آخر ما قاله زياد الرحباني قبل وفاته: السياسة قدري والوحدة أكثر ما يؤرقني

عُرضت على شاشة قناة "الجديد" اللبنانية، مقابلة تلفزيونية سابقة، تحدث الموسيقار الراحل زياد الرحباني فيها بصراحة مؤثرة عن أكثر ما كان يقلقه حين بلغ السابعة والخمسين من عمره.

ماذا قال زياد الرحباني في لقائه الأخير؟
قال زياد الرحباني في لقائه الإعلامي الأخير: "الوحدة أكثر ما يشغلني. أعترف أنني السبب في ذلك، لكن من دون قصد. أعيش على رجاء الله فيما يخص صحتي، لكنني أحب النوم، رغم أنني لا أستطيع النوم لأكثر من ساعتين في اليوم."، وكانت الوحدة بالنسبة إليه أكثر من مجرد حالة مؤقتة، بل شعور متجذر، يرافقه كلما حاول الهروب نحو الهدوء.
وفي سياق حديثه، لم يُخفِ قلقه الدائم من تدهور الأوضاع السياسية في لبنان، وقال بصراحة: "السياسة ليست مجرد اهتمام بالنسبة لي، بل هي وطني، قدري، مستقبلي، وأطفالي. هناك من يحب التنس، وآخرون السياسة. أما أنا، فهي ليست مجرد خيار... إنها كل شيء."، ورأى زياد الرحباني أن التقدم في السن بدأ يؤثر على نمط حياته، مضيفًا: "الوضع لا يزال سيئًا، وأشعر بأنني لم أعد أنال قسطًا كافيًا من النوم، ربما بسبب كبر السن."

ابتسامة زياد الرحباني الأخيرة
من جهة أخرى، أرفقت القناة اللبنانية one Tv Lebanon الصورة بتعليق مؤثر جاء فيه: "الابتسامة الأخيرة... طبيب نشر صورة للفنان زياد الرحباني من داخل المستشفى، يُعتقد أنها اللقطة الأخيرة له قبل رحيله. صورة تختصر وداع فنان ملأ الحياة بالبسمة، وها هو يودعها مبتسمًا."
بينما تسود أجواء من الحزن والأسى بين أوساط الفنانين والمثقفين الذين عبّروا عن ألمهم الكبير لفقدان الرحباني، عبر كلمات مؤثرة اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي.
حيث تحولت حساباتهم إلى فضاءات رثاء وذكريات، استعادوا فيها محطات من مشوارهم الفني والإنساني المشترك معه، ومن المقرر أن تُقام الصلاة الجنائزية على روح الموسيقي الكبير زياد الرحباني، يوم الإثنين، في تمام الساعة الرابعة عصرًا، بكنيسة رقاد السيدة في بلدة محيدثة، كيفا، في لبنان.

أشهر أعمال زياد الرحباني
على الصعيد الفني، تعد من أشهر الأعمال التي ارتبطت باسم زياد الرحباني كانت أغنية "سألوني الناس"، التي وُلدت من لحظة ألم عائلي، فقد كتبها منصور الرحباني لزوجة شقيقه فيروز، بعد أن دخل زوجها عاصي الرحباني في غيبوبة إثر نزيف دماغي حاد.
بينما كانت تُشارك في مسرحية "المحطة"، منصور لم يحتمل رؤية فيروز حزينة، فكتب لها الأغنية لتعبر عن ألم الفقد وغياب الحبيب، أما اللحن، فقد وضعه زياد الرحباني وهو لا يزال في السابعة عشرة من عمره، ليُثبت منذ بدايته حسّه الفني المتفرد.
يبقي زياد الابن هو أكثر من غنّت فيروز من ألحانه بعد الأخوين رحباني، وأشهر تلك الأغاني كانت؛ "بكتب اسمك يا حبيبي"، و"كيفك إنت"، و"عودك رنان" ما يجعل تلك الأعمال تشهد على علاقة فنية نادرة، حتى وإن عجزت الحياة الشخصية والأسرية عن الحفاظ على نفس التناغم.