بقلم عذراء الحسيني: الجيب يذبل قبل الورد

بقلم عذراء الحسيني: الجيب يذبل قبل الورد.. الورد دائمًا ما كان رمزًا للجمال والذوق والفرح، نرسله في المناسبات ونستقبله بامتنان. لكن في السنوات الأخيرة، تحوّل من لفتة بسيطة إلى (مهمة ثقيلة) ترهق الجيب وتُربك الأمهات، وتدفع البعض للمبالغة دون داعٍ.
بقلم عذراء الحسيني: الجيب يذبل قبل الورد.. صارت المناسبات اليوم، من حفلات التخرّج إلى الولادة والزيارات العائلية، مرتبطة بطبقات من الورد المغلف بصناديق فخمة، ومعها شموع وزينة وأحيانًا هدايا صغيرة مرفقة، وكأن الهدية فقدت معناها الأصلي وتحولت إلى عرض تقديمي. بل وحتى زيارات المنازل العادية لم تعد تكتمل دون طقم ورد مزخرف على منتصف الطاولة، وكأنه بطاقة دخول اجتماعية لا بد منها.
بقلم عذراء الحسيني: الجيب يذبل قبل الورد.. إحدى القريبات تحكي عن موقف حصل مع ابنتها في حفل تخرّج صديقتها من المرحلة المتوسط وتقول: "كنا مجهزين بوكيه ورد بسيط من محل عادي، بـ120 ريال. لما دخلنا الصالة، تفاجأت إن أغلب البنات معهم أطقم ورد بحجم المقعد، بعضها ملفوف بعلب جلد، ومعها شموع وهدايا صغيرة. بنتي انحرجت، وجلست تقول لي: ليه ما جبنا زيهم؟ حسيت للحظة إننا غلطنا لما اخترنا البساطة، رغم إن الورد جميل وكافي.
بقلم عذراء الحسيني: الجيب يذبل قبل الورد.. الضغط هذا لا تقف خلفه الرغبة، بل المقارنة. المجتمع رفع سقف التوقعات، ووسائل التواصل ضخّمت الصور، فصار البعض يشعر بأن الورد البسيط لا يكفي، وكأن التقدير يُقاس بالحجم والتكلفة لا بالنية.
بقلم عذراء الحسيني: الجيب يذبل قبل الورد.. الحقيقة أننا لسنا ضد الورد، بل معه. ولكننا ضد التكلّف الذي أفقده معناه. فجميل أن نهدي وردة تعبّر عن مشاعرنا، والأجمل أن تبقى هذه الوردة في حدود قدرتنا، لا على حساب راحتنا.
لنعد لفكرة الورد كما كانت: لفتة صادقة تُسعد القلب… لا عبء يُثقل الكتف.