نسمة عبدالصمد.. خريجة أداب الأسكندرية " أول عاملة دليفري في مصر"

لم تكن نمطية كغيرها من الفتيات، ولم تتخوف من ممارسة أعمال شاقة غير مناسبة لنعومة البنات، ولم تبالى بأى مشقة وهى تقوم بتلك الأعمال وكأنها تمارسها بعزيمة الرجال، ولم تخشى من كلام الناس عليها وهى تسعى إلى الرزق بمهن عضلية أكثر منها ذهنية، على الرغم من أنها حاصلة على ليسانس الأداب، قسم التاريخ والآثار الإسلامية.

إنها نسمة عبدالصمد، 43 عامًا، استطاعت أن تثبت جدراتها في سوق العمل، واحترفت العمل كـ"ديليفري"، ونجحت فيه مثل أى شاب يعمل فى هذا المجال.

قالت "نسمة"، إنها عملت لفترة فى مكتبة الإسكندرية وبعد الزواج تركت العمل وظلت في منزلها بناء على رغبة زوجها وظروف عمله ووجهة نظره بعدم قدرتها على التوفيق بين العمل والمنزل.

وأضافت، مرت السنوات بدون إنجاب أطفال ومعها زوجها، ولكن الحياة صعبة بدون أولاد، ولصعوبة الحياة قررت العودة للعمل فحاولت التقدم لأكثر من عمل، ومنها العمل كمدرسة ولكن تم رفضها في كل الوظائف الإدارية التي تقدمت لها.
وتابعت "بسمة": " أمام هذه التحديات قلت لنفسى هشتغل يعنى هشتغل عملت اكسسورات هاند ميد بس مكنتش شاطرة فيها وبالتالى مكنتش ببيع اللى بعمله، بقيت اقول لكل حد بقابله نفسى اشتغل ساعدونى والناس تحاول بس برضه لسه النصيب مجاش".

واستطردت "بسمة": " اشتريت سكوتر منذ ٥ سنوات للتحرك به كوسيلة مواصلات وفي مارس عام 2017 عرضت عليها صديقتى أن أعمل معها كدليفري لمنتجاتها الخاصة التي تبيعها، ووافق زوجى على العمل، بعد 12 عاما من الجلوس في المنزل بدون عمل، تحطمت نفسيًا خلالها، وبهذا العمل أصبحت أول إمرأة تعمل دليفرى بسكوتر فى إسكندرية ومصر كلها، ثم انتشرت الفكرة وشجعت فتيات أخريات للعمل فى هذا المجال".

وأكدت "بسمة" أنها لم تشعر بالخجل من عملها لأن شغل الديلفري عظيم بالنسبة لها وفخورة بعملها كما أنها غيرت مفهوم العمل لدى الكثير من النساء والرجال، ودعت كل سيدة بأن لا تشعر بالانكسار في أي يوم من الأيام، وأن تظل ثابته وقوية ولديها شعور بأنها قادرة على فعل كل شىء.