الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

ماجي الحكيم تكتب "كرَّهتُونا في عيشتنا"

الخميس 08/يوليه/2021 - 02:59 م
هير نيوز



أسلوب متبع من عشرات السينين، لكنه زاد مؤخرًا في محاولة لمعاندة الدولة، الموظف الذي يتفنن في تعذيب المواطن في أي مصلحة حكومية أو جهة عامة، الطلبات التي يطلبها الموظف بالتنقيط حتى يدوخ المواطن ويلف حول نفسه في متاهات المكاتب وسط آلاف الملفات.

الموظف المختفي من مكتبه، ليس لأنه ابن ناس متأفف - مثل فيلم الإرهاب والكباب - أبدًا فذلك لمجرد أن يتلذذ بمشاوير المواطن ذهابًا وإيابًا كل يوم، والموظف الذي يرفض القيام بعمل زميله الغائب أيضًا يقصد تمامًا إذلال المواطن.

الختم المقفول عليه في درج مكتب الموظفة التي في حالة وضع! حتى الموظف الأكبر الذي وضع تكاليف وهمية لاستخلاص الإجراءات بدون معنى له نفس النية والأمثلة كثيرة، ففي لحظة تجديد رخص السيارات يفرض عليك شراء ملف كرتون فارغ بمئات الجنيهات فقط لتتسلم رخصتك، وطبعًا الحقيبة الطبية التى يبلغ ثمنها 450 جنيهًا، لا يمكن أن تتسلمها إلا بعد شرائك كمامة وزجاجة كحل بـ 240 جنيهًا!!

نفس الشيء في السكك الحديدية، الوزير نفسه اعترف بأن عددًا هائلًا من الموظفين يتحايل للإضرار بالهيئة والمواطنين بمؤامرات خفية يصعب ملاحقتها.

قد يتصور البعض أن الهدف من وراء هذا السلوك من بعض الموظفين شرب الشاي أو بمعنى آخر إكرامية أو رشوة، كما شهدنا في فيلم "عسل أسود"، لكن الهدف أكبر من ذلك بكثير.

فأنت كمواطن عندما تمر بتجارب مماثلة وأنت تقضي مصلحة مهمة في أي جهة حكومية ستلعن الحكومة والنظام والبيروقراطية.

نعم هذا الفكر الإخواني متغلغل في كل تلك الجهات، أقصد هنا الفكر الإخواني وليس الإخوان فقط، فحمدًا لله سيظهر قريبًا قانون بفصل أي عنصر يثبت جنائيًا انتماؤه للجماعة، لكن الفكر الإخواني الذي قد يكون صاحبه مجرد إخواني لم يشترك في عمل إرهابي أو حتى الموظف غير المنتمي الذي تشبع بهذا الفكر من زملائه أو المحيط الخاص به، سيظل حاملًا الحقد والضغينة ضد المجتمع بجميع أفراده، يعمل بإخلاص فقط من أجل أن يكرهنا في البلد وفي عيشتنا.

قانون العمل الاشتراكي حافظ على هؤلاء الموظفين لسنوات، وساهم في شعورهم بالأمان من العقاب أو حتى الحساب، تعديل القوانين سيسمح بفكرة العقد السنوي للموظف المستجد، وإمكانية النقل الداخلي أو المعاش المبكر للموظف القديم.

أتمنى أن تضرب الحكومة بيد من حديد على آلاف المليشيات المتمثلة في هيئة موظفي الحكومة التي تعمل بكل كد واجتهاد "علشان يكرهونا في عيشتنا".
الأهرام

ads