بقلم رنا أيوب: حين تشعر أن الحياة مرّت دون أن تعيشها

يحدث أحيانًا أن يستغرقنا الدور الذي رسمه لنا الآخرون حتى ننسى ملامحنا الأصلية. نمضي سنوات نلبي توقعاتهم، ونؤجل ما نشتهي ونحتاج، ونحاول أن ننتمي إلى أماكن لا نشعر فيها بالأمان. حتى تستيقظ يومًا على إحساس مرير بأنك لا تملك وطنًا حقيقيًا تسميه بيتك.
هل فات الأوان على أن تبدأ من جديد؟
كثيرًا ما نخشى التغيير لا لأنه مستحيل، بل لأننا نرتعب من أن نخطو الخطوة الأولى وحدنا. نشعر أننا تأخرنا كثيرًا، أو أننا لا نملك القوة لنحاول مرة أخرى. لكن ماذا لو كانت البدايات الحقيقية تولد من رحم الانكسار؟ من اللحظة التي نعتقد فيها أننا انتهينا تمامًا؟ ربما تكون هزيمتك اليوم هي الشرارة التي تحتاجها كي تتحرر من حياتك القديمة وتخلق لنفسك طريقًا جديدًا.
كيف تتصالح مع اختياراتك التي لم تكن راضيًا عنها؟
الندم عبء ثقيل حين نحمله دون وعي. لكن إذا توقفت قليلًا ونظرت إلى قراراتك الماضية كدروس لا كأخطاء فقط، ستكتشف كم تعلمت وكم تغيرت. المسامحة ليست ضعفًا؛ إنها شجاعة الاعتراف بأنك اجتهدت بحسب وعيك وظروفك. لا تعاقب نفسك كل يوم على ما مضى. اختر أن تمنح ذاتك فرصة لتتعافى.
الفرصة الثانية لا تأتي من الخارج
نحن نظن أن الحياة ستعطينا فرصة جديدة إن انتظرنا طويلًا. لكن الحقيقة أن البدايات تنشأ من الداخل: من قرارك بأنك تستحق السلام، من إصرارك على إنقاذ نفسك من الشعور بالعجز، من لحظة تقول فيها "كفى" لصوت اللوم المستمر.
لا تنتظر مناسبة لتبدأ من جديد. امنح نفسك حق أن تعيش كما أردت، ولو مرة واحدة. ففي النهاية، لن يبقى منك إلا ما عشته بصدق وما منحك سلامك الداخلي.