كيف تتعاملي مع الانهيار الحسي لطفل التوحد؟

إن أطفال ذوي الهمم يحتاجون إلى طريقة تعامل مختلفة عن باقي الأطفال حيث أن لهم طبيعة أخرى وعقولهم تعمل وتستقبل ما يحدث حولهم بطريقة غير التي تعمل بها عقول الأطفال العادية، لذا سنتحدث خلال السطور القادمة عن الانهيار الحسي الذي يحدث لطفل التوحد وما هي محفزاته وكيفية التعامل معها.

الإنهيار الحسي
النوبة الحسية تختلف عن نوبة الغضب والتي تكون بقصد لفت الانتباه أو الرغبة في السيطرة أو الحصول على شئ ما، أما النوبة الحسية فتكون عبارة عن ردود فعل لا إرادية ناتجة عن فرط التحفيز الحسي، وتظهر في صورة بكاء شديد أو صراخ أو انسحاب تام للطفل من الوسط المثير، ويكون الطفل فيها فاقد للسيطرة التامة بسبب ما يعانه الدماغ في تلك اللحظة من إرهاق.
أسباب الانهيار الحسي
ومن أسباب الانهيار الحسي التعرض للأصوات والأضواء والروائح القوية والتي تكون غير مريحة بالنسبة لطفل التوحد، كذلك من الممكن تُشكل بعض الأقمشة محفز للانهيار الحسي لدى طفل التوحد بسبب عدم شعوره بالراحة أثناء ارتادئها.
معالجة كل الأمور في وقت واحد
تعرض الطفل لأشياء كثيرة في وقت واحد تجعله يجد صعوبة في تصفية ومعالجة تلك المعلومات معًا مما يُسبب زيادة في التحميل الحسي، كما يُشكل تغيير الروتين بشكل مفاجئ إلى زيادة الضغط الحسي، ومن ثَم يحدث الانهيار والذي يظهر على شكل رفرفة بالايادي أو نقر بأصابع اليد، كما ينتاب الطفل حالة من الارتباك والقلق.
ما يجب فعله وقت الانهيار الحسي؟
يجد الآباء والأمهات أنفسهم أمام تلك النوبة الحسية عاجزين خاصة وإن كانوا لا يعرفون كيف يتعاملوا معها، وإن أهم الأشياء التي يجب أن يحافظ عليها الأب والأم في تلك اللحظة هو هدوئه وتجنب الغضب لأن ما يحدث للطفل من صراخ أو بكاء شديد أو تعبير بالوجه هو استجابة بيولوجية لا إرادية أي أنه لا يتعمدها عن قصد.

تهدئة الجو من حوله
ولتهدئه الجو من حوله دور في استعادة توازن الطفل مرة آخرى والقدرة على التخلص من حالة الانهيار الحسي بشكل أسرع لأن تلك المثيرات الصوتية او الضوئية قد ابتعدت عنه، وبعدها عليك بتقديم الدعم له والسماح له بالوقت والمساحة للقدرة على التعافي أما في حالة عدم القدرة على الابتعاد عن تلك المثيرات هنا يُصبح مطلوب من الآباء والأمهات تطبيق ضغط عميق بالأيدي ليساعد طفله على تهدئته نفسه.
تحدث إليه لاحقًا
الحديث من الأمور المهمة بصفة عامة مع أي طفل، كذلك له أهميته الخاصة مع طفل التوحد وذلك لمساعدته على فهم ماحدث معه من انهيار حسي ومحاولة لتطوير استراتيجيات التعامل مع تلك النوبة إذا حدثت مرة آخرى.