خبير مصري: رسوم ترامب "عبثية" وتفتقر إلى الدراسة
أكد خبير إعادة الهيكلة المصري الدكتور طارق الطنطاوي أن قرارات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على نحو 200 سلعة غذائية كانت "قرارات عبثية" وأُقِرّت دون دراسة كافية، مشيرًا إلى أن التراجع الجزئي عنها جاء متأخرًا للغاية، بعد أن أصبحت واقعًا مطبقًا في عدة دول، وأثرت سلبًا على حركة التجارة العالمية، فضلاً عن انعكاسها المباشر على حياة المواطن الأمريكي.
وأوضح الطنطاوي أن تلك الرسوم لم تُشكّل حلًا مناسبًا لمعالجة الخلل الهيكلي في الاقتصاد الأمريكي، بل أدت إلى تفاقم العجز في الموازنة العامة الذي بلغ 1.4 تريليون دولار، وأسهمت في ارتفاع أسعار السلع الغذائية وزيادة معدلات التضخم، فيما اقتصرت فوائدها على رجال المال والأعمال من خلال التخفيضات الضريبية، التي انعكست آثارها سلبًا على حياة الأمريكيين.
وأشار الخبير، الذي شارك في إعادة هيكلة عشرات الكيانات الاقتصادية العالمية، إلى أن ترامب اتخذ قراراته الجمركية بصورة متسرعة و"عنتَرِيّة" دون مراعاة للمعايير الاقتصادية، مما تسبب في حالة من الارتباك بالأسواق العالمية وتوتر العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وأقرب شركائها، خاصة كندا والمكسيك.
وأضاف أن إدارة ترامب دافعت طويلًا عن هذه الرسوم، مدّعية أنها لن تؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وواصفة الحديث عن موجات الغلاء بأنه "ادعاءات ديمقراطية".
وبيّن الطنطاوي أن استمرار الإدارة الأمريكية في تلك السياسات، بالتزامن مع الارتفاع الكبير في أسعار الغذاء—خصوصًا لحوم الأبقار—حوّل هذا الملف إلى أداة ضغط سياسية لصالح الديمقراطيين ضد ترامب، لا سيما بعد أن فتح تحقيقًا مع شركات تعبئة اللحوم واتهمها بالتواطؤ والتلاعب بالأسعار، في وقت ظل يدافع فيه عن الرسوم باعتبارها وسيلة لحماية الاقتصاد الأمريكي من "المستغلّين".
وختم الخبير المصري بالتأكيد على أن استمرار مثل هذه السياسات، إلى جانب الأزمات السياسية والعسكرية العالمية، قد يؤدي إلى تفاقم أزمة الغذاء في المناطق الأكثر فقرًا، خاصة في آسيا وأفريقيا، حيث يواجه نحو 10% من سكان العالم خطر نقص الغذاء والمجاعة.