الثلاثاء 23 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف
هير نيوز هير نيوز
رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف

بقلم دكتور محمد فودة: سلوكيات الأطفال: مفاتيح الفهم والتربية الواعية

هير نيوز

في عالم الطفولة، لا شيء يظهر بوضوح مثل السلوك. فهو اللغة التي يتحدث بها الطفل قبل أن يُتقن التعبير بالكلمات، والمرآة التي تعكس ما يتلقاه من تربية، وما يعيشه من تجارب. وبين الفضول والعناد، وبين الضحك والبكاء، تتشكل ملامح شخصيته وتُبنى أسس مستقبله. فهل نحن كأولياء أمور ومربين نُحسن قراءة هذه اللغة؟ وهل نُدرك أن كل تصرف يحمل رسالة علينا أن نفهمها قبل أن نحكم عليها؟ هذا المقال يأخذنا في رحلة لفهم سلوكيات الأطفال، أسبابها، وكيفية التعامل معها بوعي واحتواء.

السلوكيات: انعكاس للتربية والبيئة

السلوكيات هي مجموعة من التصرفات التي يُظهرها الطفل في مواقف مختلفة، وهي تعكس شخصيته وتربيته وبيئته المحيطة. وتُعد مسؤولية أولياء الأمور في توجيه هذه السلوكيات من أهم ركائز التربية السليمة. فالتعامل مع السلوكيات يتطلب فهماً عميقاً لطبيعة الطفل، والتمييز بين السلوك الإيجابي الذي يجب تعزيزه، والسلوك السلبي الذي يحتاج إلى تعديل.

ينبغي على أولياء الأمور استخدام أساليب تربوية قائمة على الحوار والتفاهم، بعيداً عن العنف أو التوبيخ القاسي. فالتشجيع والثناء على التصرفات الجيدة يُعزز ثقة الطفل بنفسه، بينما يُفضل معالجة السلوكيات غير المرغوبة بالحزم الهادئ والتوجيه المستمر. كما أن القدوة الحسنة تلعب دوراً محورياً، إذ يكتسب الطفل الكثير من سلوكياته من خلال تقليد والديه.

أنماط السلوكيات لدى الأطفال

تتنوع سلوكيات الأطفال بحسب المرحلة العمرية والبيئة المحيطة، ويمكن تصنيفها إلى:

 

نوع السلوك

مثال

سلوكيات معرفية

الفضول، طرح الأسئلة، حب التعلم

سلوكيات اجتماعية

اللعب الجماعي، مشاركة الألعاب، التفاعل مع الآخرين

سلوكيات انفعالية

نوبات الغضب، التعبير المفرط عن المشاعر، القلق

سلوكيات غير مرغوبة

العناد، الكذب، العدوانية

سلوكيات إيجابية

التعاون، احترام القواعد، التعبير الصحي عن المشاعر

 

فهم هذه الأنماط يساعد الوالدين على التعامل معها بوعي، وتوجيه الطفل نحو النمو السليم نفسيًا واجتماعيًا.

ما وراء السلوك: الأسباب والدوافع

لفهم سلوك الطفل، لا بد من النظر إلى الأسباب الكامنة وراءه، والتي قد تكون:

أسباب نفسية

  • الحاجة إلى الانتباه: قد يُظهر الطفل سلوكًا سلبيًا لجذب اهتمام الكبار.
  • القلق والتوتر: الضغوط النفسية تؤدي إلى نوبات غضب أو انسحاب اجتماعي.
  • ضعف التعبير: الطفل الذي لا يُجيد التعبير بالكلام قد يلجأ للبكاء أو العدوانية.

 

أسباب بيئية وتربوية

  • القدوة السلبية: تقليد سلوكيات غير مناسبة من الكبار أو الأقران.
  • غياب الحدود: عدم وجود قواعد واضحة يؤدي إلى التمرد.
  • التدليل أو القسوة: كلاهما يخلّ بالتوازن السلوكي.

مؤثرات خارجية

  • وسائل الإعلام: المحتوى غير المناسب يؤثر على تصرفات الطفل.
  • المدرسة والأصدقاء: البيئة المدرسية تشكّل جزءًا كبيرًا من شخصية الطفل.

الخاتمة:

إن فهم سلوك الطفل ليس رفاهية تربوية، بل ضرورة لبناء إنسان متوازن قادر على التفاعل مع مجتمعه بثقة ووعي. فكل سلوك، مهما بدا بسيطًا أو مزعجًا، يحمل خلفه دافعًا يحتاج إلى اكتشاف، واحتياجًا ينتظر من يلبيه. والتربية الواعية لا تكتفي بتعديل السلوك، بل تسعى إلى فهمه، احتوائه، وتوجيهه نحو الأفضل. فحين نُصغي لأطفالنا بقلوبنا قبل عقولنا، نمنحهم فرصة ليكونوا كما يجب أن يكونوا: أفرادًا سعداء، متزنين، ومؤثرين في عالمهم. وهذا  لايقلل من استشارة المتخصصين  والاستعانة بهم اذا دعت الحاجة إلى ذلك فالتدخل من قبلهم يعالج ويقلل ويعدل من سلوكيات الأطفال في وقت بسيط .

تم نسخ الرابط