رحيل فرانك كابريو.. القاضي الذي أبكى العالم في قاعة المحكمة

ودّع العالم القاضي الأميركي فرانك كابريو، الشهير بلقب «القاضي الرحيم»، عن عمر ناهز 88 عامًا بعد معاناة مع مرض السرطان. ورغم رحيله، يبقى اسمه حاضرًا كأحد أبرز الوجوه التي جمعت بين تطبيق القانون والتحلي بالإنسانية.

العدالة بروح إنسانية في فرانك كابريو

كان القاضي الأمريكي فرانك كابريو قاضيًا في محكمة مدينة بروفيدنس بولاية رود آيلاند في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه لم يتعامل مع القضايا كأوراق جافة أو نصوص قانونية صماء، بل كان يبحث دائمًا عن الظروف المحيطة بالمتهمين. ابتسامته الهادئة، وكلماته البسيطة، وقدرته على الاستماع بتأنٍ جعلت جلساته نموذجًا فريدًا، حيث كانت العدالة تمتزج بالرحمة.

كما لم يكن كابريو قاضيًا في قضايا كبرى، بل معظمها مخالفات مرور بسيطة، لكن طريقة تعامله معها حولتها إلى قصص إنسانية ألهمت الملايين حول العالم. مقاطع الفيديو التي وثقت أحكامه انتشرت بشكل واسع، لتضعه في صدارة الشخصيات القضائية الأكثر تأثيرًا وشعبية.

ماذا قال فرانك كابريو قبل وفاته؟

وقبل وفاته بأيام، ظهر القاضي الأمريكي فرانك كابريو في مقطع مصوَّر يطلب من الناس الدعاء له، مؤكدًا أنه راضٍ بقضاء الله وأنه عاش حياة مليئة بالعطاء. كلماته الأخيرة عكست نفس التواضع والصدق الذي ميّز مسيرته.

ويعد رحيل فرانك كابريو ليس مجرد فقدان لقاضٍ شهير، بل غياب لمدرسة قضائية خاصة عنوانها «الرحمة قبل الحكم». ورغم اختلاف الثقافات والقوانين، فإن القيم التي جسّدها تجد صداها في تراثنا المصري والعربي، حيث العدالة لا تنفصل عن الرحمة، والإنسانية تظل جوهر القانون.

من هو فرانك كابريو؟

• فرانك كابريو هو قاضٍ أميركي من أصول إيطالية، اشتهر بلقبه «القاضي الرحيم» بسبب أسلوبه المختلف في إدارة قاعة المحكمة. وُلد عام 1936 في مدينة بروفيدنس بولاية رود آيلاند، ونشأ في أسرة بسيطة، ما جعله يشعر بمعاناة الناس وظروفهم منذ الصغر.
• عمل كقاضٍ في محكمة بروفيدنس لسنوات طويلة، وكانت معظم القضايا التي ينظرها متعلقة بالمخالفات المرورية البسيطة. لكن ما جعله مميزًا لم يكن نوع القضايا، بل طريقته الإنسانية في التعامل مع المتهمين، حيث كان يستمع إليهم باهتمام، ويأخذ بعين الاعتبار أوضاعهم الاجتماعية والإنسانية قبل إصدار أي حكم.
• بفضل هذا الأسلوب، تحولت جلساته إلى مشاهد مؤثرة انتشرت عبر الإنترنت، وجعلت منه شخصية محبوبة على مستوى العالم. كثيرون رأوا فيه مثالًا حيًا على أن العدالة لا تقتصر على النصوص والقوانين، بل يمكن أن تمتزج بالرحمة لتترك أثرًا أعمق.
• تُوفي فرانك كابريو عام 2025 عن عمر ناهز 88 عامًا بعد صراع مع مرض السرطان، تاركًا خلفه إرثًا أخلاقيًا وإنسانيًا يخلّد اسمه كواحد من أكثر القضاة قربًا من قلوب الناس.