الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

حكم نهائي بمنع إقامة قاعات الحفلات والملاهي الليلية بجوار المساجد

الأحد 18/أبريل/2021 - 01:09 م
الدكتور محمد عبدالوهاب
الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجي

حصل أحد المواطنين، اليوم الأحد، على شهادة من جدول المحكمة الإدارية بعدم حصول طعن على الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية الدائرة الأولى بالبحيرة برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة، بتأييد قرار الحكومة المصرية بحظر إقامة الملاهي الليلية أو قاعات الحفلات بالقرب من المساجد، وبذلك أصبح الحكم الصادر في الدعوى رقم 4313 لسنة 16 قضائية بجلسة 30 مايو 2016 نهائيًا وباتًا.

كان المواطن «أ.أ.م» يمتلك المركب «ليالي» التى اُنشئ لها مرسى ثابت بالقرب من أحد المساجد على النيل بمحافظة البحيرة، وذلك بغرض إقامة حفلات ليلية وقاعة أفراح عليها، وأصدرت الحكومة قرارا بغلقها إداريًا وبالقوة الجبرية وحكم القضاء الإداري بالإسكندرية، بتأييده ورفض دعوى المواطن وأصبح نهائيا وباتا.

اقرأ أيضًا.. مرصد الأزهر يدعو المجتمع الدولي لمواجهة الاعتداءات على المساجد


وقالت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية، برئاسة المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجي: إنه إذا كان المشرع قد أجاز الترخيص بأنشطة الملاهي المختلفة دعمًا للاقتصاد والسياحة، إلا أنه لا ينبغي أن تختار لها مكانًا بالقرب من دور العبادة لتعارض ذلك مع طهارة وقدسية الشعائر الدينية التي تقام بين جدرانها.

وأكدت المحكمة أن الإسلام دين الدولة، ومصر راية الإسلام بعلمائها ومفكريها وللمساجد حرمتها فلا يجوز إيذاؤها، فهي الزاد الروحي لمسيرة المسلم إلى الله تعالى وهى دور عبادة وتضرع وخضوع لله سبحانه، ومواضع تسبيح وابتهال وتذلل بين يدي الله ومقام تهجد وترتيل لكتاب الله وحفظ له، فلا يجوز التَشْوِيشٌ - مصدر شَوَّشَ وهو فعل خماسي لازم متعد بحرف- على المصلين بإحداث ضوضاءَ وبلبلةً واختلاطًا في السمع ومثل هذه الأفراح والحفلات من شأنها التأثير على أهل المسجد بالكلام في أمور الدنيا وفي ذلك إيذاء لهم وإشغالا للمسلمين عن أداء طاعتهم لله على الوجه الصحيح.

وأشارت إلى أن التشويش محظور ولو كان بعلو الصوت بتلاوة القرآن فكيف يكون بغيره ؟ أخرج أحمد بن شعيب النسائي في السنن الكبرى تحت عنوان: ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم «لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن» وذلك بسنده إلى أبي حازم التمار عن البياضي «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: «إن المصلي يناجي ربه فلينظر ماذا يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض في القرآن».

وأوضحت المحكمة أن الإسلام كفل حرية العقيدة كما حمى الحقوق والحريات العامة الأساسية لكل إنسان دون تحيز ووضع ضوابط تشكل الإطار القانونى لحدود ممارسة هذه الحريات حيث تقف عند وجوب احترام حقوق وحريات عوام المسلمين المتصلة بممارسة الشعائر الدينية دون انتهاك أو تعدٍ نزولا على مقتضي القاعدة الشرعية التى تقضى بأن «يُتحمل الضرر الخاص لدفع ضرر عام»، وبهذه المثابة فللمساجد حرمتها فهي إعلاء لكلمة الله في الأرض وذكره وتسبيحه وتلاوة اَياته وتعاليمه ونسكه ولا يجوز تعطيل رسالتها الجليلة تحت أى ظرف من الظروف، لذا فإنه لا يجوز للجهات الإدارية أن تسمح باقامة قاعات الأفراح والحفلات والمناسبات أيا كانت بالقرب من المساجد توقيرًا لرسالة المسجد العظيمة كدور عبادة فى حياة المسلمين.

ولفتت المحكمة، إلى أنه لا يفوتها أن ن تشير إلى أن المساجد بيوت الله سبحانه وتعالى ونظرا لمكانتها وفضلها ذكرها الله سبحانه في ثمان وعشرين آية من كتابه الكريم، وأضافها إلى نفسه إضافة تشريف وتكريم، وقد حرص المشرع الدستوري على النص أن مبادئ الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ووفقا لديباجة الدستور فإن المرجع فى تفسيرها، ما تضمنه مجموع أحكام المحكمة الدستورية العليا فى ذلك الشأن بينما الأزهر الشريف هو المرجع الأساسى فى العلوم الدينية والشئون الاسلامية، وتقوم وزارة الأوقاف بالإشراف الكامل على جميع المساجد في مصر وضمها إليها دعمًا لصحيح الدين المستنير وضمانا لقيام هذه المساجد برسالتها في نشر الدعوة الإسلامية على خير وجه.

واختتمت المحكمة أن الثابت من الأوراق أن إنشاء مرسى ثابت للمركب «ليالي» بالقرب من المسجد يؤدي إلى غضب الأهالي من المصلين المترددين على المسجد، ولا يجوز إقامة تلك الأنشطة في محال بالقرب من الأماكن المعدة للعبادة المصرح بإقامة الشعائر الدينية فيها. وارتأت اللجنة المختصة عدم الموافقة على الترخيص بالنشاط المشار إليه وأصدرت الحكومة قرارها بغلق قاعة المناسبات بالمركب المذكورة، فإنه يكون متفقًا وصحيح حكم القانون.

وأعربت دوائر مهتمة بالشأن الدينى أن حكم المحكمة برئاسة القاضى الدكتور محمد خفاجي يؤكد الهوية المصرية بالنزعة الروحية والتسامح الذي تسود الشعب المصري، باعتبار أن مصر حاضنة الأديان السماوية، ومهد الدين وراية مجد الأديان السماوية، وأن كل عمل يمس حُرمة العبادة ووقار الشعائر الدينية ينبغى منعه.

ads