الثلاثاء 21 مايو 2024 الموافق 13 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

أصغر سجينة.. قصة ميادة التي واجهت الظلم بالقتل

الأحد 16/أكتوبر/2022 - 11:03 ص
هير نيوز

في عنبر جرائم النفس، استوقفتنا فتاه تجلس في ركن وحيدة حزينة، فهي شابة صغيرة بملامح طفولية لم تنجح أسوار السجن في محوها رغم ما مضى من سنوات.




ميادة مجدي


ميادة مجدي، 23 سنة، هي طفلة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، تصدمك بالحكم الصادر ضدها بالسجن المؤبد 25 عاماً في قضية قتل، وقبل أن يبدأ تعاطفك معها في التلاشي، تنهمر دموعها البريئة وهي تحكي أنها ضحية لرجل كان غليظ القلب لم يراع قسوة الأيام على أطفال دفعتهم ظروفهم للعمل بعيداً عن الاستمتاع بسنوات عمرهم في اللعب، فوجدوا أنفسهم يعملون مكرهين داخل مشغل لا ترحمهم فيه تحكمات صاحب العمل وقسوته.


تصمت ميادة قبل أن تبتسم وتقول: "أهلي ظروفهم سيئة، وأنا أكبر إخوتي، ولم يكن أمامي إلا الخروج للعمل لأساعد والدي في تدبير نفقات أشقائي التي لا تنتهي، ووقع اختياري على مشغل في منطقة السيدة زينب حيث نقيم، صاحب المشغل كان قاسياً، بل كنا نشعر أننا عبيد لديه، لم يكن يرحم أو يقدّر أي ظروف، بل يستغل الفرص للاستيلاء على حقوقنا من خلال استقطاع أجزاء كبيرة من اليوميات التي نحصل عليها".

وأضافت: "لذلك جاء اليوم الذي لم نتمالك فيه أنفسنا واعتدينا عليه بالضرب، وكنا أربعة، فالشعور بالظلم هو الذي دفعنا لذلك من دون أن ندري أن الرجل كبير في السن ولن يتحمل أي ضربة منا، ليوجه له أحدنا لكمة أسقطته جثة هامدة على الأرض، بعدما أُصيب بشرخ في الحنجرة».



اقرأ أيضًا..

وتضيف: «كنا نحن الأربعة في مسرح الجريمة، فتم التعامل معنا على أننا عصابة، وفوجئت بصدور حكم عليّ بالسجن المؤبد، ليتم ترحيلي إلى سجن القناطر، في حين تم إيداع أصدقائي في مؤسسات عقابية لعدم بلوغهم السن القانونية بعد».

تدمع عيناها وهي تتذكر أول يوم حضرت فيه الى السجن؛ حيث كان عمرها 18 عاماً وعشرة أشهر، ورغم تورطها في قضية قتل، إلا أن رجال الشرطة في سجن القناطر اعتنوا بها؛ حيث كانت أصغر سجينة، وبدأت في استغلال خبرتها السابقة في تصنيع المفروشات وتعليم زميلاتها الحرفة.

ميادة دخلت السجن وهي لم تتجاوز التاسعة عشرة بعد، ولن تخرج منه إلا وهي امرأة تبلغ من العمر 44 عاماً، بعدما تم رفض النقض الخاص بها لعدم حضور محامٍ، حيث حالت ظروف أسرتها المادية دون تأمين أتعابه.

ورغم أنها حبيسة خلف الأسوار، لكنها لا تفكر في الخروج إلا لتساعد والدها، فهو على حد وصفها عانى كثيراً في تربيتها هي وإخوتها، وتريد أن تعوّضه عبء السنين التي ستقضيها خلف القضبان.



الكلمات المفتاحية
ads
ads