الرضاعة الطبيعية.. تغذية متكاملة وصحة دائمة للأم والطفل

تكمن معجزة الرضاعة الطبيعية في كونها نظامًا بيولوجيًا ونفسيًا متكاملًا ومصممًا بدقة فائقة لتلبية الاحتياجات المتغيرة للطفل النامي، مع توفير فوائد صحية ونفسية عظيمة للأم أيضًا. 
 

المعجزة العلمية والبيولوجية
 

تركيب حليب الأم المتكيف: يتغير تكوين حليب الأم بشكل ديناميكي ليتناسب تمامًا مع احتياجات الطفل في مراحل نموه المختلفة حيث يتغير من يوم لآخر، ومن وجبة لأخرى.

عوامل مناعية قوية

يحتوي الحليب على أجسام مضادة وعوامل وقائية حية تساعد على حماية الرضيع من العدوى والأمراض مثل نزلات البرد والتهابات الأذن والإسهال، وتقلل من خطر متلازمة موت الرضيع الفجائي، وقد تزداد هذه المكونات المناعية عند حاجة الطفل إليها.
 

تغذية متكاملة

يوفر حليب الأم المزيج الفريد والنسب المثالية من البروتينات، الدهون، الفيتامينات، والمعادن اللازمة لنمو الدماغ والجسم بشكل صحي.
 

تقليل مخاطر الأمراض المزمنة

حيث تُقلل الرضاعة الطبيعية من خطر إصابة الأطفال بالأمراض المزمنة لاحقًا في الحياة، بما في ذلك أنواع معينة من السرطان في مرحلة الطفولة.
 

هرمونات مهدئة

يتم إفراز هرمونات مثل الأوكسيتوسين والبرولاكتين أثناء الرضاعة، مما يساعد الأم والطفل على الشعور بالاسترخاء، وتقليل التوتر، والنوم بشكل أفضل وأعمق. 
 

سهولة الهضم

حليب الأم سهل الهضم، مما يقلل من مشكلات الإمساك أو الإسهال، أما بالنسبة للنمو المعرفي فقد ربطت الدراسات الرضاعة الطبيعية بالذكاء المتزايد لدى الأطفال.
 

المعجزة النفسية والروحية
 

إن تلامس الجلد للجلد واحتضان الأم للطفل أثناء الرضاعة يفرز "هرمون الحب" (الأوكسيتوسين) الذي يقوي الرابطة العاطفية بينهما بشكل لا مثيل له، ويمنح الطفل شعورًا عميقًا بالحب والأمان والدفء، حيث تعتبر الرضاعة الطبيعية أول عملية احتواء حقيقي للطفل، وتأثيرها الإيجابي يظل ملازمًا له طوال حياته.
 

صحة الأم

أما بالنسبة عن فوائد الرضاعة الطبيعية للأم فهي تُساعد في عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي بسرعة أكبر بعد الولادة، وتقلل من خطر إصابة الأم باكتئاب ما بعد الولادة، وسرطان الثدي والمبيض. 
 

الصحة النفسية

كما تُساعد على تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب ما بعد الولادة بسبب إفراز هرمونات مثل الأوكسيتوسين، التي تقلل التوتر، وتُعد أيضًا وسيلة لتنظيم النسل حيث يمكنها أن تعمل على   تأخير أو منع الحمل من خلال تثبيط الإباضة والحيض. 

حقائق إضافية عن حليب الأم

من خصائص حليب الأم أنه متجدد فلا يتم تخزين حليب الأم في الثدي، بل يتم إنتاجه باستمرار، ويتغير تركيبه أثناء الرضعة الواحدة، حيث يكون الحليب الأول غنيًا بالبروتينات والماء، بينما يحتوي الحليب الأخير على نسبة دهون أعلى لتوفير الطاقة.
 

اللبأ

 هو الحليب الأول الذي يفرزه الثدي والمعروف بـ "لبن السرسوب"، وهو غني بالأجسام المضادة التي تساعد في طرد العقي (المادة السوداء التي يخرجها المولود حديثًا) ويحمي الطفل من اليرقان (الصفار).