزون الكبير

بعد المغرب دخلت من الباب ايمان وهى ترتدى الابيض

شعور بالانشراح والراحه اخترق قلبى

كأنه قد دخل علي ملاك بسام الوجه تجسد في صورة انسان

دخلت وقمت فقبلتنى واحتضنتنى بلطف وحنان

شعرت أننى أخذت من سكينتها ورقتها وشفافيتها ما كنت أحتاج من الأمان في تلك الايام

جلست على الكرسى المجاور لى وقالت لى ( ازيك يا بنوته )

وكأنها داست وفتحت في قلبى منطقة كنت قد نسيتها من اعوام

كل الاشياء في حياتنا رزق ويأتى بميعاد

حتى الناس الذين يمرون بجانبنا ونراهم صدفة قدر مرتب بميقات

لأول مره من شهور أضحك من قلبى ومن سنين أشعر بالونس

كانت ايمان اسم على مسمى روحها وكلماتها وفلسفتها في الحياة كلها سكينة وايمان

هذا ما كنت أريده وأحتاجه تماما في تلك الايام

أن أتعرف على ايمان لاشعر بالأمان وأعرف معانى جديده في الايمان

قالت أمى أن دواءها اقترب من النفاذ وأنها سألت في كثير من الصيدليات

هممت وقلت لها سأبحث لك عن علب منه في الصيدليات المجاوره

أتت معى ايمان لتؤنسنى وتدلنى على الطريق

من رصيف لرصيف ومن بين أكتاف البشر أمر وهى بجوارى خطوة بخطوة

أسال الصيادله على دواء السيوله ( كومادين )

وجدت علبه في صيدلية ولم أكتفى بذلك أعدت البحث وكأننى لم أؤمن لأمى علبة تكفى لشهر

أخذت أنظر على اللافتات وأبحث عن علامات الصيدليات

حتى جمعت في شنطتى ثلاثة علب

ونظرت لها وأنا مبتسمه ابتسامه الفائزين في البطولات

بادلتنى الابتسامه وقالت لى أنتى دئوبه وعندك صبر واصرار

سرحت في المعنى

كأنه يجب ان تعرف نفسك في كثير من الأحيان من كلمات وأوصاف المحيطين

عدنا على مهل في سكينه وأمان ..

نسمات البحر تعبر الكورنيش والأرصفه والشوارع

لتتخلل ملابسنا وتلاطف قلوبنا ..

ثانى يوم في الصباح اتفقت معى أن أذهب لها على الغذاء

سرت على نفس رصيف أمس ولكن لأزور تلك المرأة الخفيفة الروح

صعدت في الأسانسير القديم وأنا أتامل السلم الدائرى العريض

طرقت الباب الطويل

فتحت لى أخذتنى الى غرفه المعيشه

بيتها يشبهها ألوان الجدران المقاعد الديكور السفره الاضاءة

وعرفتنى على قطها الصغير كوكى البرتقالى اللون

الذى رحب بى مثلها تماما كان يقفذ حولى وينكش حقيبتنى

وبعد قليل دخلنا المطبخ وجلست أكل معها السمك المشوى

قضيت معها ساعات فيها مساحات بوح وحكايات

وجدت منها كلمات ورؤية جديدة للحياة

وعرفت منها معانى أخرى لطرق محبه الله

كان كلامها سلس ويسكب في القلب بسهوله

خرجت من عندها مرتاحه أشعر بالامان

حتى البشر مثل الأماكن فيهم الرائع كالطبيعة الخضراء وجداول الماء ..

قالت لى أنها تكلم الله طوال الوقت وأنها تراه في كل البشر والكائنات ..

سمعت هذا الكلام ربما من غيرها لكن أبدا لم يلمس اوتار قلبى مثلما فعلت هى ..

رأيتها في اليوم الثالث ولم ينقطع بيننا حبل الود والكلام لحظة

نحن لا نحتاج سنين لنحب ونتفاهم مع أى انسان

نحن نحتاج لقلوب صادقة ونفوس نقيه لنغوص فيها وتبحر في داخلنا

عدت الى بيتى وقد غيرت في نظرتى للأمور أشياء وأشياء ..

مكالمات طويلة فيها مرح وحب وتأمل واحتواء

أصبح بيننا أسرار كثيرة وشفرات لا يعرفها غيرنا

علاقة لها لون وطعم ورائحة طيبة

صوتها حنون مثل صوت أبله فضيلة

وحكيها شيق وحنون ورقيق ولطيف مثلها

أهدتنى عقد من اللؤلؤ الابيض ما زلت أحفظة في علبتة القطيفة الزرقاء

كلما كلمتها سألتها عن كوكى وسألتنى عن الأولاد

واذا بدا في صفحتى في الفيس بوك لمحه حزن أو شجن

راسلتنى وكلمتنى وقالت لى مالك يا بنوته

أعتقد أن عملها في القضاء جعلها أكثر تأملا وحنانا ومعرفه بما وراء الكلمات

أكثر من غيرها ، أعتقد أنها ينطبق عليها أنها تعمل بروح القانون وليس بادلته وأوراقه فقط

لا أنسى أبدا مكالماتها الطويلة لى بعد رحيل أمى التى كانت تشبه الأحضان التى تعبر المسافات

وغيرها الكثير بعد مرض أبى وسؤالها عنه طوال الوقت

طوبا لألم وحزن وانكسار أظهر لنا البشر ذو المعادن النفيسة البراقة

ذهبت مره أخرى من شهرين في ذكرى رحيل أبى وأمى

أبحث عن السكن والود والأمان في أهلى ..

والتقيت بها للمره الرابعة فقط

لكن أقسم أننى شعرت أننى لم افارقها يوم وأننى كاننى كنت اعيش معها وأراها كل يوم ..

فى هذة الزيارة أجلستنى في غرفة المعيشة التى اشترتها حديثا

غرفة تشبه جمال كلاسيكيات الستينات

وذهبت وعادت لى بثلاثة قطع من الفضه

وخيرتنى ان أخذ واحدة منها باصرار

فأخذت الانسيال الفضى الذى حلقاتة كلها قلوب

وأخيرا خلعت من معصمى قطعة معدنية طبيه كانت في يد أمى

وقطعة اخرى من الجلد الأسود كانت في يد أبى

ووضعته مكانهم كبديل حب منقوش برسمه كلها قلوب ..

استيقظت اليوم على مكالمة ناعمة منها جعلتنى

أقول ساحكى هذة المرة حكايتى مع ايمان

من يوم عرفتها الى الآن ..

شكرا لله على هداياه من البشر ..

وسلاما لها ولحديثها وغرفة معيشتها ولكوكى وللأسرار التى صنعناها سويا ..

 

إيمان .. اسم على مسمى ..

 

 

ads