الأربعاء 15 مايو 2024 الموافق 07 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

للداعين لتمرد الزوجة على خدمة زوجها: هكذا كانت فاطمة بنت محمد في بيتها

الأحد 27/يونيو/2021 - 02:06 م
لتمرد الزوجة على
لتمرد الزوجة على خدمة زوجها


ظهرت بعض الأصوات التي تدعو النساء إلى التمرد على الخدمة في بيوتهن أو في بيوت حمواتهن؛ بحجة أن المرأة ليست مأمورة شرعًا بذلك، فهل هذا صحيح؟ سؤال ورد من المتابعة سهير منصور من الإسكندرية..

يجيب الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف فيقول:

شاهدتُّ أحدهم يدعو عبر مقطع مرئي في قناة شهيرة إلى تمرد الزوجة على الخدمة في بيت زوجها متناسيًا أن سيدة نساء العالَمين، فاطمة الزهراء - عليها السلام -بنت سيد النبيين صلى الله عليه وسلم، كانت تخدم في بيت زوجها علي- رضي الله عنه: تكنس البيت وتفرشه وتطبخ الطعام وتعجن الخبز.

الخدمة الباطنة

قَالَ ابن حبيب فِي "الْوَاضِحَةِ":
(حَكَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَبَيْنَ زَوْجَتِهِ فاطمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حِينَ اشْتَكَيَا إِلَيْهِ الْخِدْمَةَ، فَحَكَمَ عَلَى فاطمة بِالْخِدْمَةِ الْبَاطِنَةِ: خِدْمَةِ الْبَيْتِ، وَحَكَمَ عَلَى علي بِالْخِدْمَةِ الظَّاهِرَةِ).

ثُمَّ قَالَ ابن حبيب:

وَالْخِدْمَةُ الْبَاطِنَةُ:
الْعَجِينُ وَالطَّبْخُ وَالْفَرْشُ وَكَنْسُ الْبَيْتِ وَاسْتِقَاءُ الْمَاءِ وَعَمَلُ الْبَيْتِ كُلِّهِ.

وها هي أسماء ذات النطاقين، بنت الصِّدِّيق - رضي الله عنهما - قد صَحَّ عَنْ أَنَّهَا قَالَتْ:
(كُنْتُ أَخْدِمُ الزبير خِدْمَةَ الْبَيْتِ كُلِّهِ، وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ ، وَكُنْتُ أَسُوسُهُ وَكُنْتُ أَحْتَشُّ لَهُ، وَأَقُومُ عَلَيْهِ).
ولَمْ يَقُلْ صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه:
لَا خِدْمَةَ عَلَى فاطمة، وَإِنَّمَا هِيَ عَلَيْكَ، وَهُوَ صلى الله عليه وسلم لَا يُحَابِي فِي الْحُكْمِ أَحَدًا.

ما بين الاستحباب والوجوب

وَلَمَّا رَأَى أسماء وَالْعَلَفَ عَلَى رَأْسِهَا، والزبير مَعَهُ، لَمْ يَقُلْ لَهُ:
لَا خِدْمَةَ عَلَيْهَا، وَأَنَّ هَذَا ظُلْمٌ لَهَا، بَلْ أَقَرَّهُ عَلَى اسْتِخْدَامِهَا، وَأَقَرَّ سَائِرَ أَصْحَابِهِ عَلَى اسْتِخْدَامِ أَزْوَاجِهِمْ مَعَ عِلْمِهِ بِأَنَّ مِنْهُنَّ الْكَارِهَةَ وَالرَّاضِيَةَ هَذَا أَمْرٌ لَا رَيْبَ فِيهِ.

يضيف الشيخ أحمد التركي قائلًا: "نعم، مسألة خدمة المرأة لبيت زوجها فيها خلاف واسع من حيث الوجوب والاستحباب فهلَّا اختار الشيخ الاستحباب إذا كان يريد التيسير وإرضاء النساء، وحثهن على تلك الخدمة من باب التَّطَوُّعِ وَمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، وحُسن العشرة، ورعاية الزوج؟! وهلَّا دعا ذلك الشيخ النساء لِيَكُنَّ (فواطم) في بيوتهن؟!".

اقرأ أيضًا:

ads
ads