الأربعاء 31 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف
هير نيوز هير نيوز
رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف

لميس الحديدي سيدة الاستفهامات الصعبة في محراب الكلمة..بقلم هانم دواد

هانم دواد
هانم دواد

لم تكن لميس الحديدي يوماً مجرد قارئة نشرة، بل هي فارسة في ميدان الحوار، تجيد ترويض الأسئلة الجامحة. إذا نظرت إلى مسيرتها، تجدها كـ النهر المتدفق؛ لا يتوقف عند صخرة، ولا ينحني أمام عاصفة. استخدمت البيان سلاحاً، و التبيين منهجاً، فصارت في عالم الصحافة عَلماً يشار إليه بالبنان.

بين طيات برامجها، نجد الكناية عن الجرأة؛ فهي التي تضع النقاط فوق الحروف حين تتشابك الخيوط السياسية. هي المرآة التي تعكس نبض الشارع، والمجهر الذي يسلط الضوء على أدق التفاصيل الاقتصادية.

هل هي مجرد محاورة؟ كلا استخدام أسلوب النفي للتوكيد، بل هي صوت من لا صوت له في أوقات الأزمات، و بوصلة ترشد المشاهد عبر ضجيج المعلومات المتضاربة.

جماليات الأسلوب والشخصية

تتميز لغة لميس بالجمع بين جزالة اللفظ وسلاسة المعنى. فهي تستخدم السجع أحياناً لتطريب الأذن، والمقابلة بين الماضي والحاضر لتنوير العقل. هي نجمة في سماء الإعلام، ولكنها نجامة لا تكتفي باللمعان، بل تسعى للاحتراق لكي تضيء عتمة التساؤلات لدى المواطن البسيط.

لميس الحديدي ليست اسماً في تتر، بل هي بصمة في فكر، وأثر لا يمحوه الغياب.

ملامح من مسيرتها

الدقة والتحري لا تقبل بأنصاف الحقائق، بل تغوص في بحار الأرقام لتخرج بـلؤلؤة اليقين.
الثبات الانفعالي تشبه الجبل الأشم في مواجهة الضيوف المشاكسين، تبتسم بذكاء، وتضرب بالمنطق.
المدرسة المهنية: تخرجت من مدرسة الصحافة الحرة، فصارت هي نفسها مدرسة ينهل منها الجيل الصاعد.

 

مروضة العواصف السياسية

لطالما كانت لميس الحديدي في قلب الإعصار، لم تكن مجرد مراقب يشاهد السفينة من بعيد، بل كانت الربان الذي يحلل حركة الموج. في لحظات التحول السياسي الكبرى، تحول استوديو لميس إلى غرفة عمليات؛ حيث تتشابك الأحاسيس وتتصارع الرؤى. جعلت من الوطن جسداً تداوي جراحه بالكلمة الصادقة، ومن المستقبل باباً تطرقه بإصرار الأسئلة.
بين الشد والجذب استطاعت لميس أن تنتزع الحقيقة من أفواه السياسيين. إن قدرتها على محاورة أصحاب القرار تشبه عمل الجراح؛ دقة في الاختيار، وشجاعة في المواجهة.

أسئلتها سهاماً تصيب جوهر القضية.

وحضورها درعاً يحمي حق المواطن في المعرفة. لم تكتفِ بنقل الخبر، بل كانت تفسر المفسر، وتفكك شفرات التصريحات المعقدة لتقدمها للجمهور لقمة سائغة من الوعي.

الكلمة كصوت للثبات

في أوقات الاضطرابات، كانت نبرة صوتها هي ترمومتر الشارع. حين كان الضجيج يملأ الأرجاء، كان صمتها قبل السؤال إيجازاً بليغاً، وحديثها بعد الحدث بياناً كافياً. هي التي جمعت بين رقة الأنثى و صلابة المقاتل، فصارت في الميادين السياسية أيقونة لا تكرر، وبصمة لا تمحى.

ليست السياسة عندها مجرد أخبار، بل هي أمانة تحملها على عاتقها، تنحت في صخر الواقع لتبني قصراً من الحقيقة.

ملامح التغطية السياسية في أدائها

المواجهة المباشرة لا تعرف المواربة في الحق، بل تقتحم المسكوت عنه بجرأة.
التحليل العميق: لا تقف عند قشور الأحداث، بل تغوص في لب الدوافع والنتائج.
الوطنية الصادقة: يظهر في خطابها لغة المحاور المحايد ولغة المواطن الغيور على بلده.

إن لميس الحديدي، بما تملكه من كاريزما وحضور، استطاعت أن تحول الاستوديو من مجرد جدران صماء إلى منبر للتنوير. هي حكاية إصرار، وفصل مشرق في كتاب الإعلام المصري المعاصر..

تم نسخ الرابط