اكتئاب ما بعد الولادة.. مسلسل مستمر
الأحد 17/يناير/2021 - 02:24 م
نادية أحمد
- %10 من الحوامل و13% من الأمهات المرضعات في البلدان مرتفعة الدخل يعانين من الاكتئاب والقلق
يرى الجميع مشاهد السعادة والفرح التي تنتاب الأم عند استقبال مولودها بعد عملية الولادة، وبالرغم من ذلك تتعرض الأم إلى اكتئاب عادة في اليوم الثالث من ما بعد الولادة، ويمكن أن يستمر ثلاثة أشهر وقد يصل في حالات متقدمة إلى العام، مما يجعل الأمهات في حاجة ملحة للذهاب إلى الطبيب، خاصة وأن هناك بعض الأعراض التي تجعل الأم تفكر في الانتحار المُستمر.
وكشفت دراسات وإحصائيات منظمة الصحة العالمية أن نحو 10% من الحوامل و13% من الأمهات المرضعات في البلدان مرتفعة الدخل يعانين من مشكلات صحية نفسية في مقدمتها الاكتئاب والقلق، وترتفع تلك المعدلات في البلدان محدودة الموارد، ليس فقط ذلك وإنما أشارت دراسة بريطانية إلى أن النساء اللاتي تستمر معاناتهن من اكتئاب ما بعد الولادة لعدة أشهر يتعرضن لخطر الإصابة باكتئاب يلازمهن لسنوات، وقد يؤثر على أطفالهن.
وشملت الدراسة 10 آلاف أم تقريبا غير مصابات باكتئاب ما بعد الولادة، لكن بالمقارنة بهؤلاء النساء كان احتمال ظهور اضطرابات سلوكية على أبناء الأمهات اللاتي عانين من اكتئاب مستمر هو الضعف تقريبا.
تقول مها أحمد، التي لم يتجاوز عمرها الـ30 عامًا، إنها تعرضت لاكتئاب مابعد الولادة بعد ولادة طفلها بـ6 أشهر، مُشيرة إلى أنه حتى هذه اللحظة وعقب مرور 7 سنوات لازالت تُعاني من الاكتئاب ولم تُشفَ منه شفاء تامًا.
وتابعت مها: "كل لما أحس بتحسن من مرض الأكتئاب، أتعرض لانتكاسة مرة أخرى بالرغم من الانتظام في جرعات العلاج".
كما أكدت "ف.أ"، التي لم تتجاوز من العمر الـ25 عامًا، أنها لأول مرة تتعرض إلى اكتئاب مابعد الولادة، حيث تشعر دائمًا بعزلة وتجنب الآخرين، ليس فقط ذلك وإنما تُفكر دائمًا في الانتحار المُستمر، مُتابعة: "كنت متابعة مع الدكتور ولكن فور شعوري بالتحسن توقفت العلاج على الفور".
من جهته، أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن اكتئاب ما بعد الولادة يأتي نتيجة تغير هرمونية في فترة مابعد الولادة، مُشيرًا إلى أن بنسبة 97٪ من الستات يتعرضن للاكتئاب في الفترة الأولى لما بعد الحمل، كما أن 3% هي النسبة الملحوظة، حيث يتم تقسيمهم على خوف واضطرابات وقلة نوم، وتوتر على الجنين، كما يتم تصنيفه بأنه اكتئاب متوسط.
وأضاف فرويز لـ"هير نيوز"، إن الدعم النفسي من بعض الأشخاص المحيطين ليس كافيا، بل لابد أن يكون دعم دوائي، خاصة وأنه تشفي المرأة من الاكتئاب بعد يومين من تناولها العلاج إذا انتظمت عليه، ولكن في حال عدم انتظامها تنعكس حالة المريضة إلى اكتئاب دائم.
وشدد استشاري الطب النفسي على ضرورة الحرص على الاستمرار في العلاج النفسي لاكتئاب ما بعد الولادة، لافتًا إلى أنه وفقًا لإحصائيات طبية ونسب عالمية ليست في مصر فقط، فإنه يتم تسجيل سنويًا 97٪ خفيف جدا، و3٪ منهم 98٪ حالة متوسطة وليست في احتياج لطبيب.