الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

أمي هل تصلك دعواتي ودموعي وصلواتي؟

الجمعة 05/مارس/2021 - 02:28 م
هير نيوز

أمي .. لا أدري كم مضى من الوقت على فراقنا الذي لم يكن لنا فيه يد، بل كانت إرادة رب العالمين على أمل اللقاء متي شاء الله، لكني مازلت انتظر ضحكتك التي كانت تمنحني السعادة والرضا ولن أنساها ما حييت.

 
أمي تذكرت دون وعي مني يوم أن كنت مريضًا ألهث وراء أنفاسي وأهذى بكلمات غير مفهومة حملت كثيرًا من تخاريف السخونة ورحتِ أنتِ يا أمي تربطين على كتفي وتهدهديني كنت تتظاهرين بالابتسامة وقلبك ينفطر حزنًا على وليدك.

أمي هل تتذكرين يوم أن أخبرتك في جلسة سمر أنني أحب لأول مرة في حياتي واعترفت لك باسم حبيبتي يومها ابتسمتِ ثم ضحكت، حينها كنت مريضًا، وقلتِ لي لقد كبرت وعرفت معني الحب.

أمي هل تتذكرين يوم أخبرتك أني أدخن سجائر.. يومها أعلنتي عليّ غضبك وكانت أيام خصامك أشد مرارة من فراقك وأقسمتِ ألاّ نجلس سويًا على "طبلية" واحدة حتى أُقلع عن شرب "المدعوكة" بلهجتك الجميلة.

أمي.. هل تتذكرين يوم أن أخطأت في حق زوجتي وأم أولادي؟ يومها غضبتي مني أشد الغضب، ولقد سامحتني زوجتي يومها لكنك لم تفعلي إلاّ بعد أن ارتميت في حضنك ووضعت على خدك قبلة وعاهدتك ألاّ أكررها مرة أخرى.

يومها أمسكتِ بأذني وقلتِ لي: زوجتك أمانة ستحاسب عنها.. لا تكن سبب دموعها وبعلو صوتكِ قلتِ هذه هي التي لم أر منها ما يعكر صفوي.

أمي.. هل تتذكرين يوم أن مرضتِ ولم أتمالك دموعي وأقسمتِ عليّ ألاّ أبكي يومها خرجت من عندك وسألتِ عني وكذبوا عليكِ وقالوا لكي أنني في مشوار وسوف أعود بعد ساعتين .. لكن الحقيقة يا أمي أنني كنت جالسًا خلف باب غرفتِك أبكي وأسرق لحظات النظر إليكِ وأبكي بكل قوة وأكتم أنفاس آهاتي حتى لا تسمعيني.

أمي.. هل تتذكرين يوم أن حانت ساعة الفراق.. ورأينا جميعًا ابتسامتِك وأنتِ تودعين العش الذي أقمتِ قواعده على الحب والرضا وبنيتِ جدرانه من الحب والسعادة.. يومها كنتِ تضحكين مع أحفادكِ وطلبتِ أن نكون فقط إلي جواركِ.. وفي هدوءٍ وابتسامةٍ كان وداعكِ.

أمي.. هل تصلُكِ دعواتي ليل نهار؟ هل يصلُكِ سلامي مع كل صلاة؟ هل ترين نار دموعي على فراقكِ؟ متى نلتقي أمي لقد اشتقت إليكِ.. اشتقت إلى سماع دعواتكِ بعد صلاتكِ.. اشتقت إلى ضربكِ وغضبكِ وخصامكِ.. اشتقت إلى كل شيء.

أمي.. يحتفل المحتلفون بعيد الأم يقبلون أقدام أمهاتهم.. هل تدرين يا أمي أنني أحسدهم على سماع دعواتِ أمهاتهن وارتمائهم في أحضانهن أو تقبيل أيديهن.

أقول لابني ووحيدي قبّل أقدام أمك فالجنة تحت قدميها، وعندما يفعلها أحسده على أمه وأتمنى أن أكون أنا من يقبل أقدام أمي.

أمي أنا غاضب منكِ لأنّكِ لم تأتِ يومًا في منامي تلهى معي كالمعتاد مثلما كنا نلهو في دنيانا الفانية.. هل أنتِ غاضبة مني؟
 
أمي في عيدك ولكل أم.. أقدم وردة وقراءة فاتحة على روحكِ الطاهرة وأرواح كل الأمهات، لا تغضبي مني فأنا بدونكِ ليس لي مكان في الجنة وكل أملي أن تكون دعواتكِ هي ميراثي في الدنيا وتظل معي حتى نلتقِ في الجنة، إن شاء الله.

أمي هل تصلكِ دعواتي ودموعي وصلواتي .. سلامي حتي نلتقِ.

ads