الإنتصار الحزين

تناقض جميل ومؤلم في نفس الوقت ... كأنك كسبت معركة لكن خسرت نفسك ، أو وصلت لهدف لكنه في طريق كسر خاطرك
تخليت عن شخص حبيته تعزيزا لكرامتك ؟!!
حققت إنجاز بعد تعب سنين فرحت بيه وحدك ؟!!
ربحت معركه ووقفت علي انقاضها دون تصفيق أو أعين تلمع لك فخراً ؟!!
ليس بضعف ولكنك أيضا لست سعيداً
لم تعد تبكي لكن الدمع لم يجفّ من داخلك
فقد قلت كفي ورحلت مرفوع الرأس لكن شيئًا في روحك انحنى
وانتصرت نعم ...
لكن أي نصر لا يضمك هو في جوهره هزيمة نبيلة
لم تكن معركة ...
كانت حياة أراهن فيها على قلوب حسبتها طاهرة ، على وجوه ظننتها صادقة ، على كلمات ظننتها عهدًا لا يخون .
سرت في طريق مثقلة فيه بالحب والنية البيضاء ، حاملة مسؤوليه الجميع ، معتقدة أن النقاء يكفي ليحمي .
لكن رب السماء كان يعلم ... أن ما أظنه دفء ، ما هو إلا نار صامتة ، وأن الوجوه المألوفة لم تكن إلا أقنعة مصقولة بالخداع .
سقطت الأقنعة ، لا دفعة واحدة ... بل ببطء مؤلم ، واحدًا تلو الآخر ، سقوطًا مشبع بالخيانة ، طعنه غدر في الروح لا الجسد .
لم يكن انتصاري بصوت عالٍ ...
بل كان صامتًا كالبكاء في آخر الليل ، هادئًا كالغصة التي لا ترى ،
قاسيًا كفقد لا يعلن .
أدركت بعدها …
أن ربي لا يهدي النور إلا بعد العتمة ، ولا يكشف الزيف إلا بعد التعلّق ، ولا يطهر القلب إلا بالفقد .
نجوت ، نعم … لكن بقلب نبضه ضعيف ، بعين لا تصدق ، بثقة تعاد بناؤها على أنقاض من ظننتهم وطني .
سقوطهم كان نجاتي ، ومع كل وجه سقط ، كنت أنا أعلو … وإن كان الألم يمزقني .
وها أنا ذا …
أقف بعد كل السقوط ، وأرفع يدي إلى السماء بقلب منهك …
لكني لا أشتكي ، بل أشكر .
اللهم إنك كشفت لي ما عميت عنه، وأرحت قلبي من أثقال ظننتها حباً . اللهم لا اعتراض على حكمتك ، بل رضا بما شئت ، وصبر على ما نزعت ، وشكر على ما أنجيتني منه … وإن جاء على هيئة وجع وخذلان
يا رب ، لا تعدني إلى ما استأصلته من طريقي ، ولا ترجع لي من علمت أنهم ليسوا أهلًا لقلبي . امنحني بدلهم سكينة وصبر و رضا وسلوان وأمانًا لا يرتبط بأحد سواك .