رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف
هير نيوز هير نيوز
رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف

بقلم فاتن فتح الله نصر: بأعلى الصوت هنا القاهرة

هير نيوز

زمان وأيام زمان .. لم نكن وقعنا بعد أسرى للنت ومواقع التواصل، والتليفزيون كان قناتين إحداهما للمواد باللغة العربية والأخرى للغة الأجنبية  ، و ينتهي الإرسال الساعة 12 والإذاعة ركن أساسي في حياتنا ... الراديو صديق للأسرة ، مسلسل الساعة خمسة وربع في إذاعة البرنامج العام  ، والساعة ستة في الشرق الأوسط  ، والساعة سبعة وربع في صوت العرب .... أساسيات وقرآن الساعة تمانية بالليل توقيت ينام بعده الناس استعدادا للشغل والمدارس في يوم جديد.

ياه على جمال إذاعاتنا ، و كم أثرت في بناء الشخصية المصرية وفي وجدانها

من منا  لم  يصحو على  قرآن السادسة صباحا  ، وبعده حديث الصباح لأساطين الأدب واللغة ... 
سمعنا منه  كتير من النجباء من أدباء مصر وأساتذة اللغة والفقه والحديث  لا أنسى كلمات دكتور زكي المهندس

المستوى الثقافي للشعب بالعموم رائع بروعة المواد التي يستقيها من إذاعته  و من برامجها التي مازال اثرها في اسماع من تربوا عليها.

لو رجعنا للإذاعة زمان نجد أثرها على عقول كتير، انارتها ، ساعدت على إبراز قيم جميلة كانت موجودة فينا .
لا أعتقد مثلا أن أحدا في جيلنا.. مواليد الستينيات والسبعينات  لم يعش كفرد من  عيلة مرزوق افندي ، والتي كانت تشبه أغلب العائلات المصرية  ومواكبتها لأحداث المجتمع وتطورها ... وتوجيهها كرسالة تربوية رائعة وبرنامج إلى ربات البيوت بكامله كان يخاطب كل فئات المجتمع بلغة مصرية صميمة  نستخدمها جميعا في بيوتنا  لذلك كانت الروح السائدة في مصر روح العيلة  
هذا البرنامج كان مدرسة أيضا للصغيرات اللواتي يتابعنه مع الأمهات  

عن نفسي إلى الآن لايزال راسخا في ذهني ما كنت اسمعه منه أثناء جلوسي مع جدتي  وهي تستمع إليه  ... طبعا ولأن والدتي كانت  في عملها حيث لم تكن  من ربات البيوت وقتها فكانت في الغالب جدتي مدرستي الأولى ... 
ومعها ومع البرامج التي  كانوا حريصين على سماعها تكونت فينا قداسة معنى الأسرة ، وكيف نحافظ عليها   و معنى الكلمة الحلوة وأثرها   ... كم تعلمنا من خالتي بمبة و نوادرها .... ولكي نكون صالحات علينا أن نكون حريصات  على فعل عكس افعالها

و بعد إلى ربات البيوت تأتينا عبر الأثير   حواديت أبلة فضيلة ، تبني العقول على قدر السن .. حكايات مازال صداها في القلب لا  في الأذن  

لا أنسى مثلا حكاية الشمس والريح ...وكيف أن الشمس بما تشعه من دفء غلبت الريح بما تثيره من زوابع وحكايات أحمس وتوتي شيري و كيف كانت ورا القائد العظيم

مصر الروح الطيبة بالفطرة .... على برامج الإذاعة والتي كانت مصدر التسلية الوحيد وقتها منذ بدأت الإذاعة المصرية الرسمية  في 31 مايو 1934 ونطقها أحمد سالم بكل قوة ومنتهى الانتماء  

هنا القاهرة  

مصر التي أثرت في العالم ...وأثرت في المنطقة بأسرها ولايزال الجميع يتحدث عن مصر بكل الحب .  

اجدني أسأل  
من فعل بنا هذا ..... غيرنا ؟ 
من  حاول ان يطور فتدهور  
من قصد ان نصل  لحال فقدت فيه المعاني قيمتها .. 
حتى الأغاني تدهورت لتصل لمنتهى الانحدار بالطبع ليست بالعموم  

ولكن كيف وصل بنا الحال  

من سماع: يامين يوصلني لابوها والا لاخوها وادفع مهرين إلى القول بمنتهى التبجح والبلطجة  هاتي بوسة يا بت  

من؟؟؟

من يريد أن يعرف الجواب ... فقط ينظر في المرآة ... الكل مسئول  

مش كده والا إيه  
اللهم أعد إلينا مصر التي نعشقها والتي زرعت فينا كل جميل فاستبدلناه للأسف بالهزيل

دور الإعلام كقوة ناعمة مؤثرة في المجتمع دور خطير وإذا صلح الدور بدأ الصلاح في مجتمع أصبح يستقي كل قيمه ومعلوماته من الإعلام   فهل نبدأ  ... ومتى ؟؟؟

تم نسخ الرابط