ما حكم صيام شهر رجب كاملاً؟.. دار الإفتاء المصرية توضح
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية ، عبر موقعها الرسمي ، جاء نصه : “ ما حكم صيام شهر رجب كاملاً؟ ”.
وتعرض "هير نيوز" تفاصيل الإجابة الخاصة بدار الإفتاء المصرية على هذا السؤال ، وذلك من خلال السطور التالية.
ما حكم صيام شهر رجب كاملاً؟

أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن صيام شهر رجب يعد من الأعمال المستحبة، مشيرة إلى أن الصيام بصفة عامة من أفضل العبادات التي تقرب العبد من ربه، لما له من أجر عظيم وفضل كبير.
واستدلت دار الإفتاء بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الصيام، حيث قال: «إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم» «رواه البخاري ومسلم».
و ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى هلال شهر رجب دعا قائلًا:«اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان».
آراء الفقهاء حول صيام شهر رجب كاملًا
تناول عدد من فقهاء المذاهب الإسلامية مسألة صيام شهر رجب كاملًا، وأكدوا استحباب الصيام فيه، وهو ما ورد في كتبهم فقد ذهب فقهاء الحنفية والمالكية والشافعية إلى استحباب صيام هذا الشهر، وعدوه من الأشهر التي يندب الإكثار من الصيام فيها.
ففي المذهب الحنفي، جاء أن الصيام المرغوب فيه يشمل صوم شهر المحرم، ثم رجب، ثم شعبان، إلى جانب صيام يوم عاشوراء، وهو ما يدل على مكانة شهر رجب بين أشهر السنة في فضل الصيام.
أما المالكية، فقد نصوا في مختصر خليل وشرحه للشيخ الدردير على استحباب صيام الأشهر الحرم، ومنها رجب، مع بيان أن أفضلها شهر المحرم، يليه رجب، ثم ذو القعدة وذو الحجة.
وفي المذهب الشافعي، أوضح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في أسنى المطالب أن أفضل الشهور للصيام بعد رمضان هي الأشهر الحرم، ومنها «رجب»، مستندًا إلى الأحاديث النبوية الواردة في فضل الصيام في هذه الأشهر، مع تأكيد أن من استطاع الصيام دون مشقة فله أجر وفضل في ذلك.
وعلى الجانب الآخر، يرى فقهاء الحنابلة كراهة إفراد شهر رجب بالصيام، وهي من خصوصيات مذهبهم، إلا أن هذه الكراهة تزول إذا أفطر الصائم يوما منه، أو قرن صيامه بصيام شهر آخر، ولو لم يكن متصلًا به.
وفي السياق ذاته، ذكر الحافظ ابن الصلاح في فتاواه أن من صام شهر رجب كاملًا لا يؤثم بذلك عند أحد من علماء الأمة.
وشدد الإمام ابن حجر الهيتمي على خطأ القول بتحريم صيام رجب، واعتبر هذا الرأي مخالفا لما استقر عليه أهل العلم، مؤكدًا أن الأحاديث التي استند إليها بعض القائلين بالمنع لا تصح.
كما نقل عن سلطان العلماء العز بن عبد السلام تصحيحه لنذر صيام شهر رجب كاملًا، وبيانه أن الصيام قربة مشروعة، وأن النهي عن صيامه لا يستند إلى دليل معتبر، مشيرًا إلى أن الأصل في الصيام أنه عبادة مرغب فيها ما لم يرد نص يمنعها.
الأزهر يوضح فضل شهر رجب
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى أن شهر رجب من الأشهر الحرم التي لها مكانة خاصة في الإسلام، مشيرًا إلى أن الصيام فيه مستحب وليس فرضا، وذلك استنادا إلى عدد من الأحاديث النبوية.
وأوضح المركز، عبر صفحته الرسمية، أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى الصيام في الأشهر الحرم، كما ورد في حديث:«صُم من الحُرُمِ واترك» «رواه أبو داود».
كما نقل الإمام النسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن شهر شعبان:«ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان»، وهو ما يبين أن رجب يمثل بداية الاستعداد الروحي والعبادي لشهر رمضان.
صيام شهر رجب
أكد علماء الأزهر أن صيام أول يوم من شهر رجب أو أي أيام منه يعد من الأعمال المستحبة التي يثاب عليها المسلم، دون أن يكون ذلك فرضا أو واجبا، مشددين على ضرورة عدم اعتقاد إلزامية الصيام في هذا الشهر.
وأشاروا إلى أن اغتنام هذه الأيام بالصيام، والدعاء، والطاعات، يعد فرصة لتعظيم الشهر الحرام، والاستعداد النفسي والروحي لشهر رمضان، مع التأكيد على أن النية الصادقة هي الأساس في قبول العمل.