حوادث

«يا وجع قلب أمك عليك».. تفاصيل قصة العثور على جثة طفل عارية بمقابر دندرة بقنا

السبت 10/يوليه/2021 - 02:02 م

هاجر الصباغ

كان اللهو والعبث سبيله للاستمتاع بالحياة، لا سيما أنه طفل في مقتبل عمر المرح فهو يبلغ من العمر 12 عامًا، يبحث دائمًا عما يلبي رغبته في إشباع طاقته المكبوتة التي يريد أن يفرغها فيما يرى من وجهة نظره أنه هو المفيد لمحيطه الاجتماعي وهو «اللعب».

اقرأ أيضًا..

هويدا في دعوى خلع: «طردني بملابس المنزل»

أم ينفرط قلبها وينزف وجعًا على فقد ابنها

ذهبت من يحترق قلبها وينزف دمًا من الوجع على تغيب ابنها «الأم» تبحث عنه في كل مكان تظن أن تجده فيه؛ ليخبرها كل من تذهب إليه من أصدقائه أنه لم يره منذ 4 أيام، ليزداد المصاب في قلبها بأنها تقترب من كارثة تكاد أن تقضي على أملها في الحياة، وهي «موت فلذة كبدها» في ظروف غامضة.

الأب الصامد على مشارف الانهيار

يعرف عن الآباء الصمود قليلًا في وجه المصائب، لكن أبا هذا الطفل أصبح على مشارف الانهيار، بعدما سمع من جميع الجيران والأصدقاء وحتى الأقارب جوابًا واحدًا على سؤاله: «والله ما شوفناه من حوالي أربعة أيام»؛ ليجن جنونه ويستكمل البحث في المستشفيات وأقسام الشرطة، حتى بدأت أن تنكشف اللحظات الأولى من الكارثة.

وفاة طفل في ظروف غامضة

أخبر رجال الشرطة الأب المنهار أنهم وجدوا صغيره جثة هامدة في مقابر منطقة المعنا ببندر قنا، لكنهم وجدوه قد انتهى أجله في موتة القضاء والقدر، ووُجد عاريًا تمامًا ومحترقًا.

ونزل الأمر على مسامع الأب كالصاعقة والتي كادت أن تأخذ أنفاسه الأخيرة معها وهي ذاهبة إلى معالم الغيب، لكن أمر الله هو ما جعل الأب يستكمل الحياة في ذهول من الأمر، وحينما سمعت الأم الخبر دخلت على إثره المستشفى لتتلقى العلاج من هول ما سمعت: «حسبي الله ونعم الوكيل عمل إيه في دنيته عشان يحصل فيه كده».

تفاصيل الواقعة

بدأت الواقعة بتلقي اللواء محمد أبوالمجد، مدير أمن قنا، إخطارًا من غرفة العمليات، يفيد بعثور الأهالي على جثة طفل مجهول الهوية، داخل مدافن منطقة المعنا، ويبدو أنّ هناك شبهة جنائية في الأمر، لتنتقل على الفور قوة من فريق البحث والتحري إلى منطقة المقابر بالبندر.

وتبين من خلال إجراء الفحوصات والمعاينة المبدئية للواقعة أن المجني عليه طفل يبلغ من العمر 12 عامًا، عاري الجسد تمامًا، وهناك آثار واضحة لحروق وكدمات في أماكن متفرقة من جسده.

التحريات

كما كشفت التحريات أنّ الحروق تركزت في وجه المجني عليه، مقارنة بباقي أجزاء جسده، فيما بدا أنها محاولة لطمس ملامحه في سبيل عدم التعرف عليه.

فيما تم نقل الجثمان للمشرحة وجهود لكشف غموض الواقعة، وتبين من خلال فحص بلاغات التغيب التي تم تقديمها في مركز الشرطة، الذي يتبع له مسرح الجريمة، أنّ الجثة لطفل يقطن بنجع الردة بقرية دندرة، وأنّ أسرته أبلغت بتغيبه عن المنزل، ورغم بحثهم عنه وسؤالهم الجيران، إلا أنهم فشلوا في العثور عليه؛ ليقوموا في النهاية بتقديم البلاغ السابق.

وكانت النيابة العامة بقنا أمرت بنقل الجثمان إلى مستشفى قنا العام، وإيداعه في المشرحة للوقوف على ملابسات وأسباب الوفاة، واستخراج تصريح الدفن.

كما طلبت النيابة تقرير الصفة التشريحية وتحريات المباحث حول الواقعة لاستكمال التحقيقات، فيما تكثف الأجهزة الأمنية جهودها لكشف غموض الحادث.