وكيل أوقاف الجيزة لـ«هير نيوز»: الأبناء أمانة.. ولو كانوا غير شرعيين

أوصى الله تعالى الآباء بالإحسان لأبنائهم ورعايتهم وحسن تربيتهم حتى يشبوا مواطنين صالحين، لكن للأسف انتشرت مؤخرًا حوادث قتل الآباء لأبنائهم بدمِِ بارد وعلى أتفه الأسباب.

في السطور التالية نوضح رأي الدين في الآباء الذين يرتكبون هذا الفعل:

دكتور السيد مسعد وكيل مديرية الأوقاف بالجيزة، أكد على أن مثل هذه الجرائم مخالفة للفطرة أيًا كان الدافع وراء ارتكابها، فحتى الحيوانات تتحمل كل أنواع العذاب من أجل بقاء أولادها، أمّا الأب الذي يقدم على إنهاء حياة أولاده فهو ليس بعاقل، بل تجرد من كل معاني الإنسانية والرحمة والأخلاق.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:( جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه).

نموذج الرحمة

وقد ضرب الله تعالى مثالاً ملموسًا للرحمة في حديث سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي، فإذا امرأة من السبي تسعى، إذ وجدت صبيا في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟) قلنا: لا والله، فقال:( الله أرحم بعباده من هذه بولدها).

شدد سعيد على أن الأبناء أمانة في أعناق آبائهم، وحتى حالات الفقر هناك حلول لها بعيدا عن التخلص من حياة الأبناء، قال الله تعالى:( ( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا))النساء٩

رعاية الابن قبل إقامة الحد

ومن أبرز أدلة حرص الإسلام على صيانة حياة الأبناء أن الابن غير الشرعي نفسه لم يأمر الإسلام بقتله لأنه لا ذنب له في الكبيرة التي ارتكبها والداه، فقد جاءت للنبي سيدة تقول له: يا رسول الله إني حبلى من الزنا فأقم عليّ الحد وطهرني، فقال لها: اذهبي حتى تضعيه، فلما وضعته ذهبت للنبي كي يقيم عليها الحد، فقال لها: اذهبي حتى تفطميه، وتدور الأيام وتأتي للنبي ومعها ابنها وفي يده كسرة خبز يأكلها فأقام عليها الحد بعد أن تأكد من أن وليدها قد اشتد عوده وأتم فطامه.