صناعة الحصر.. ستات الصعيد: حرفة ورثناها من الفراعنة وأوشكت على الانقراض
شكلت صناعة الحصير المصنوع من نبات الحلفاء، مصدر دخل اقتصادي للأسر التي تمتهن حرفة صناعته في محافظات مصر المختلفة، لا سيما في محافظات الصعيد، هي أول من بدأت.
وتُعتبر صناعة
الحصير هو مصدر الرزق الوحيد للعديد من الأسر في ضواحي الصعيد؛ حيثُ يكون بمثابة
قوتهم اليومي، وهو من يساعدهم على المعيشة وعلى تجاوز صعوبات الحياة، وذلك لأنهم يصنعون
منه مُنتج اقتصادي والجتماعي معا، لا يخلو أي بيت منها في صعيد مصر.
تفوق السيدات
وبالنظر إلى
صُنّاع هذا المُنتج، سنجدّ أنَّ السيدات هُنَّ أكثر من يقمن على صناعته، ولا
يتوقف الأمر عند صناعتهُنّ لتلك الحصائر فقد، بل يحاولن جمع أعشائه من جوانب الطرقات السريعة وعلى حواف الترع
وبالقرب من محطات السكة الحديد.
ورغم أنَّ المهنة
أوشكت على الانقراض، إلا أنَّه لا تزال السيدات تتمسكن بها، ويعتبرنها من أهم مصادر الدخل
لهُنّ، ففي صعيد مصر نجد العديد منهُنَّ يعشن ويعملن بمهنة صناعة الحصر من نبات
الحلفا ويقمن بتصديره للمحافظات المختلفة بالجنوب والشمال.
يفتقر لعوامل المساعدة
تقول جملات
ريحان، تبلغ من العُمر 55عامًا، إحدى السيدات اللاتي تمتهنّ صناعة الحصر في قنا:
إنَّ المُنتج أصبح يفتقر لكل عوامل المساعدة؛ فلم يعد في البيوت كمّ القطع منه،
والأسر لم تعد تطلبه، ورغم ذلك تتمسك بالمهنة التي توارثتها عن أجدادها.
تُضيف السيدة،
أنَّها تستيقظ مُبكرا، وتذهب إلى مكان تواجد نباتات الحلفا؛ حيثُ تتواجد في بعض
الطُرق الصخبة، وعلى جانب أطراف السكة الحديد، وفي حافتي الترع، مشيرة إلى أنَّ هذه
المهنة تنفذها السيدات أكثر من الرجال؛ لأن تلك المهنة تقوم بها داخل منزلها لا يراها
أحد وهي مهنة شريفة.
طريقة صناعة الحصر
وعن طريقة صناعة
الحصر، توضّح، أنَّ بعد قصّه يُترك ثلاثة أيام تحت أشعة الشمس حتى يجفّ، ثُمَّ بعد
ذلك يوضع في المياه حتى يزيد وزنه، وبعد ذلك نقوم بالعمل وإنتاج الحصير من نبات الحلفا.
فوائد الحصير
وفي السياق ذاته
تؤكد روحية الشامي، البالغة من العُمر 50 عامًا، أنَّ الحصير الذي تعملن السيدات
على صناعته في المنازل، يُعد من أقوى الأشياء العلاجية للعمود الفقري وآلىم الظهر،
بالإضافة إلى أنَّه يُساعد على تنشيط الدورة الدموية.
مهنة متوارثة
وتقول السيدة
الخمسينية: إنَّ تصنيع الحصر هي مهنة توارثتها السيدات عن أجدادهنَّ الفراعنة،
مُشيرة إلى أنَّها عبارة عن مجموعة من الخيوط يتم تشبيك الحصر بها، بالإضافة لبعض
الأحبال وألواح الخشب التي تحتوي على فتحات للتهوية.
أنواع الحصر
ويتم إنتاج ثلاثة
أنواع من الحصر، هي: حصير صغير للجلوس وحصير متوسط للمضيفة وحصير كبير للنوم والجلوس،
وتتراوح أسعارها من 30 حتى 80 جنيهًا.
مناشدة المسؤولين
وطالبت السيدات المسؤولين بالاهتمام بتلك الحرفة؛ لأنها حرفة تراثية قديمة من عهد الفراعنة وهي مهنه لا تقل أهمية عن مهنة النول في أخميم، فإذا كان النول في أخميم صناعة فرعونيه قديمة فصناعة الحصير من الحلفا هو أيضًا صناعة فرعونية قديمة تعود على من يعمل بها بربح كبير جدًّا.