دراسة: محيط الرقبة 17 للرجال و14 للنساء ينذر بالخطر

كشف محاضر أول في الكيمياء الحيوية السريرية بجامعة كينغستون، أحمد البديوي، أن محيط الرقبة بات يُعد أداة بسيطة لكنها فعّالة للكشف عن المخاطر الصحية.

فعلى الرغم من اعتماد الأطباء منذ عقود على مقاييس مثل مؤشر كتلة الجسم (BMI) ونسبة الخصر إلى الورك، إلا أن الأبحاث الحديثة تركز على الرقبة باعتبارها مؤشرًا جديدًا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأمراض القلب والسكري واضطرابات النوم.

قياس يكشف المخاطر

بيّنت محاضر أول في علم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية بجامعة كينغستون، نادين ويهيدا، أن الرقبة السميكة قد تُظهر القوة في المظهر الخارجي، لكنها في الوقت ذاته ترتبط بزيادة احتمالية الإصابة بمشكلات صحية خطيرة. فالرجل الذي يتجاوز محيط رقبته 17 بوصة (43 سم)، أو المرأة التي يتجاوز محيط رقبتها 14 بوصة (35.5 سم)، يواجهان مخاطر أعلى من غيرهما. وكل سنتيمتر إضافي فوق هذه الحدود يرفع من احتمالية الاستشفاء والوفاة.

دهون علوية خطيرة

أوضح البديوي أن السبب يعود إلى الدهون المتراكمة حول الجزء العلوي من الجسم، والتي تُطلق أحماضًا دهنية في مجرى الدم تؤثر سلبًا على إدارة الكوليسترول ومستويات السكر وانتظام ضربات القلب. وبذلك يُعد محيط الرقبة بديلًا عمليًا لقياس الدهون الحشوية، وهي الدهون الأخطر التي تلتف حول الأعضاء الداخلية.

وتشير الدراسات إلى أن الرقبة السميكة ترتبط بارتفاع ضغط الدم، والرجفان الأذيني، وقصور القلب، إضافة إلى أمراض القلب التاجية. كما ترتبط أيضًا بزيادة احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وسكري الحمل، وهما من أخطر الأمراض المزمنة طويلة الأمد.

ارتباط باضطرابات النوم

بيّنت ويهيدا أن هناك علاقة مباشرة بين محيط الرقبة الكبير وتوقف التنفس أثناء النوم، وهي حالة يتوقف فيها التنفس مرارًا خلال الليل، مسببة إرهاقًا شديدًا في النهار وزيادة في مخاطر حوادث السير. هذه الاضطرابات تضغط بدورها على القلب والأوعية الدموية وتزيد من هشاشة صحة المصاب.

خطوات وقائية

يشير الخبراء إلى أن وجود محيط رقبة أكبر من المعدلات الطبيعية لا يستدعي الذعر، لكنه علامة تستحق الانتباه. إذ يمكن تقليل المخاطر عبر تحسين نمط الحياة: ممارسة الرياضة، خاصة تمارين القلب والأوعية الدموية. الاهتمام بالنوم الجيد لدعم التمثيل الغذائي. اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والبقوليات والفواكه.

ويوضح البديوي، أن قياس الرقبة لا يستغرق سوى ثوانٍ باستخدام شريط قياس بسيط، لكنه يوفر قراءة إضافية غالبًا ما تُغفلها الفحوص التقليدية.

في النهاية، يرى الخبراء أن محيط الرقبة يكشف عن زاوية جديدة من الحالة الصحية للفرد. ورغم أنه لا يغني عن الفحوص الأخرى، إلا أنه يقدم دليلًا سريعًا يمكن أن يساعد في التنبؤ بالمخاطر والوقاية منها. وكما قالت ويهيدا: «أحيانًا تكون المؤشرات الصحية أمام أعيننا، لكننا لا ندرك قيمتها إلا متأخرًا».