أبو الغيط: دعم الفلسطينيين وإعادة إعمار غزة أولوية عربية في مسار التنمية الاجتماعية الشاملة
أكد معالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن دعم الفلسطينيين، ولا سيما في قطاع غزة، وإعادة بناء المجتمع الذي دُمّرت مؤسساته، يمثل أولوية اجتماعية وإنسانية قصوى، مشددًا على أن إسناد الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده يُعد من أنجع صور المقاومة في مواجهة سياسات الاحتلال.
جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر العربي رفيع المستوى حول تنفيذ الإعلان الصادر عن مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، والذي عُقد في المملكة الأردنية الهاشمية، في 17 ديسمبر 2025، بمشاركة عربية ودولية واسعة.
وتوجه أبو الغيط في مستهل كلمته بالشكر إلى المملكة الأردنية الهاشمية، قيادةً وحكومةً وشعبًا، على كرم الضيافة وحسن التنظيم، مثمنًا دور الأردن المستمر في احتضان الفعاليات العربية والدولية، ودعم العمل العربي المشترك، كما أعرب عن تقديره لدولة الدكتور جعفر حسان، رئيس مجلس الوزراء الأردني، لرعايته ومشاركته في هذا المؤتمر المهم.
وأوضح الأمين العام أن انعقاد المؤتمر يأتي في ظل تحديات جسيمة تشهدها المنطقة العربية، وعلى رأسها استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني، وما خلفه من دمار واسع ومعاناة إنسانية غير مسبوقة، خاصة في قطاع غزة، حيث يواجه المدنيون أوضاعًا معيشية قاسية، في ظل نقص حاد في مقومات الحياة الأساسية، واستمرار القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية.
وأشار أبو الغيط إلى أن جامعة الدول العربية، عبر مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، بادرت بإعداد الأولويات العربية لمؤتمر القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، وذلك خلال الاجتماع الوزاري الذي عُقد في الجمهورية التونسية منتصف عام 2025، بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، وهو ما أسهم في تضمين معظم هذه الأولويات في إعلان الدوحة الصادر عن القمة.

وأكد أن المؤتمر يمثل نقطة الانطلاق العربية لتنفيذ مخرجات إعلان القمة العالمية للتنمية الاجتماعية، معربًا عن أمله في أن يتضمن بيان عمّان المرتقب خطوات تنفيذية واضحة، وجداول زمنية محددة، تستند إلى الأولويات العربية والرؤية العربية 2045، التي اعتمدتها القمة العربية التنموية في بغداد، باعتبارها مسارًا استراتيجيًا طويل الأمد للتحول الاجتماعي.
وأوضح أن الرؤية العربية 2045 تضع الإنسان العربي في صميم العملية التنموية، داعية إلى بناء مجتمعات شاملة قائمة على العدالة والإنصاف، وتعزيز الاقتصاد التضامني، وتوظيف الرقمنة والابتكار لخلق فرص العمل وتحقيق العدالة الاجتماعية، بما يضمن تنمية مستدامة تعود ثمارها على جميع فئات المجتمع.
كما أشار أبو الغيط إلى عدد من المبادرات والاستراتيجيات العربية المعتمدة، من بينها العقد العربي للأشخاص ذوي الإعاقة، والإطار الاستراتيجي للقضاء على الفقر متعدد الأبعاد، والاستراتيجية العربية لكبار السن، ووثيقة العقد الاجتماعي الجديد، مؤكدًا أنها تشكل منظومة متكاملة لدعم مسار التنمية الاجتماعية العربية.
وفي هذا السياق، ثمّن دور المركز العربي لدراسات السياسات الاجتماعية والقضاء على الفقر متعدد الأبعاد، الذي تستضيفه المملكة الأردنية الهاشمية، داعيًا إلى دعمه ماليًا وفنيًا ليؤدي دوره كآلية إقليمية فاعلة في دعم جهود التنمية.
واختتم الأمين العام كلمته بالتأكيد على أن الهدف النهائي لهذه الجهود يتمثل في تحسين جودة حياة المواطن العربي وتعزيز رفاهيته، معربًا عن ثقته في أن يسهم بيان عمّان في وضع مسارات عملية يكون المواطن العربي في قلبها، بوصفه أداة التنمية وغايتها في آنٍ واحد.
