بقلم مريم النويمي: الحج في زمن بلا كوليرا

بقلم مريم النويمي: الحج في زمن بلا كوليرا.. (حج خالٍ من الأوبئة)، التصريح الذي ننتظره كل عام من وزارة الصحة والمسؤولين، لأن التجمعات والحشود البشرية في مكان واحد ووقت واحد، يحمل في طياته الخطر، من انتشار الأوبئة والأمراض، لكن حينما تتوفر الظروف الصحية والبيئة الملائمة وبوجود الخدمات الطبية المتقدمة، تصبح الأوبئة من الماضي.
بقلم مريم النويمي: الحج في زمن بلا كوليرا.. نعم فقد قضى كثير من الحجاج في العهود السابقة أثناء تأدية شعائرهم أو في طريق عودتهم من الحج، كوباء الكوليرا مثلًا، والذي بدأ في القرن التاسع عشر الميلادي بين عامي (1817-1824م)، وفي تلك الفترة مات آلاف من الحجاج بالوباء، الذي حمله حجاج شرق وجنوب آسيا إلى مكة وتفشى بين الحجيج، وتفشى مرة أخرى عام 1831 الموافق 1246هـ، كان مصدره الهند ليحصد أرواح المزيد من الحجاج، وهجم مجددا عام 1863 الموافق عام 1280 هجريًا، قدم مع حجيج الهند وتفشى في مكة والحجاز وحمله الحجيج معهم إلى بلدانهم، فانتشر في أنحاء مختلفة من بلدان الشرق الأوسط حتى وصل إلى إفريقيا، روسيا وأروبا وخطف أرواح عشرات الآلاف منهم وعُرف بوباء الكوليرا الرابع، وتنتقل عدواه عند تناول الطعام أو شرب المياه الملوثة ببكتيريا الكوليرا.
بقلم مريم النويمي: الحج في زمن بلا كوليرا.. في عهد الدولة السعودية حظي الحجاج بخدمات تضمن لهم السلامة والراحة أثناء تأدية فريضة الحج فلم تعد الكوليرا تهدد صحة الحجاج.
بقلم مريم النويمي: الحج في زمن بلا كوليرا.. التهاب السحايا من الأمراض الخطيرة والذي تزداد نسبة الإصابة به بين الحشود وفي الأماكن المزدحمة، وقد حدثت من قبل، لذلك أصبح من شروط الحصول على تصريح الحج، الحصول على لقاح ضد الحمى الشوكية أو التهاب السحايا، لضمان صحة الحجاج وسلامتهم، أتفهم عقلية البعض، التي تؤمن بفكرة المؤامرة وأن خلف كل لقاح مكسب مادي وضرر بدني متفقٌ عليه ومسكوت عنه!!، لذلك تتهرب منه وتمتنع عنه، بينما تضخ الدولة ميزانية كبيرة في خدمات الطب الوقائي ومن بينها اللقاحات بأنواعها، بفضل الله ثمّ بفضل هذه اللقاحات لم نعد نرى حالات التهابات السحايا بين الحجاج.
بقلم مريم النويمي: الحج في زمن بلا كوليرا.. حين باغتتنا جائحة كورونا، استطاعت السعودية أن تنظم الحج ليخرج المسؤول ويصرح بأن الموسم كان خاليا من الأوبئة، ولم تسجل أي حالة إصابة بكورونا بين الحجيج، بينما العالم أجمع يتنفس الفيروس ويتبادلونه بينهم، لقاح كورونا كان شرطًا للحصول على التصريح حرصًا على سلامة حجاج بيت الله الحرام.
بقلم مريم النويمي: الحج في زمن بلا كوليرا.. الالتهابات التنفسية وعلى رأسها الإنفلونزا تزيد معدل الإصابة بها بين التجمعات الكبيرة، والحج هو التجمع الأكبر في العالم، لذلك كان تلقي لقاح الإنفلونزا شرطًا من شروط الحصول على تصريح الحج.
الإنفلونزا عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي، وتنتشر بسهولة عبر الهواء، تشمل أعراضها الحمى والسعال والصداع، آلامًا عضلية واحتقان الأنف، أعراض تنغص جمال الحج وروحانيته.
لقاحات الحج، ضرورة للحماية وتصريح الحج هو ضمان للسلامة والراحة والأمان، الحج رحلة إيمانية تلامس الروح ليتعافى البدن، المجازفة بالسلامة تنقص هذه المتعة.. أتمنى لكل حاج، حجا مبرورا، وسعيا مشكورا.